افتتاح ملعب إدلب يثير حفيظة حلفاء "الجولاني" بالأمس ويشعل منصات التواصل

افتتاح ملعب إدلب يثير حفيظة حلفاء "الجولاني" بالأمس ويشعل منصات التواصل

أثار افتتاح "حكومة الإنقاذ" الذراع المدني لميليشيا "هيئة تحرير الشام" لملعب إدلب البلدي، حالة من الغضب لا سيما في الأوساط المناهضة للهيئة، التي انتقدت التكلفة "الباهظة" لترميم الملعب، في الوقت الذي تزداد فيه نسب الفقر.

وكانت مديرية الرياضة والشباب التابعة لـ"الإنقاذ" قد نظّمت الجمعة حفل الافتتاح بعد اكتمال تجهيزات الملعب، بكلفة قاربت الـ250 ألف دولار أمريكي، ذهبت لتجهيز الأرضية وترميم وتجديد المرافق التي دمّرتها ميليشيا أسد، بعد أن حوّلت الملعب إلى ثكنة عسكرية قبل دحرها من المحافظة.

ورغم المبررات التي ساقها الإعلام الرديف لـ"تحرير الشام" عن ضرورة إظهار الجانب المشرق في المناطق المحررة، انتقد المنشق عن الهيئة أبو حمزة الكردي افتتاح الملعب، قائلاً على قناته في "تلغرام": "اقتتال فصائلي، وافتتاح دور سينما، وافتتاح ملاعب بمبالغ خيالية، وقبول شهادات النظام الجامعية، ومنح الجنود كل شهرين مرة، ومخيمات منسيّة على حافة الموت".

وأضاف أنه "بعد كل ذلك يأتيك مرقّع أهبل ليقول: اتجهتم نحو ذكر أخطاء الفصائل وتركتم بشار، علماً أنه لو كان هناك فصائل عسكرية حقيقية لما بقي بشار إلى يومنا هذا".

أما الشرعي السابق في "تحرير الشام" أبو يحيى الشامي، فسخر بقوله: "من ساحات الوغى إلى ساحات الملاعب"، وتابع على قناته في "تلغرام" منتقداً الجولاني: "بعد أن دخل من صدّر نفسه للمشهد العام في ساحة الشام في التيه والحَوَل السياسي، أصابه العمى عن هدفه إسقاط النظام والعيش بكنف شريعة الرحمن، وحوّل الشباب من أسود يقارعون أقوى الدول إلى شباب لا قيمة لهم في مدرّجات وساحات الملاعب".

وما يلفت الانتباه في الحفل الذي دعت إليه "حكومة الإنقاذ" الحضور الجماهيري الكبير، وهو ما عزته بعض الأوساط إلى حاجة سكان الشمال السوري للمتنفسات بعيداً عن أجواء الحرب.

تماهٍ مع التوجه الإقليمي

لكن الباحث المختص بشؤون الجماعات الجهادية خليل المقداد، يضع ذلك في إطار تماهي الجولاني مع التوجه الإقليمي والدولي نحو إنهاء الثورة السورية من خلال التسوية والمصالحة، موضحاً لـ"أورينت نت" أن "الجولاني يريد تحضير الحاضنة الشعبية لهذا التوجه".

ويضيف المقداد، أن الجولاني يتقن اللعب على المحاور الإقليمية والدولية وحتى المحلية، ولذلك حرص في هذا الوقت على افتتاح الملعب مستغلاً ارتفاع منسوب الاهتمام الشعبي بكرة القدم نظراً لقرب افتتاح مونديال قطر.

وقال إن من يشاهد حجم الحضور الجماهيري في الحفل، لا يمكن أن يعتقد للوهلة الأولى أن هناك حالة حرب مستمرة، مضيفاً: أن "الجولاني يريد نقل الشمال السوري إلى حالة السلم، وكذلك يضيف الإنجازات لرصيده الخارجي، فقبل أيام تم تسريب خبر تسليم تاجر المخدرات الإيطالي برونو كاربوني إلى بلاده بعد أن تم القبض عليه في الشمال السوري، أثناء محاولته العبور نحو مناطق ميليشيا النظام".

لكن صحفيّاً من إدلب، أشار في حديثه لـ"أورينت نت" إلى المظاهر الثورية التي سادت حفل الافتتاح، وقال طالباً عدم ذكر اسمه: "بعيداً عن "تحرير الشام" وهدفها، إدلب بحاجة إلى المنشآت الحضارية التي تخفف من ضنك الحياة وصعوبتها".

ناشطون سوريون تساءلوا عن الهدف من افتتاح الملعب وصرف هذه المبالغ الطائلة عليه، في الوقت الذي لا يجد فيه أهل المخيمات ما يسترهم في الشتاء؟ وقال الإعلامي أبو هادي "بتكلفة هذا الملعب يمكن أن تُبنى المنازل لنقل سكان المخيمات لها، رغم أن تكلفة ترميم الملعب، من جيوب الناس عبر فرض الجولاني الضرائب على الأهالي بالقوة".

وطالما كانت "تحرير الشام" سابقاً تحذر من "خطورة" المشاريع الترفيهية على الشباب، لجهة إبعادهم عن ساحات القتال، وفي هذا الإطار، ذكّر المصور الصحفي بلال بيوش، بحادثة جرت في مدينة كفرنبل في العام 2017، موضحاً أن "الشهيد رائد الفارس تعرّض لهجوم كبير من شرعيي "تحرير الشام" لأن المنظمة التي كان يعمل بها جهزت ملعباً صغيراً".

وأضاف بيوش على "فيسبوك" أن خطيب مسجد اعتبر آنذاك أن هذا المشروع واحداً من أهم أسباب تأخير النصر، وقال: "اليوم واحد من الشباب شاف هؤلاء المشايخ بالافتتاح، ويمكن خُطب الجمعة القادمة تكون منهم عن أهمية الرياضة في حياة الشباب المسلم".

في المقابل، يرى أنصار "تحرير الشام" أن افتتاح الملعب يعدّ بمثابة تحدٍّ لنظام أسد، ومنهم الإعلامي المقرب من الهيئة أحمد زيدان، الذي غرّد على حسابه في "تويتر": "في أجواء احتفالية، تتحدّى الاحتلال وعملاءه الطائفيين، افتتح اليوم في إدلب العز ملعبها البلدي، فكان الاستهلال بآيات عطرة من القرآن الكريم، ثم صور الشهداء الرياضيين الثوريين التي حملها فرق اللاعبين، وانطلقت مباراة ودية، وتزيّنت أسوار الملعب بلافتات تدعم قطر و تركيا بمواجهة الإرهاب".

 

 

التعليقات (2)

    حامد شاكر

    ·منذ سنة 5 أشهر
    واضح أن افتتاح الملعب أثار غيظكم.

    اليسر

    ·منذ سنة 5 أشهر
    اسمه ملعب الساروت برأيي لكي لاتنسو كم قدم لثورة
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات