في روايات جديدة تعكس مدى إجرام ميليشيات أسد وانتهاكاتها لحُرمات جميع الأديان، حصل موقع أورينت نت على شهادات جديدة لمعتقلين سابقين في سجني صيدنايا وفرع فلسطين، حول عمليات التعذيب والترهيب التي قامت بها تلك الميليشيات بحقهم خلال فترة اعتقالهم، وخاصة في المناسبات والشعائر الدينية كشهر رمضان.
الحرمان من الماء
يقول (أحمد مصطفى الحافظ) وهو أحد المعتقلين السابقين في فرع فلسطين لـ أورينت نت: "عندما يبدأ شهر رمضان يبدؤون تقليل كمية المياه والطعام الممنوحة لنا، وللعلم هم يتبعون سياسة الحرمان من الطعام والشراب ليلاً ومنحه لنا خلال النهار فقط، كان الطعام المكون في غالبية الأحيان من (خبز يابس وماء) يُمنح لنا مرتين، الأولى عند الظهيرة والأخرى عند الثامنة تقريباً.
وأضاف: "مع دخول شهر رمضان ورغم أن غالبيتنا غير قادرين على الصيام أصلاً، كان يتم تقديم الطعام فقط خلال ساعات النهار عند الثالثة تقريباً، لقد كنا نتابع الأوقات من خلال أصوات الأذان التي كنا نسمعها جيداً من المساجد القريبة، لقد كانوا يُغلقون صنابير المياه الخاصة بالحمّام داخل المهجع كي يمنعونا من شرب الماء أو استخدامه".
التعذيب الشديد
يتابع (أحمد) قائلاً: "أحد الأساليب أيضاً كان التعذيب الشديد، لقد كان التعذيب يشتد طيلة شهر رمضان، لقد كانوا ينهالون علينا بالضرب داخل المهجع دون تحقيق، يدخل السجانون وبأيديهم كابلات كهربائية ولقد كانوا يجلدوننا مع عبارات وثنية تجعل من (بشارهم) إلهاً، مع سب وشتم للذات الإلهية".
الأشغال الشاقة
أما (عمر رستم) وهو أحد المعتقلين السابقين في سجن صيدنايا، فقد تحدث لـ أورينت نت عن اتباع السجانين سياسة العمل الشاق والسخرة طيلة شهر رمضان فضلاً عن التعذيب قائلاً: "كانوا يخرجوننا لنعمل سخرة في العديد من الأماكن، كان العمل شاقاً جداً، في إحدى المرات أجبرونا على حمل أعمدة إنارة طوال النهار وتوزيعها على أطراف باحة الفرع من أجل تركيبها، مع العلم أن الأعمدة (بيتونية) وثقيلة جداً".
ممنوع الجلوس
أما أبرز الطرق التي كانت تتبعها ميليشيات أسد بحق المعتقلين خلال شهر رمضان، هي منعهم من الجلوس غالبية الوقت، إذ أكد (رستم) أن ميليشيات أسد أجبرتهم على الوقوف في الزنزانة معظم أوقات النهار، حيث يقوم أحد السجانين بتولي مهمة المراقبة، وفي حال تم ضبط أحد الأشخاص جالساً أو متحركاً من مكانه، يتم سحله وجلده في الممرات وعلى مسمع من زملائه.
السخرية من الشهر الفضيل
وذكر: "كانوا يسخرون من رمضان ويشتمون الذات الإلهية، في إحدى المرات وبينما كنا نتعرض للضرب كان أحد السجانين يسخر قائلاً (الرحمة هون ممنوعة، ورمضان شهر رحمة لهيك حتى رمضان ما منخليه يفوت عالفرع)، فيما كان صوت ضحكته ممزوجاً بصراخنا".
وكان آخر تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قد كشف عن وجود نحو 155 ألف شخص قيد الاعتقال أو الإخفاء القسري في سوريا، مشيراً إلى أن نظام أسد مسؤول عن اعتقال أو إخفاء أكثر من 135 ألف شخص، بينهم 3691 طفلاً، و8473 سيدة.
كما أكد تقرير صادر عن رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، أن نظام أسد جنى من ابتزاز عائلات المعتقلين والمختفين قسراً ما يقارب 900 مليون دولار أمريكي منذ بداية 2011 وحتى بداية العام 2021.
التعليقات (3)