إغراءات ومطالب.. صحيفة تكشف: أمريكيون فاوضوا الأسد مؤخراً لاستعادة الصحفي أوستن تايس

إغراءات ومطالب.. صحيفة تكشف: أمريكيون فاوضوا الأسد مؤخراً لاستعادة الصحفي أوستن تايس

جددت الولايات المتحدة المحادثات المباشرة مع نظام أسد لتحديد مصير الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس وأمريكيين آخرين اختفوا خلال الحرب في سوريا، وفقاً لمسؤولين في الشرق الأوسط مطّلعين على الجهود الأمريكية لمعرفة مصيرهم..

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن المسؤولين قولهم إن المفاوضين الأمريكيين عقدوا سلسلة من الاجتماعات في الشرق الأوسط مع مسؤولي النظام، ما أعطى زخماً مؤقتاً في الجهود المتذبذبة لمساعدة السيد تايس، الصحفي المستقل الذي اختفى بالقرب من دمشق في عام 2012 أثناء تغطيته للحرب في سوريا. 

وأضاف المسؤولون إن المحادثات التي فشلت حتى الآن في تحقيق أي اختراقات، تأتي في الوقت الذي يحرز فيه رأس النظام بشار الأسد تقدماً في جهوده للخروج من عقد من العزلة الدولية التي نجمت عن رد فعله القاتل على معارضيه.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أصدر في آب/ أغسطس الماضي بياناً في الذكرى العاشرة لاختفاء تايس أكد لوالديه والشعب الأمريكي أنه يجعل عودة الصحفي أولوية، وأشارت وسائل إعلام غربية حينها أن الولايات المتحدة كانت منخرطة في محادثات مباشرة مع سوريا، الأمر الذي نفاه نظام أسد. 

وساطة عربية وتأكيد أمريكي 

وبحسب ما ذكرت مصادر الصحيفة، طلب المسؤولون الأمريكيون من عُمان في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي تسريع جهود الوساطة مع نظام أسد.

ولاحقاً أجروا محادثات مع مسؤولين بمخابرات النظام والقادة السياسيين في عُمان لمناقشة مجموعة متنوعة من القضايا، بما فيها قضية السيد تايس وما لا يقل عن 5 آخرين من الأمريكيين المفقودين الذين يُعتقد أن نظام الأسد اعتقلهم. 

وكان بايدن قد أثار قضية الصحفي تايس نهاية الأسبوع الماضي في عشاء مراسلي البيت الأبيض، حيث كانت والدة الصحفي، ديبرا تايس، من بين الحضور، وقال "نحن لا نستسلم.. لا نتوقف عن جهودنا لإحضاره والعثور عليه وإعادته إلى المنزل."

وحثت السيدة تايس بايدن بعد العشاء على بذل المزيد من الجهد لإعادة ابنها إلى المنزل، وذكرت خلال حدث في واشنطن في نادي الصحافة الوطني قبل يومين: "يمكننا التواصل مع سوريا..يمكننا إجراء مناقشة.. يمكننا التفاوض ".

وذكرت أن الولايات المتحدة لم يكن عليها تغيير سياستها تجاه سوريا لإعادة ابنها إلى الوطن، مضيفة: "أعتقد أن الوقت قد حان للقول إن الصراع في سوريا قد انتهى وحان وقت التقارب".

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي خلال مقابلة مع "واشنطن بوست" بمناسبة "اليوم العالمي لحرية الصحافة": "نحن منخرطون على نطاق واسع فيما يتعلق بأوستن.. منخرطون مع سوريا، ومنخرطون مع دول أخرى، في محاولة لإيجاد طريقة لإعادته إلى الوطن.. ولن نتراجع حتى نفعل ذلك".

مغريات وشروط

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن المسؤولين فإن المتفاوضين يتطلّعون إلى استئناف المحادثات في الأسابيع المقبلة، كما إن الوسطاء شجّعوا نظام أسد على أخذ المحادثات بجدية أكبر، وأخبروا حكومة أسد أن حل القضية يمكن أن يساعد في إنهاء العزلة الدولية للبلاد. 

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين بحكومة أسد أخبروا عُمان أن بشار الأسد يريد مناقشة تخفيف أو تأخير العقوبات الأمريكية التي تستهدف دور سوريا البارز في تهريب الكبتاغون، مشيرين إلى أن عقوبات الكبتاغون تدخل حيّز التنفيذ في حزيران/يونيو المقبل، وبشار الأسد قلق من أن التشريع قد يُعرّض للخطر عودته إلى الجامعة العربية.

وواجهت الجهود الأمريكية السابقة لإعادة السيد تايس إلى الوطن حواجز متكررة، ففي عام 2020، التقى اثنان من كبار مسؤولي إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب سراً مع رئيس مخابرات أسد لإجراء محادثات بشأن الأمريكيين المفقودين.

ولفتت الصحيفة إلى أن كاش باتيل، نائب مساعد الرئيس ترامب، وروجر كارستينز، مسؤول الإدارة المعني بمفاوضات الرهائن، هما من التقيا برئيس مخابرات أسد، وهي المرة الأولى منذ عقد من الزمان التي يسافر فيها مسؤول من البيت الأبيض إلى دمشق. 

وتعثرت تلك المحادثات بسبب جهود نظام أسد لربط مصير الأمريكيين المفقودين باتفاق من الرئيس آنذاك دونالد ترامب لسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، كما فشلت المناقشات لأن دمشق أرادت ربط القضية بتخفيف العقوبات.

وقالت مصادر الصحيفة إنه في اجتماع هذا العام مع الحاكم العماني السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، أشار بشار الأسد إلى أنه لا يزال يرغب في ربط المحادثات حول مصير الصحفي تايس بتخفيف العقوبات وإجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من سوريا، مشيرة إلى أن السلطان هيثم طلب من الأسد أن يخفف من توقعاته وأن يأخذ المحادثات بجدية أكبر.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات