قتلى وعالقون.. وضع مأساوي للاجئين السوريين في السودان ومناشدات لإنقاذهم

تواصلت المعارك العنيفة بين قوات البرهان وحميدتي في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى مع استمرار سقوط عشرات الضحايا المدنيين بينهم لاجئون سوريون، وسط مناشدات على مواقع التواصل الاجتماعي لإجلائهم من مناطق المعارك والسماح بدخولهم إلى دول الجوار العربي دون تأشيرة.

ووفقاً لموقع "أثر برس" الموالي ومواقع محلية أخرى، فقد ارتفع عدد الضحايا السوريين إلى 11 شخصاً، فيما أصيب عدد من السوريين الذين كانوا يعملون في سفارة أسد لطعنات سكاكين من مقبل مجهولين أثناء خروجهم مع عائلاتهم إلى أماكن آمنة.

وذكر ناشطون مقتل 4 أشخاص في وقت سابق نتيجة الصراع الدائر حالياً في السودان أحدهم قضى نتيجة سقوط قذيفة هاون على محله، في حين أصيب آخران جراء الاشتباكات وتم نقلهما إلى المشافي بمنطقة الرياض وسط العاصمة، كما قتل سوريان يعملان في ورشة أثاث جراء حادث سطو وسرقة وانفلات أمني غير مسبوق.

وفي الأثناء اكتفت ميليشيا أسد عبر وكالة "سانا" بالشعور بالقلق والانزعاج على السوريين العالقين في الخرطوم والذين يقدر عددهم بنحو 30 ألفاً، زاعمة أن وزارة خارجية أسد تتابع باهتمام أوضاع الجالية والبعثة الدبلوماسية هناك، في حين تقوم الدول الغربية والعربية بإجلاء رعاياها بشكل كبير من السودان. 

رواد وسائل التواصل انتقدوا ما تقوم به ميليشيا الأسد من استهتار بحياة السوريين معتبرين أن من قام بتهجير الملايين لا يهمه حياة بضعة آلاف قام أيضاً بطردهم وملاحقتهم أمنياً، في حين دعا آخرون إلى وجود تنسيق مع المنظمات الدولية التي لديها إمكانيات داخل السودان لإنقاذ العالقين السوريين ونقلهم إلى المناطق الآمنة براً.

ومع تدهور أوضاع السوريين في السودان نتيجة الاشتباكات وانقطاع الكهرباء وقلة مياه الشرب، نشر العديد من اللاجئين ما آلت إليه حالهم، مؤكدين أن هناك صعوبة بالغة في التنقل والوصول لولايات آمنة، في حين أجبر بعضهم على سلوك طرق التهريب نافياً وجود أي توجيه من ميليشيا أسد أو آليات وخطط لإجلائهم.

وفي منشور لها وجهت أم سورية نداء لإنقاذ ولديها العالقين في السودان اللذين يريدان الهروب لمصر لكنها تطالبهما بموافقة أمنية تكلف 1250 جنيهاً لكل واحد منهما، مضيفة أنهما مطلوبان ولا يستطيعان الذهاب والعودة لسوريا، في حين قال لاجئ سوري إنه تمت سرقة جوازات السفر له ولزوجته وولده وذلك أثناء خروجه وهربه من مناطق القتال.

طبيبة سورية محاصرة تناشد

وفي لقاء خاص لراديو أورينت ناشدت الطبيبة السورية في الخرطوم "هبة علي المهيد" الجميع لإنقاذ السوريين العالقين ضمن الاشتباكات الضارية بعد انقطاع كافة الخدمات بما فيها الطبية، مؤكدة أن العاصمة أصبحت مدينة أشباح حالياً وتنتشر فيها العصابات والسرقة بشكل كبير.

ولفتت الطبيبة المهيد إلى أن السوريين محاصرون بمناطق القتال تماماً ووضعهم مأساوي، حيث لا يوجد ماء أو طعام وسط انقطاع العديد من شبكات الإنترنت، موضحة أنها راسلت سفارة الأسد لكنها لم ترد مطلقاً، وبالمثل فعلت باقي السفارات العربية.