لطالما ردد العرب القدماء المثل الشهير (لا تَدْنُ من الأسدِ يأكلْكَ)، وهو ما تحقق فعلياً بقطاع غزة أمس، عندما تعرض طفل في السادسة من عمره لعضة قاتلة خلال اقترابه من قفص إحدى السباع المتوحشة بحديقة حيوانات.
وبحسب ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط فإن الحادث الأليم وقع في منطقة خان يونس بقطاع غزة حينما تجاوز الطفل "حمادة نضال اقطيط" حاجز الحماية المحيطة بقفص الأسد واقترب من إحدى فتحاته، ما أدّى لإصابته ومن ثمَّ وفاته لاحقاً متأثراً بجروحه.
وذكر الناطق باسم الشرطة في القطاع المحاصر "أيمن البطنيجي" ببيان له، أن تحقيقاً موسّعاً فُتح في الحادث الذي وقع في مدينة (أصداء) الترفيهية والتي تضم حديقة صغيرة للحيوانات بينهم أسدان داخل قفص حديدي وعدد من الحيوانات والطيور وغالبيتها منزلية وأليفة.
ولفت البطنيجي إلى أنه عقب الحادث تم إغلاق المكان وإبعاد الناس، فيما أفاد شهود عيان أن الطفل (حمادة) دخل من فتحة صغيرة في السياج الحديدي الملفوف بأسلاك شائكة واقترب من قفص الأسد، فقامت اللبؤة بعضّه من رأسه، محدثة جروحاً خطرة قام على إثرها عناصر أمن الحديقة بمحاولة إنقاذ الصغير وسحبه وإجراء الإسعافات الأولية له لحين وصوله للمستشفى.
باغ وحش «اصداء» در نوار #غزه امروز شاهد یکی از دردناک ترین روزهای تاریخ خود بود، چرا که «حمادة نضال اقطيط» پسر ۶ ساله اهل خان یونس در برابر چشمان صدها بازدیدکننده این باغ وحش، با عبور از فنس ها به قفس یک شیر نزدیک شد.
— بن بست خاورمیانه Middle East Dead End (@MiddleeastDE) May 1, 2023
۱/۲ pic.twitter.com/R0pahi0x3i
من جهتهم، أكد مسؤولون أمنيون أن هذه هي المرة الأولى التي يقع فيها مثل هذا الحادث في القطاع، فيما تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة للحظة قيام الأسد بالهجوم على الطفل حمادة وقتله، إضافة إلى مقاطع تثبت ضعف الأسلاك الشائكة الفاصلة ما بين الزوار وقفص الأسد.
وتأثر الأهالي في المنطقة بالحادث المفجع، معتبرين ذلك اليوم بأنه حزين، ومعبرين عن تعاطفهم في مصاب أهل الطفل البريء الذي لم يقدر خطورة ما كان يفعله، بالرغم من كل احتياطات السلامة.
يذكر أن قطاع غزة الذي يضم نحو 2.3 مليون شخص، يشهد حصار برياً وبحرياً وجوياً مشدداً من قبل إسرائيل، فيما يعيش غالبية سكانه بظروف اقتصادية صعبة للغاية تفتقر للعديد من مقومات الحياة الأساسية.
التعليقات (0)