طبيب مسؤول لدى أسد يصعق المذيع والمتابعين بكذبة "طائرة" أغرب من الخيال (فيديو)

فاجأ رئيس مشفى المواساة الجامعي الدكتور "عصام الأمين" السوريين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لميليشيا أسد بتصريح غريب أثار سخريتهم الواسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن الرجل منفصم عن الواقع الحقيقي الذي يعاني منه الناس ويحتاج هو نفسه إلى مشفى لعلاجه.

وفي لقاء هاتفي معه على إذاعة (شام إف إم) ادعى "الأمين" أن ما سمّاه (المجمع الإسعافي الأكبر بالمنطقة) والتابع لمشفى المواساة، سيكون جاهزاً نهاية عام 2023 وسيكون مجهزاً بكل الآلات الطبية الحديثة إضافة إلى مهبط طائرة مروحية لإسعاف المرضى العالقين في الطرقات.

واعتبر رئيس مشفى المواساة أن وجود مثل هذه المروحيات الإسعافية هو ضرورة ملحة لإنقاذ الحالات الحرجة في المجمع الطبي الذي بحسب تصريحه لا زال قيد الإنشاء ويتألف من 11 طابقاً، حيث تم إنشاء مهبط على السطح الأخير له وسيكون في الخدمة نهاية العام القادم.

وخلال الحوار الهاتفي اتهم مذيع "شام إف إم" الطبيب السوري بالكذب في تصريحاته السابقة، التي وعد فيها الناس بأن المجمع سينتهي مع نهاية السنة الحالية، لكن بالرغم من ذلك لا زال المجمع في مرحلة الإكساء التي لم تكتمل بعد بالرغم من مرور فترة كبيرة عليها.

وزعم الطبيب أن وجود الطائرة المروحية مهم جداً لموضوع زرع الأعضاء وخاصة الكلى، لافتاً إلى أن ذلك يتطلب مهبط طائرة لنقل العضو من المكان الذي يوجد فيه المتبرع إلى المكان الذي تقام فيه عمليات زرع الأعضاء. 

تعليقات وسخرية

وما إن انتشرت تصريحات الطبيب "الأمين" على الفيسبوك وتبشيره السوريين بالطائرة المروحية المزعومة، حتى انهالت التعليقات الساخرة التي اعتبرت كل ذلك الكلام كذباً، حيث أكد أحدهم أن المشافي بالأصل لا تستقبل الحالات الطارئة ولا بأي وسيلة نقل، في حين سخر آخر قائلاً إنه ما إن يكتمل المجمع الطبي حتى لا يبقى أحد في البلد.

وعلق حساب جديد بأن هذه الطائرة لن تجد مادة البنزين لكي تعمل وستتوقف في منتصف الشارع وسيضطرون لدفعها كباقي السيارات المتوقفة في طوابير ضخمة بالعاصمة تنتظر دورها في الوقود، فيما اعتبر آخر أن وجود مثل هذه الطائرة هو عملية نصب جديدة وابتزاز للناس ولن تتحرك من مكانها حتى يتم دفع مبالغ كبيرة.

المعلقون احتجوا على مقترحات رئيس مشفى المواساة الخيالية مطالبينه وميليشيا حكومته بتأمين الخبز والمازوت والكهرباء والطعام لهم أولاً قبل أن يفكروا بهذا الشيء، بينما اعتبر بعضهم أن مثل هذه المقترحات مخصصة للأحياء الراقية ولا علاقة لباقي الناس بها الذين يعيشون في بيوت أشبه بالأكواخ. 

على حين أكد آخر أن هذه الفكرة لا بدّ أن تكون روسية (في إشارة منه إلى أن تلك المقترحات بلا فائدة كالقواعد التي أنشأتها موسكو في سوريا ولم تحمِ الناس من الغارات الإسرائيلية المتكررة)، وأضاف معلق أن "الاحلام عسل والواقع بصل" في إشارة إلى أن الأولى إكمال المشفى الذي لا زال في طور البناء منذ سنين قبل أن يقدموا تلك المقترحات.

أوضاع طبية مأساوية

ويأتي تصريح المسؤول الطبي بعد أيام من إقرار وسائل إعلام أسد بتأثّر القطاع الطبي في مناطق سيطرته على نطاق واسع نتيجة أزمة المحروقات التي تزداد وطأتها كل يوم، حيث أكدت صحيفة الوطن الموالية أن أزمة المحروقات لم تستثن أحداً من القطاعات والفعاليات على اختلافها حتى وصلت تأثيراتها إلى قطاع المشافي التعليمية.

وأشارت إلى أن آخر ضحايا تلك الأزمة كان مشفى التوليد وأمراض النساء الجامعي بدمشق، والذي اتخذ قراراً بإيقاف جميع العمليات الباردة حتى إشعار آخر، وذلك بسبب تأثير المحروقات ونقص المادة، وحدوث تأثير على واقع الكهرباء.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في مشفى التوليد زعمه، أن هذا القرار شمل فقط العمليات الباردة والتي بحاجة إلى وقت لإنجازها، مقدّراً نسبتها بـ 10 بالمئة فقط، وهي نسبة لا تستدعي إيقاف تلك العمليات ما يشير إلى أنها أكثر من ذلك بكثير.

سيارات الإسعاف توقفت

ويأتي الإجراء الأخير الذي اتخذته إدارة المشفى في ظل أزمة وقود خانقة تعيشها مناطق سيطرة الأسد رغم قرار حكومته مؤخراً برفع أسعار المشتقات النفطية، مبررة ذلك بحل الأزمة.

وقبل نحو أسبوع، أفادت وسائل إعلام موالية أن حكومة ميليشيا أسد خفضت مخصصات وقود سيارات الإسعاف بنسبة 40% بسبب النقص في المادة.

وفي الأثناء، أعلنت شركة الأهلية للنقل بين المحافظات كبرى الشركات السورية للنقل أنها اضطرت إلى تخفيض عدد الرحلات بشكل ملحوظ بما يتناسب مع كميات الوقود المسلمة للشركة.

وكانت تقارير إعلامية قد كشفت في وقت سابق أن أزمة نقص المحروقات أدت إلى إغلاق عشرات المخابز والأفران في العاصمة دمشق وريفها.