لم تخرج خطبة عيد الفطر التي ألقاها مدير أوقاف ريف دمشق خضر شحرور أمام رأس النظام بشار الأسد وثلة من مسؤوليه وأصحاب العمائم، عقب تأديتهم صلاة العيد في مسجد حافظ الأسد بمنطقة المزة في العاصمة دمشق عن توجيهات مخابرات أسد، التي تحدد كالعادة موضوع خطب الجمعة والأعياد الدينية.
خطبة لدعم دعاية النظام
وتضمنت خطبة العيد توجيه نظام أسد رسائل عدة تدعم دعايته المستمرة منذ أكثر من 10 سنوات حول إفشال "المؤامرة الكونية" على سوريا من خلال "الحكمة والصبر".
واستغلّ النظام الخطبة التي قرأها الخطيب من ورقة دون أن يرتجل أي حرف ما عدا الدعاء لبشار الأسد، للحديث على بدء عودته للحاضنة العربية، خاصة مع تسارع مسار التطبيع مع النظام من قبل الدول العربية في الآونة الأخيرة.
وزعم شحرور أن السوريين رغم الحصار والزلزال المدمّر أثبتوا أنهم قلب واحد، ولا مكان للطائفية بينهم، وتحدّث عن "بطولات" ميليشيا أسد، متناسياً مسؤوليتها عن قتل وتهجير ملايين السوريين، إضافة إلى حديثه عن وقوف الشعب إلى جانب النظام وصبره رغم الظروف القاسية، متجاهلاً أن السوريين في مناطق أسد باستثناء قلة تتمثل بأفراد عائلته والمقربين منه يعانون من الجوع والفقر.
أمة منصورة حتى يأتي أمر الله
وكان لافتاً في الخطبة، تشبيه شحرور لبشار الأسد وجيشه وميليشياته بـ"الأمة المنصورة"، مستشهداً على ذلك بحديث نبوي للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال شحرور: "ها هم أشقاؤنا العرب يعودون لقلب العروبة النابض دمشق بكل حب وشوق وقلبكم الكبير وشعبكم العظيم يرحب بهم.. ليتحقق قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك وأضاف: "يقول سيدنا معاذ بن جبل وهم في الشام"، وتابع معتبراً أنّ "كل ذلك كان صدى لجهودكم وأسرتكم الكريمة في التخفيف من آلام وأضرار الزلزال والحصار".
وختم شحرور خطبته موجهاً كلامه لبشار الأسد ببيت الشعر التالي: "عيد وعيد وعيد صرن مجتمعة… وجه الحبيب ويوم العيد والجمعة".
تذكير بتصريح البوطي الشهير
وهذه ليست المرأة الأولى التي يشبّه بها خطباء العيد بشار الأسد وميليشياته بصفات ترتبط بالدين الإسلامي، إذ سبق وأن تم تشبيه ميليشيا أسد بصحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وكان الشيخ محمد رمضان البوطي الذي قُتل بتفجير قيل إنه انتحاري داخل أحد المساجد في مدينة دمشق في آذار/ مارس 2013، قد شبّه من على منبر الجامع الأموي الكبير في دمشق من يقاتل دفاعاً عن بشار الأسد ونظامه بأصحاب رسول الله، ودعا لهم أن يؤيدهم الله بالتوفيق والسداد.
وقال البوطي حينها: "والله لا يفصل بين هؤلاء الأبطال ومرتبة أصحاب رسول الله إلا أن يتقوا حق الله في أنفسهم".
وذكّر تصريح البوطي حينها السوريين بقوله عقب مقتل باسل الأسد شقيق بشار الأسد في حادث سير عام 1994: "إنني أراه من هنا في الجنة جنباً إلى جنب مع الصدّيقين والأنبياء".
التعليقات (13)