عبر سوريا.. روسيا تدعم قوات "حميدتي" بالسودان بمرتزقة فاغنر

نشرت شبكة CNN أدلة حصرية على تسليح قوات الدعم السريع بالسودان من قبل مجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر" في قتالها الدائر ضد الجيش السوداني، وذلك عبر إرسال أسلحة من طائرة تنقلت بين مطار حميميم باللاذقية ومطارات تابعة لحفتر في ليبيا.

ونقلت الشبكة عن مصادر دبلوماسية سودانية وإقليمية قولها إن ميليشيا فاغنر زوّدت قوات الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي يقاتل على السلطة مع الجنرال عبد الفتاح البرهان، الحاكم العسكري للسودان، بصواريخ أرض-جو.

وأكدت صور الأقمار الصناعية صحة هذه الادعاءات، حيث تظهر دلائل على زيادة غير عادية في النشاط على قواعد فاغنر على الحدود مع ليبيا، حيث يسيطر الجنرال خليفة حفتر الذي تربطه علاقات وثيقة بالميليشيا.

حفتر وروسيا داخل الصراع

وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي حللتها CNN ومجموعة "All Eyes on Wagner" مفتوحة المصدر طائرة نقل روسية تتنقل بين قاعدتين جويتين ليبيتين رئيسيتين تابعتين لحفتر وتستخدمهما الجماعة المقاتلة الروسية الخاضعة للعقوبات.

وقالت مصادر للشبكة إن حفتر دعم قوات الدعم السريع رغم أنه ينفي انحيازه لأي طرف، وتشير زيادة نشاط فاغنر في قواعد حفتر، إلى جانب مزاعم مصادر دبلوماسية سودانية وإقليمية، إلى أن كلاً من روسيا والجنرال الليبي ربما كانا يستعدان لدعم قوات الدعم السريع حتى قبل اندلاع العنف.

وبدأت الزيادة الطفيفة في حركة طائرات النقل من طراز إليوشن 76 قبل يومين من بدء الصراع في السودان يوم السبت، واستمرت حتى يوم الأربعاء على الأقل، وفقاً لصور الأقمار الصناعية ومركز أبحاث غريجون في هولندا.

عبر مطار حميميم

وحلّقت تلك الطائرة، وهي واحدة من فئة الطائرات المعروفة باسم Candid المُصنَّفة لدى حلف شمال الأطلسي، من قاعدة خادم التابعة لحفتر في ليبيا إلى مطار حميميم في مدينة اللاذقية - حيث يوجد لروسيا قاعدة جوية رئيسية - يوم الخميس 13 أبريل / نيسان، ومن اللاذقية إلى خادم.

وفي اليوم التالي طارت مرة أخرى إلى قاعدة أخرى لحفتر الجوية في الجفرة الليبية، وكانت متوقفة في منطقة منعزلة، وهو شيء اعتبره غريجون غير عادي للغاية، إذ كان هذا هو اليوم الذي اندلع فيه الصراع.

وعادت طائرة النقل إلى اللاذقية، الثلاثاء، قبل أن تتجه عائدة إلى قاعدة خادم ثم إلى الجفرة، بحسب بحث غريجون، وفي ذلك اليوم، أسقطت روسيا أسلحة متمثلة بصواريخ أرض - جو إلى مواقع ميليشيا دقلو في شمال غرب السودان، وفقاً لمصادر إقليمية وسودانية.

وتُعتبر قاعدة حميميم أكبر قاعدة جوية روسية شرق المتوسط إضافة للرصيف البحري في طرطوس، حيث أنشأتها روسيا عقب تدخلها لحماية نظام أسد من السقوط 2015، ومنذ ذلك الوقت شكلت منطلقاً للهجمات والغارات على المدنيين السوريين وقاعدة لوجستية لموسكو في المنطقة.