نحو 66 ألفاً.. السوريون يفرّون من جحيم الحرب بالسودان ولا عودة لحضن الأسد

نحو 66 ألفاً.. السوريون يفرّون من جحيم الحرب بالسودان ولا عودة لحضن الأسد

دفع الاقتتال الدائر منذ 15 نيسان/أبريل الماضي بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني عشرات آلاف السوريين إلى الفرار مجدداً من جحيم الحرب، فيما يخشى معظمهم العودة إلى سوريا خاصة إلى المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا أسد خوفاً على حياتهم.

ويعيش في السودان وفق ما نقلت رويترز نحو 66 ألف سوري قدِم معظمهم عقِبَ الحرب التي شنتها ميليشيا أسد على السوريين عام 2011، فيما باتوا الآن محاصرين مع احتدام المعارك هناك.

وطن بديل!

وتطرّقت الوكالة إلى قصص عدد من السوريين ومنهم رضوان وهبة الذي قدِم إلى السودان عام 2012 على أمل بناء حياة جديدة، إلا أن الحرب التي عصفت بوطنه البديل السودان كانت أسرع، حيث ارتحل وكثير من السوريين مرة أخرى.

ويقيم وهبة وهو من زملكا قرب دمشق، في خيام في شوارع بورتسودان على ساحل البحر الأحمر في انتظار الوصول إلى بر أمان وبداية جديدة مرة أخرى.

وقال إن الحرب أصبحت مصيراً يلاحق السوريين، في الخرطوم لا يمكنك تخيّل ما كان عليه الحال بالنسبة للمدنيين والأجانب على حد سواء، كان الجميع تحت قصف عشوائي، تُطلق الصواريخ ولا يُعرف أين ستسقط".

أما شام الدرزي (45 سنة) فقد روت كيف احتمت هي وابناها وابنتها الحبلى بالمنزل لمدة أسبوع قبل الفرار، وتقول "كنا خائفين جداً بسبب القصف والاشتباكات وانقطاع الكهرباء والماء".

مخاوف

وتخشى شام التي غادرت سوريا في 2013 من أن يتم تجنيد ابنيها والزجّ بهما في الحرب التي يقودها أسد على السوريين، وأضافت "كل الدول تجلي رعاياها باستثناء السوريين، لا أحد يهتم بنا".

فيما قال محمود سويدان (33 عاماً) الذي غادر سوريا العام الماضي فحسب بحثاً عن عمل "حين أتينا إلى السودان كنا نتوقع أن يكون هناك راحة نفسية، وأن نتمكن على الأقل من العمل وتأسيس حياة جديدة، لكن الحرب التي حدثت هنا كانت صدمة كبيرة".

ووصف القتال الضاري قائلاً "عشنا 12 عاماً من الحرب، 12 يوماً في الخرطوم بدت كما لو أنها 12 عاماً".

رحلة شاقة

وبعدما قطعوا رحلة شاقة وخطرة، وجدوا أنفسهم يعانون من خيبة أمل لعدم تمكّنهم من اللحاق بأي عملية إجلاء إضافة إلى الأوضاع الصعبة في بورتسودان.

وقال سويدان "استغرقنا أربع ساعات ونصفاً من الخرطوم للوصول فقط إلى مدني (بلدة ليست بعيدة عن العاصمة) بسبب نقاط التفتيش المختلفة والطرق التي أصابها الدمار والدبابات المحترقة على جانبي الطريق".

واستغرق الأمر منه 36 ساعة إجمالاً لقطع 800 كيلومتر، وقال إنه سمع بمقتل سوري عند نقطة تفتيش بعد مشادة مع من فيها.

ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة فإنّ أكثر من 66 ألف سوري حطّوا رحالهم في السودان مستفيدين من متطلبات الدخول اليسيرة بعد أن مزّق الصراع وطنهم منذ عام 2011.

ومنذ 15 أبريل الماضي، تشهد ولايات بالسودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.

وفي 22 من الشهر نفسه، بدأت عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان، حيث شرعت أكثر من 50 دولة في عمليات الإجلاء، براً عبر مصر وإثيوبيا وتشاد، وبحراً عبر ميناء بورتسودان، وجواً عبر مطار الخرطوم الذي استأنف عمله بشكل مؤقت.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات