بسبب رسالة سرية.. نظام الأسد يورّط أكبر أحزاب المعارضة التركية

تسبب نظام الأسد بفضيحة لحزب الشعب الجمهوري التركي المعارض بعدما كشف صحفي مقرب من النظام عن مضمون رسالة سرية قدّم فيها "الشعب الجمهوري" تنازلات وصفت بـ"المهينة" لبشار الأسد إذا ما فاز بالانتخابات التركية المزمع إجراؤها العام المقبل.

وقال موقع "haber7" التركي، الخميس، إن حالة من الذعر تفشّت في أوساط حزب الشعب الجمهوري بعد تسريب نظام الأسد "رسالة خاصة" تتضمن تنازلات من الحزب وتعويضات للنظام حال فوز الأول بالانتخابات.

وأشار الموقع إلى أن "الشعب الجمهوري" أبدى انزعاجه من نظام الأسد إزاء تسريب الرسالة التي وعد فيها بتلبية جميع مطالب حكومة أسد، بما في ذلك دفع التعويضات، وسحب كافة القوات التركية المنتشرة على الأراضي السورية. 

وأكد الحزب أن "الرسالة كان يجب أن تبقى سرّاً" وأن لا تتم مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث فتح تحقيقاً عن كيفية تسريب الوعود التي أعطيت للأسد، وذلك مع أعضاء بالحزب كانوا قد أجروا مباحثات مع نظرائهم في "حزب البعث".

ونقل الموقع عن الصحفي الموالي "سركيس قصارجيان" قوله إن "الشعب الجمهوري" أعطى تطمينات "للبعث" بحكم الواقع، لافتاً أن "الشعب الجمهوري" يقترح نموذج حل مختلف تماماً عن حزب العدالة والتنمية لتسوية قضية اللاجئين، ففي حين أن حزب الشعب الجمهوري يرتكز بالكامل على مبادرة النظام بشأن هذه القضية، يحاول حزب العدالة والتنمية تنفيذ برنامج ما يسمى بـ"العودة الآمنة".

وأضاف أن حزب الشعب الجمهوري دخل بمفاوضات نشطة مع نظام الأسد لسنوات، إذ إن هناك لجنة تم إنشاؤها لهذا الغرض، وآلية الوساطة هذه تتخذ خطوات تأخذ بعين الاعتبار حساسيات الجانبين.

وتابع: "وفي الوقت الذي يوجهون فيه رسالة إلى دمشق مفادها أن أيام أردوغان معدودة، فإنهم يحاولون من ناحية أخرى دفع مرشحيهم للقاء الأسد قبل الانتخابات".

تنازلات مغرية

والثلاثاء، كشفت "صحيفة تركيا" في تقرير لها محتوى رسالة حزب الشعب الجمهوري، وجاء فيها: "أيام أردوغان معدودة، يمكن لأي مقابلة أن تؤثر على مستقبل الانتخابات، في ظل حكمنا، سيتم تلبية جميع مطالب الإدارة السورية، بما في ذلك التعويض، وقال البيان "نتعهد بسحب جميع القوات من الأراضي السورية، بما في ذلك إدلب".

وقبل أيام، كشف أردوغان أنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ترتيب لقاء ثلاثي يجمعه مع بشار الأسد، وذلك من أجل التحالف معه في سبيل محاربة قسد شمال شرق سوريا.

وقال أردوغان في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية بخصوص عملية برية محتملة في سوريا: "اعتباراً من الآن، نريد أن نتخذ خطوة ثلاثية سورية تركية روسية".

وأضاف قائلاً: "نريد أن نقدم على خطوة ثلاثية تركية روسية سورية، ولذلك يجب أولاً عقد لقاءات بين أجهزة الاستخبارات، ومن ثم وزراء الدفاع، ثم وزراء الخارجية".