أصدرت وزارة الخارجية الأردنية، بياناً من صفحتين عقب الانتهاء من اجتماع تشاوري خماسي بين وزراء خارجية مصر والعراق والسعودية والأردن ونظام أسد، في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الإثنين.
وركز البيان على الحل السياسي وفقاً للقرار 2254 والعودة الآمنة والطوعية للاجئين ومكافحة تهريب المخدرات، ورغم أن مخرجات البيان لم تخرج عن فحوى القرار الدولي 2254، إلا أنه اعتمد على سياسة خطوة بخطوة وفق ما نصّ أحد بنوده.
وورد في البيان الذي نشرته الخارجية الأردنية على تويتر، أن الاجتماع جاء استكمالاً لاجتماع سابق استضافته جدّة لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والعراق ومصر، لافتاً إلى أنه يهدف للوصول إلى حل الأزمة السورية، بشكل ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254، ويعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية.
وشدد البيان على أهمية "إنهاء الأزمة وكل ما سببته من قتل ودمار ومعاناة للشعب السوري، ومن انعكاسات سلبية إقليمياً ودولياً، عبر حل سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها، ويلبي طموحات شعبها، ويخلصها من الإرهاب، ويسهم في تعزيز الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، ويفضي إلى خروج جميع القوات الأجنبية غير المشروعة منها"، ما قد يعني استثناء جميع القوى الأجنبية ما عدا روسيا وإيران.
عقد وزراء خارجية #المملكة_الأردنية_الهاشمية، و #المملكة_العربية_السعودية، و #الجمهورية_العربية_السورية، و #جمهورية_العراق، و #جمهورية_مصر_العربية، اجتماعاً تشاورياً في #عمّان اليوم، لبحث الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) May 1, 2023
🇪🇬 🇮🇶 🇸🇾 🇸🇦 🇯🇴 pic.twitter.com/gtHlzjDbqD
خطوة بخطوة
ولكن البيان اعتمد على التطبيق التدريجي لبنود البيان وليس دفعة واحدة، أي يعتمد على تفعيل مبادرة الأردن ومن قبلها المبعوث الدولي غير بيدرسون وهي "خطوة بخطوة"، حيث جاء في البيان "أن تعمل الدول المشاركة في الاجتماع مع الدول الشقيقة والمجتمع الدولي لمقابلة الخطوات الإيجابية للحكومة السورية بخطوات إيجابية، للبناء على ما يُنجز، والتدرج نحو التوصل لحل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري...الخ".
وأكدوا أن العودة "الطوعية والآمنة للاجئين إلى بلدهم هي أولوية قصوى"، ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة للبدء في تنفيذها فوراً.
إغراءات لنظام الأسد
وحمل البيان إغراءات لنظام الأسد وطالبوه بالوقت ذاته بإصدار مراسيم عفو عام مقابل المساعدة بتحسين الخدمات العامة المقدمة في مناطق عودة اللاجئين للنظر في توفير مساهمات عربية ودولية فيها.
كما اتفق المجتمعون على تكثيف العمل مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة للدفع نحو تسريع تنفيذ مشاريع التعافي المبكر، بما في ذلك في المناطق التي يُتوقع عودة اللاجئين إليها، وبما يفضي إلى تحسين البنية التحتية اللازمة لتوفير العيش الكريم للاجئين الذين يختارون العودة طوعياً إلى سوريا، وبما يشمل بناء مدارس ومستشفيات ومرافق عامة وتوفير فرص العمل، ويسهم في تثبيت الاستقرار.
تجارة المخدرات
ولفت البيان إلى ضرورة تعزيز التعاون لدفع جهود تبادل المختطفين والموقوفين والبحث عن المفقودين وفق نهج مدروس مع جميع الأطراف والمنظمات الدولية المعنية، كاللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك بالتنسيق مع نظام الأسد.
أما بما يخص تجارة المخدرات التي أصبحت "سوريا الأسد" دولة رائدة عالمياً في إنتاجها، فقد أكدت الأطراف المجتمعة وفق البيان على أهمية تعزيز التعاون بما يخص عمليات الاتّجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية مع دول الجوار، انسجاماً مع التزامات سوريا العربية والوطنية والدولية بهذا الشأن.
وفي هذا الشأن فقد طلب البيان، أن يتعاون النظام مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل سياسيين/ أمنيين مشتركين منفصلين خلال شهر لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها، والجهات التي تنظّم وتُدير وتنفّذ عمليات التهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب، وإنهاء هذا الخطر المتصاعد على المنطقة برُمتها.
يشار إلى أن السعودية والأردن ضبطتا اليوم الإثنين وتزامناً مع عقد الاجتماع شحنتين ضخمتين من المخدرات قادمتين من جهة سوريا.
اجتماع جدة
وكان اجتماع جدة قبل أسبوعين بحث جهود "حل أزمة سوريا وعودتها لمحيطها العربي" وفق بيان للخارجية السعودية، في حين أجرى وزير خارجية أسد زيارتين إلى المملكة العربية السعودية والقاهرة لأول مرة منذ 2011 تزامناً مع بدء إجراءات سعودية لإعادة الخدمات القنصلية مع دمشق.
وعلى الرغم من الحراك السياسي الملحوظ لبعض الدول العربية تجاه نظام الأسد إلا أن بعض الدول العربية والغربية بقيت ثابتة على مواقفها ورؤيتها للحل السياسي في سوريا، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي رفضت بشكل قطعي التطبيع مع الأسد أو رفع العقوبات والسماح بإعادة الإعمار قبل أن يتم تغيير حقيقي في البلاد وضمان عودة اللاجئين.
التعليقات (3)