وثائق مسرّبة للجيش الأمريكي والناتو توضح دورهما في التخطيط لهجوم ضد القوات الروسية

وثائق مسرّبة للجيش الأمريكي والناتو توضح دورهما في التخطيط لهجوم ضد القوات الروسية

في تسريب خطير وعلى غير المتوقع، كشفت صحيفة غربية أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، بدأت تحقيقاً موسّعاً في الخلل الأمني الذي أسفر عن تسريب وثائق خاصة بالجيش الأمريكي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" مرتبطة بالحرب الروسية في أوكرانيا.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مسؤولاً أمريكياً بارزاً أكد أن وزارة الدفاع فتحت تحقيقاً في أنباء تفيد بوجود خلل أمني تسبب بتسريب وثائق فيها تفاصيل عن مخططات لواشنطن والناتو، لمساعدة أوكرانيا بشن هجوم مضاد ضد القوات الروسية الغازية في الربيع.

وبينت الصحيفة أن هذه الوثائق لا يتجاوز تاريخها 5 أسابيع وقد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر وتلغرام، مضيفة أنها تضم معلومات حول عمليات تسليم الأسلحة الغربية لأوكرانيا ومدى استعداد الوحدات القتالية، ومعلومات حساسة أخرى.

من جهتها صرحت نائبة المتحدث باسم البنتاغون "سابرينا سينغ" أن وزارة الدفاع على علم بالتقارير الواردة عن منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وأنهم الآن يراجعون الأمر، في حين أشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لم ينجحوا في حذف هذه الوثائق المسربة.

 

وأردف خبراء عسكريون للصحيفة أن الوثائق المسربة لا تقدم خططاً لمعارك محددة، ولا تبين كيف ومتى وأين تنوي أوكرانيا شن هجومها، مضيفين أن الوثائق تبدو صحيحة لكن أدخلت تعديلات على بعضها لعكس صورة أفضل عن الوضع الروسي ولا سيما من خلال التقليل من حجم الخسائر الروسية.

في حين لفتت الصحيفة إلى أن الصور المسربة تتضمن الوتيرة التي تستخدم فيها القوات الأوكرانية ذخائر قاذفات الصواريخ من طراز هيمارس والجدول الزمني لتسليم الأسلحة والتدريبات التي يوفرها الغرب للجيش الأوكراني، موضحة أن التسريبات كشفت أن كييف بصدد تشكيل 12 لواء جديداً 9 منها تدربها الولايات المتحدة وتجهزها. 

بالمقابل، أكد مستشار الرئيس الأوكراني "ميخايلو بودولياك" أن هذه التقارير التي نشرتها نيويورك تايمز عن تسريب وثائق عسكرية أمريكية وأخرى لحلف شمال الأطلسي تحتوي على كمية ضخمة جداً من المعلومات الوهمية. 

كيف وصلت الوثائق لوسائل التواصل؟

لم يتضح كيف انتهى الأمر بهذه الوثائق على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن محللين عسكريين قالوا إن القنوات الحكومية الموالية لروسيا تشارك وتوزع شرائح الإحاطة، فيما حذر المحللون من أن الوثائق التي نشرتها المصادر الروسية يمكن أن يتم تعديلها بشكل انتقائي لتقديم معلومات مضللة للكرملين.

وذكر "مايكل كوفمان" مدير الدراسات الروسية في (CNA) وهو معهد أبحاث في أرلينغتون بولاية فرجينيا، أنه سواء كانت هذه الوثائق أصلية أم لا، فيجب على الناس أن يهتموا بأي شيء تنشره المصادر الروسية.

وقال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن المسؤولين الأوكرانيين كانوا مترددين في وقت مبكر خلال الحرب بشأن مشاركة خططهم القتالية مع الولايات المتحدة خوفاً من حدوث تسريبات وفي الآونة الأخيرة ذكر مسؤولو المخابرات الأمريكية أن لديهم فهماً أفضل للخطط العسكرية الروسية أكثر من فهمهم للخطط الأوكرانية.

نماذج من الوثائق المسرّبة

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز بعض الوثائق المسربة، موضحة على سبيل المثال أن المستند الذي يحمل عنوان "سري للغاية" يعرض حالة المعارك اعتباراً من 1 آذار/ مارس، حيث إنه في ذلك اليوم كان المسؤولون الأوكرانيون في قاعدة أمريكية في فيسبادن بألمانيا لحضور جلسات لعبة حربية، وبعد ذلك بيوم واحد زار الجنرال "مارك إيه ميلي" رئيس هيئة الأركان المشتركة، والجنرال "كريستوفر كافولي" القائد الأعلى في الناتو، تلك  الجلسات.

كما تتضمن وثيقة أخرى عدد وحدات القوات الأوكرانية والمعدات والتدريب مع جداول زمنية من (يناير إلى أبريل) في حين أشارت الوثيقة إلى أن أوقات تسليم المعدات ستؤثر على التدريب والاستعداد للوفاء بالجدول الزمني، مؤكدة أن إجمالي المعدات اللازمة لتسعة ألوية كان أكثر من 250 دبابة وأكثر من 350 مركبة ميكانيكية.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات