بعدما هزت صورتهما العالم وأوصلتهم أوروبا.. مصطفى لم يمش كما وعدوه والأب أصيب بجلطة دماغية

هربت عائلة "النزال" السورية من إيطاليا إلى ألمانيا لطلب اللجوء هناك، وذلك لعدم البدء برحلة العلاج لابنهما الذي وُلد بدون أطراف وانتقل مع عائلته من شمال غرب سوريا إلى أوروبا بداية العام الماضي بعد حملة تضامن معه بهدف توفير علاج طبي للأب والطفل في مركز للأطراف الصناعية.

وذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في تقرير أن عائلة النزال عُرفت عبر الصورة الشهيرة التي التقطت للأب منذر النزّال وطفله مصطفى، من قبل المصور التركي محمد أصلان، والتي فازت بجائرة سيينا الدولية للتصوير عام 2021.

هروب إلى ألمانيا

وقررت العائلة مغادرة إيطاليا بعد قرابة العام والتقدّم بطلب لجوء في ولاية بافاريا جنوب ألمانيا، وقالت زينب النزّال والدة مصطفى: "وعدونا بأن مصطفى سيتمكن من المشي والآن انظروا إليه".

وأشار التقرير إلى أن والدَي مصطفى مقتنعان أن ابنهما سيحصل على المساعدة فقط في ألمانيا، لأن هذا ما قاله لهم أطباء في مستشفى بالعاصمة التركية أنقرة. 

لا علاج ومضايقات

وبعد وصول عائلة "النزّال" إلى إيطاليا، انتظرت لأشهر لبدء مرحلة العلاج بالنسبة لمصطفى في مركز قرب مدينة بولونيا ولكن دون نتيجة. 

وذكرت العائلة: "كنا نعتقد أن العلاج سيبدأ فور وصولنا"، كما إن حالة الزوج الصحية ساءت وتعرض لجلطة دماغية. 

وأشار التقرير إلى أنه بعد مرور ثمانية أشهر على وجودها في مدينة سيينا، تم نقل العائلة إلى بلدة Vigorso di Budrio تمهيداً لبدء العلاج.

وتعرضت العائلة لمواقف صعبة، وبحسب ما قالت والدة مصطفى فإن سيدة انتزعت حجابها في السوق. 

ولاحقاً حصل الزوج على طرف صناعي في مركز العلاج، ولكن الأطباء قالوا لهم إن مصطفى لن يتمكن من المشي مطلقاً، فلا علاج لحالته. 

180 ألف يورو

ونفى مدير مسابقة التصوير سيينا، لوكا فينتوري أن تكون عائلة "النزال" قد حصلت على أي وعد بأن مصطفى سيتمكن من المشي. 

وأكد أنّ ما وعد به هو أن مصطفى سيحصل على أفضل مساعدة في مركز الأطراف الصناعية، مشيراً إلى أن 180 ألف يورو تم جمعها كتبرعات لا زالت في حساب مؤسسة سيينا. 

وأوضح فينتوري أن هذا المبلغ يجب أن يبقى لمصطفى عندما يكبر، فيما يجب على العائلة تدبر مصاريفها من مصادر أخرى. 

وذكر أنه تم دفع تكاليف سفر العائلة لإيطاليا، وتكلفة طرف صناعي للأب وكرسي كهربائي لمصطفى من تبرعات أخرى.

اللجوء إلى ألمانيا

وتعيش عائلة "النزّال" الآن في مركز استقبال للاجئين قرب مدينة ريغنسبورغ في ولاية بافاريا جنوب شرق ألمانيا، بحسب"دير شبيغل".

وبحسب ما قالت والدة مصطفى فقد ترك زوجها الطرف الصناعي الذي حصل عليه في إيطاليا، لأنه لم يكن طرفاً صناعياً ذكياً، كما تركوا الكرسي الكهربائي الذي حصل عليه مصطفى، فلم يتمكنوا من نقله معهم إلى ألمانيا. 

ولفت التقرير إلى أن العائلة ترغب في البقاء في ألمانيا، فهي تعتقد أن أفرادها سيحصلون هنا على عناية أفضل.