مذكرات وآثار طفلة شامية متفوقة تحت الأنقاض تحرق قلب متطوع بالدفاع المدني (صور)

كثيرة هي المشاهد الإنسانية التي خلّفها الزلزال المدمر في شمال غرب سوريا، إذ تم تداول عشرات الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام السبعة الماضية التي توثق لحظات مؤثرة لإنقاذ المصابين وانتشال الجثث من تحت أنقاض المباني.

إضافة إلى ذلك، كان لصور ممتلكات الأهالي الشخصية المتناثرة بين الركام وقعها الخاص، فمن صور ساعات الحائط التي توقف معها الزمن لحظة وقوع الزلزال المدمر فجر الإثنين الماضي، إلى مشاهد الحقائب المدرسية للأطفال وكرّاساتهم بين الأنقاض، وصور الزينة في المنازل المنهارة بشكل شبه كامل.

مذكّرات شامية 

ومن إحدى هذه الصور المؤثرة، ما وجده المتطوع في الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" محمد، أثناء استجابته لإخراج المدنيين العالقين تحت الأنقاض في مدينة جنديرس بريف حلب الشمالي.

إذ نشر الدفاع المدني صوراً تظهر المتطوع محمد بعد أن وجد جلاءً مدرسياً وشهادة تقدير ودفتر مذكّرات لطفلة شامية تدعى "سارة وهبة"، من أبناء مدينة حرستا الذين هجّرهم نظام ميليشيا أسد قبل سنوات من الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وإضافة إلى ما حل بها بسبب الزلزال المدمر، تكشف الصور من دفتر المذكّرات ما عاشته هذه العائلة المهجّرة من حزن وألم الفراق بسبب تهجيرها من مدينتها حرستا. 

وكُتب في إحدى صفحات دفتر المذكّرات عُنونت بـ"شامية وقلبي حديد ومن حرستا بالتحديد": "ساعات قليلة وتبدأ تكبيرات العيد.. لم أكن أتوقع يوماً ما أن نقلل من قيمة فرحة العيد.. عندما كنا في بلدنا ومنذ ثلاث سنوات كنا ننتظر بكامل شوقنا أيام العيد ونتمنى أن لا ينتهي".

وتابعت كاتبة المذكّرات: "لكن الآن حتى الإبتسامة بات لا قيمة لها"، موضحة أن أجواء العيد تتمثل بـ "الضحكة ولمة الأهل والأصدقاء والذهاب إلى الحدائق والمراجيح وجمع العيادي".

وأشارت إلى أنه مع أمنياتها بأن تعود تلك اللحظات، فقد يبدأ العيد وكأنه يوم من الأوجاع والتعاسة والدموع والاشتياق والحنين"، وتساءلت: "لماذا العيد بات لا قيمة له؟".

"تذكّرت أولادي"

المتطوع محمد قال: "منظر الدفاتر حرقلي قلبي، يالله شعرت الدنيا كلها ثقيلة على صدري، تذكرت أولادي"، بحسب ما نقل نشرته صفحة الدفاع المدني في موقع "فيسبوك".

وأضاف: "ما حاولت اتوانى ولو للحظة أثناء البحث، على أمل نخرج طفل أو امرأة أو أب نرجعه لعيلته، عملنا كشلي نحسن عليه، لكن قدر الله وما شاء فعل."

وضرب زلزال مدمّر فجر السادس من الشهر الجاري جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن الدفاع المدني السوري، فقد بلغت حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غرب سوريا 2167 حالة وفاة ونحو 3 آلاف إصابة، في حين بلغت حصيلة الضحايا في مناطق سيطرة ميليشيا أسد 1414 حالة وفاة و2349 إصابة.