صراع "أحرار الشام" وميليشيا الجولاني يتجدّد: قائمة أسماء مسرّبة والجبهات تدفع الثمن

صراع "أحرار الشام" وميليشيا الجولاني يتجدّد: قائمة أسماء مسرّبة والجبهات تدفع الثمن

ساهمت التغيّرات الهيكلية الأخيرة ضمن صفوف فصيل "حركة أحرار الشام" بعودة النزاعات الفصائلية والتيّارية مجدداً إلى الواجهة، وذلك بعد انقلاب الحركة على فصيل "هيئة تحرير الشام" التي يقودها أبو محمد الجولاني، والتي تسعى في الوقت ذاته لإلغاء "الحركة" وصهرها ضمن صفوفها بوسائل مختلفة.

جاء ذلك بعد أيام على إعلان "أحرار الشام" تغيير مجلس قيادتها بمن فيهم قائد الفصيل (عامر الشيخ) المنحاز لميليشيا "تحرير الشام"، وتعيين القيادي يوسف الحموي "أبو سليمان" بديلاً عنه في قيادتها، والذي يعد من مؤسسي "الحركة" الأوائل، ما دفع ميليشيا الجولاني لتهديد "الحركة" بإخلاء نقاط رباطها العسكرية في محاور إدلب، بسبب تضامن تلك المجموعات مع قيادتها وترحيبها بتعيين الحموي بدلاً عن الشيخ.

وعلى ضوء ذلك، أصدرت "حركة أحرار الشام" بياناً يوم أمس اتهمت من خلاله ميليشيا الجولاني "هيئة تحرير الشام" بإجبار مجموعاتها في إدلب على الرجوع عن تأييدهم للقيادة الجديدة للفصيل، مقابل التهديد بإخلاء نقاط الرباط الخاصة بتلك المجموعات، وتسليم السلاح حتى الفردي منه، "مع إحالة قيادات منهم إلى القضاء العسكري التابع للهيئة، كما تم بعد ذلك القيام بحملة مداهمات لبعض المنازل في مناطق مختلفة".

واعتبرت الحركة في بيانها أن تهديد "تحرير الشام" لمجموعاتها في إدلب، "أدى إلى وجود خطر حقيقي على حياة المرابيطن، مع استمرار التضييق عليهم في منحهم ومصاريفهم وإيقاف مهماتهم مما أدى إلى تقييد تحركاتهم"، وطالبت كافة الفعاليات والكيانات والكوادر الثورية بـ "تحمّل مسؤولياتها بالمساعدة على استمرار استقرار خطوط الجبهات، وألا يتم التعامل مع هذا الثغر من زاوية حب السلطة وحظ النفس، كما ندعو الجميع لتقديم مصلحة المحرر وأهله الكرام على أي مصلحة جزئية أخرى، ونحن على أتم الاستعداد للعودة لمتابعة واجباتنا عند زوال الموانع المذكورة"، بحسب تعبيرها.

تهديدات مسرّبة

على صعيد آخر، فإن التغييرات القيادية والانقسامات الفصائلية ضمن صفوف "حركة أحرار الشام"، أدت للكشف عن تهديدات مسرّبة من قبل "القيادات المعزولة" ضمن الحركة، تخص عدداً من القياديين والشخصيات الثورية المناصرة لها، الأمر الذي دفع تلك الشخصيات لإصدار بيان حمّلوا من خلاله "القيادة المعزولة" وميليشيا "تحرير الشام" مسؤولية سلامة أصحاب الأسماء المسرّبة، وهم قياديون وكتّاب ومثقفون وسياسيون، "حسام سلامة (أبو بكر) صالح الحموي (أس الصراع)، علاء فحام (أبو العز أريحا)، كنان النحاس، وحسام طرشة (أبو عمر)، عباس شريفة، علي العمر، محمد طلال بازرباشي (أبو عبد الرحمن السوري)، خالد أبو أنس سراقب، عبد الوهاب عاصي، فراس فحام".

وقال أصحاب الأسماء المسرّبة في البيان: "فوجئا منذ أيام بوصول ملف إلى يد أحدنا –عن طريق الخطأ- مصدره القيادات المعزولة في حركة أحرار الشام، وفيه معلومات عن أسماء وصور وأرقام هواتف وأماكن إقامة الأسماء الموقعة على هذا البيان، ومن الواضح، أن النسخة التي وصلتنا كانت أولية وغير مكتملة، وتنبي عن وجود نية عمل ما ضد هذه الشخصيات".

وأضاف البيان أنه "بعد المتابعة والاستفسار تأكدنا من رفع تقارير كيدية بحق بعض الأسماء المذكورة في الملف الذي وصل إلى أيدينا، ويتم العمل على متابعة هذا الأمر، لمعرفة الجهة الرافعة ودوافعها".

واعتبر أصحاب البيان أن المقصود من تلك التسريبات الواردة في التقرير هو "الاغتيال السياسي أو الإيذاء الجسدي أو تسليم المعلومات لجهات لا نعلمها"، منوهين إلى أن القيادي أحمد دالاتي (أبو محمد الوادي) قد أقر بصحة الملف المسرّب، و"ادعى أنه للرد على الأسماء الواردة فيه دون توضيح كيفية الرد، رغم علمه أن الكوادر الثورية المذكورة لا تنسّق فيما بينها ولا تعمل معاً".

وحمّل البيان "القيادة المعزولة" في  فصيل "أحرار الشام" وحليفهم ميليشيا "هيئة تحرير الشام" مسؤولية أي أذى قد تتعرض له الكوادر الثورية المذكورة أسماؤهم في التقرير.

تغييرات بعد نزاعات دموية

وجاءت النزاعات الفصائلية الأخيرة بعد أسابيع قليلة على اقتتال فصائلي شهدته مناطق الشمال السوري، ومسرحه ريف حلب الشمالي، حين حاولت ميليشيا الجولاني "هيئة تحرير الشام" توسيع سيطرتها على حساب فصائل "الجيش الوطني" بريف حلب، لكن الاقتتال انتهى بتدخل الجيش التركي والكوادر الثورية والشعبية في المنطقة، دون تغيّرات في الخارطة العسكرية.

وتتخذ "حركة أحرار الشام" من ريف حلب الشمالي معقلاً رئيسياً لها، بينما تنتشر مجموعات تابعة لها في مناطق إدلب، وتنقسم الحركة بين تيارين مختلفين في التوجهات الفصائلية والسياسية، إذ يميل التيار الأول للتحالف والاندماج ضمن صفوف ميليشيا الجولاني، بينما يرفض التيار الآخر وهو من جيل المؤسسين للحركة، أن يكون محسوباً على "الهيئة" وأجنداتها.

التعليقات (1)

    الشمري

    ·منذ سنة 5 أشهر
    الحوت سيلتهم الاسماك الصغيرة لأنه الأقوى .
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات