قطع غيار السيارات بمناطق ميليشيا أسد.. جنون أسعار واحتكار عصابات التهريب

قطع غيار السيارات بمناطق ميليشيا أسد.. جنون أسعار واحتكار عصابات التهريب

سجّلت أسعار قطع غيار السيارات في مناطق سيطرة ميليشيا أسد خلال الشهرين الماضيين ارتفاعاً قياسياً وصل إلى 65 بالمئة عن الأشهر السابقة بالتوازي مع انخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار، ما أدى لتوقف آلاف المركبات عن العمل في دمشق وباقي المحافظات، نتيجة اختفاء قطع التبديل من السوق أو بيعها بأسعار فلكية، وهو ما يعجز الكثير من السائقين ومالكي السيارات عن شرائها.

عصابات تهريب تتحكم بسوق القطع

وقال "محمود أبو الجود" صاحب أحد محال بيع قطع غيار السيارات في باب مصلى بدمشق لموقع "أورينت نت": "قطع التبديل شبه مفقودة في الأسواق وتستلزم وقت حتى نستطيع جلبها للزبائن كونها تصل عبر عصابات التهريب المرتبطة بميليشيا أسد والمسيطرين على السوق السوداء في مدينة دمشق وغيرها وهم يوفرونها لتجار القطع". 

وأضاف: "نضطر في بعض الأحيان لتركيب قطع غيار مستعملة بنصف عمر أو أقل، وذلك نتيجة حاجة الزبون الملحّة لتشغيل السيارة، وهنا تكون التكلفة أقل من القطع الجديدة، ولكن لا تحل إلا جزءاً من المشكلة، كون الزبون سيعود لتصليح مركبته من جديد".

أسباب أزمة قطع التبديل

بدوره تحدث "حسن مروان"، وهو ميكانيكي يعمل في مجال صيانة السيارات، أن قطع الغيار غير متوفرة في الأسواق بريف دمشق بسبب ارتفاع أسعار الشحن والدولار وزيادة الطلب من قبل السائقين الذين توقفت مركباتهم، فكلها عوامل ساهمت في رفع أسعار القطع، وأيضاً طلب قطع محددة من التجار يجعلهم يتحكمون في السعر بحجة عدم توفرها.

وذكر "مروان" أن قطع الغيار الأكثر توفراً في الأسواق بمناطق ميليشيا أسد هي من النوعية الصينية والكورية، ولكن أعدادها لا تغطي إلا 20 بالمئة من حاجة السوق، وهذا ما أدى لوجود قطع غيار مغشوشة في السوق تتعطل خلال أيام من تركيبها.

وأشار إلى أن معظم السيارات تتعطل بشكل دائم نظراً لحالة الطرق السيئة والحفر الموجودة، إضافة لرداءة الوقود الذي يتسبب بأعطال دورية في البخاخات و"طرنبات" الوقود للمركبات.

تبرير حكومة أسد 

وبرّر نائب رئيس الجمعية الحرفية لصناعة السيارات التابع لميليشيا أسد محمد سالم زرقاوي، أزمة قطع الغيار قائلاً: إن هذا الارتفاع بالأسعار لا يقتصر فقط على قطع التبديل إنما على أجرة الصيانة والإصلاحات.

وأضاف؛ "الأسعار تشهد تغيرات بشكل يومي باتجاهين صعود ونزول تبعاً لأسعار صرف الليرة مقابل الدولار، كون القطع مستوردة من الخارج"، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام أسد.

وأكد زرقاوي أن الإقبال على الإصلاح قليل، ويتم في حالات الضرورة فقط، والفئات الأكثر قصداً للصيانة هي أصحاب السيارات العمومية "التاكسي، السرفيس" كون سياراتهم بحاجة لإصلاحات شهرية بكلفة لا تقل عن 500 ألف ليرة، مشيراً إلى أن "كلفة غيار الزيت تصل إلى 200 ألف ليرة، وإصلاح الدولاب أو استبداله 650 ألف ليرة".

إحصائية وأرقام

ووصل عدد المركبات المسجلة في مناطق ميليشيا أسد حتى نهاية العام الماضي إلى 2,051,977 مركبة، منها 1,501,301 مركبة تعمل على البنزين و550,676 على المازوت بحسب مصادر حكومة أسد .

وبيّنت مديرية الإحصاء في وزارة النقل التابعة لميليشيا أسد، أن محافظة دمشق في المرتبة الأولى في عدد السيارات المسجلة حيث بلغ عددها 458،397 مركبة، في حين جاءت محافظة حلب في المرتبة الثانية، إذ بلغ عدد المركبات المسجلة فيها 351،226، وجاءت محافظة ريف دمشق في المرتبة الثالثة حيث وصل عدد المركبات فيها إلى 217،191 مركبة .

الخبير الاقتصادي عادل صوان قال لموقع أورينت: إن أعداد السيارات بمناطق نظام أسد أقل بكثير مما طرحته وزارة النقل، بسبب تدمير وإعطاب عدد كبير من المركبات خلال السنوات الماضية، مؤكداً أن أكثر من 200 ألف سيارة متوقفة عن العمل نتيجة غلاء الوقود ومشاكل قطع الغيار.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات