موقف أممي خجول تجاه مجزرة إدلب ومنسقو الاستجابة يطالب بتحديد مسؤولية النظام وروسيا عنها

موقف أممي خجول تجاه مجزرة إدلب ومنسقو الاستجابة يطالب بتحديد مسؤولية النظام وروسيا عنها

اكتفى المجتمع الدولي ببيان "خجول" يقتصر على عبارات "التنديد والقلق" تجاه المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الروسي وحليفه نظام أسد وأدت لمقتل وإصابة عشرات المدنيين في مخيمات النزوح في محافظة إدلب شمال سوريا.

وتمثل الموقف الدولي حيال مجزرة المخيمات في إدلب، ببيان لمنظمة الأمم المتحدة دعت من خلاله "جميع الأطراف في سوريا إلى ضبط النفس" دون أن تشير إلى الجهة المسؤولة عن المجزرة. وقال البيان الصادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في المنظمة الدولية، إن "هناك قلقاً من تصعيد الأعمال العدائية في إدلب شمال غرب سوريا".

وأضاف البيان الأممي:"أفادت الأنباء عن قصف وغارات جوية واشتباكات صباح اليوم في محيط مدينة إدلب، ما تسبب في حرائق وتدمير خيام ومنازل مئات العوائل النازحة في ثلاثة مخيمات تدعمها المنظمات الإنسانية".

ورغم أن المجزرة بتفاصيلها المرعبة ارتكبها الاحتلال الروسي وميليشيا أسد برشقات صاروخية تحمل قنابل محرمة دولياً على تجمع للمخيمات في إدلب يوم أمس، إلا أن بيان الأمم المتحدة ساوى بين المعتدي والمستهدفين من النازحين حين خاطب ببيانه ما أسماهم جميع الأطراف "للامتثال لمبدأ التمييز ومبدأ الاحتياط، ولا سيما نتيجة استخدام الأسلحة شديدة الانفجار في المناطق المكتظة بالسكان".

من جانبه، وصف فريق منسقو استجابة سوريا موقف الأمم المتحدة بالمخيب للآمال، وقال في بيان صدر عنه اليوم الإثنين، "ردت الأمم المتحدة ببيان صحفي غير متوقع على الأحداث الأخيرة التي شهدتها مخيمات النازحين في محافظة إدلب واكتفت بالإعلان عن القلق من أعمال التصعيد العسكري في المنطقة فقط، متجاهلة أن التصعيد العسكري الأخير كان من طرف واحد (نظام أسد وروسيا) والذي سبب مجازر كبيرة وسقوط ضحايا وإصابات مدنيين وموجات نزوح كبيرة من المخيمات المستهدفة".

وأضاف منسقو الاستجابة، "تحدث البيان الصادر عن الأمم المتحدة عن وجوب الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في شمال غرب سوريا من قبل كافة الأطراف، متجاهلة وجود أكثر من 5,485 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل قوات النظام وروسيا وسقوط أكثر من 300 مدني كضحايا وأكثر من 1200 إصابة نتيجة تلك الخروقات".

وأكد الفريق أنه من المؤسف صدور البيان الأخير من قبل الأمم المتحدة دون أي إشارة واضحة لمرتكبي الجرائم الأخيرة والأزمات التي سببتها من عمليات قتل خارج القانون وعمليات تهجير قسري منهجية، وخاصةً مع تسجيل أكثر من 38 استهدافاً لمخيمات النازحين في المنطقة منذ مطلع العام الحالي، أكثر من 80% من تلك الاستهدافات كانت بسبب النظام وروسيا.

وتابع "أن الاستهداف كان لمخيمات مدعومة من قبل الأمم المتحدة، ما يثبت استهتار وتجاهل النظام وروسيا بكافة قرارات الأمم المتحدة وعدم احترام أي آليات موقّعة لمنع استهداف المدنيين وتحييد المنشآت والبنى التحتية في مناطق النزاعات، ونطالب الأمين العام للأمم المتحدة ورئاسة مجلس الأمن الدولي بإصدار بيانات تحدد مسؤولية النظام وروسيا عن تلك الجرائم الأخيرة والعمل على إجراء تحقيقات موسعة حول الاستهدافات الأخيرة".

مجزرة المخيمات

وكان الاحتلال الروسي ارتكب مجزرة في تجمعات للنازحين في منطقة (كفر جالس) بمحيط مدينة إدلب، يوم أمس من خلال استهداف مخيمات (مرام، واطن، وادي حج خالد، محطة مياه كفر روحين، مخيم قرية مورين، مخيم بعيبعة) بأكثر من 30 صاروخاً محملة بقنابل عنقودية محرمة دولياً أطلقتها ميليشيا أسد بمنطقة سراقب شرق إدلب، بالتزامن مع غارات صاروخية لطيرانه الحربي على مناطق متفرقة من إدلب.

وأسفرت المجزرة عن مقتل 10 مدنيين بينهم أطفال ونساء وإصابة أكثر من 70 آخرين، وتضرر أكثر من 3621 عائلة من النازحين جراء القصف، وكذلك أضرار مادية في 63 من خيام وكرفانات النازحين وخاصة مخيم (مرام)، إلى جانب نزوح 2183 عائلة من المخيمات المستهدفة والمناطق المحيطة، بحسب فريقَي (الدفاع المدني السوري) و(منسقو استجابة سوريا).

بدورها، أعلنت فصائل (الفتح المبين) العاملة في الشمال السوري، عن جملة عمليات ردعية تمثلت بقصف صاروخي ومدفعي على مواقع ميليشيا أسد وروسيا في محيط المنطقة، وذلك رداً على مجزرة مخيمات النازحين في إدلب.

وطال القصف الصادر عن الفصائل المحلية، مواقع عسكرية وتحصينات عديدة لميليشيات أسد وروسيا في أرياف اللاذقية وحماة وحلب وإدلب، وتوزعت على نقاط سدبرادون وتل البركان، وجورين، ومعسكر جورين، وشطحة ، والبحصة، والبركة، وعين سليمو، وسراقب ومحيطها، والدوير ، وجوباس، ومعرشورين، وحنتوتين، وتلة البركان، وقرية البيضا، وسد برادون، وميزناز، وكفر حلب.

توقعات روسية مسبقة

وسبق المجزرة، تصريحات مريبة لما يُعرف بنائب رئيس (المركز الروسي للمصالحة في سوريا)، اللواء أوليغ إيغوروف، قال فيها: "وفقاً للمعلومات التي تلقاها المركز الروسي للمصالحة، يخطط مسلحو "النصرة" الإرهابية (هيئة تحرير الشام) بالتعاون مع منظمة "الخوذ البيض" الإنسانية المزعومة لعمل استفزازي في محافظة إدلب".

وأضاف المسؤول الروسي أن "المسلحين يعدّون مقاطع فيديو تمثيلية لنتائج ضربات مفبركة لمخيمات اللاجئين في بلدتي كفر ديان، وكفر جالس بمحافظة إدلب من أجل اتهام القوات السورية والروسية بمهاجمة المدنيين والمواقع الإنسانية"، بحسب وكالة (نوفوستي).

وبحسب تقديرات سابقة للأمم المتحدة فإن نحو 4.1 مليون شخص يعيشون في مناطق شمال سوريا، الخارجة عن سيطرة نظام أسد وحلفائه، حيث يعتمد هؤلاء على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية ومعظمهم من النساء والأطفال.

التعليقات (2)

    سوريا حرة

    ·منذ سنة 6 أشهر
    طيب فهمنا ماحدا من الغرب والشرق والعرب جاب سيرة المجزرة وقصف الأسد وأعوانه الروس المدنيين السوريين المشردين بالخيام وين السوريين الشعب السوري ان كان شيعي او سني او نصيري او علماني أو ملحد وينهم ماحدا بيعترض على هالاجرام ضد أبناء بلدكن لحتى يجي اليوم ويصل البل لدقنكن وبدكن تعتبوا ع الغريب!! .يستحق الساكت عن الحق العذاب والبؤس لانه شيطان أخرس ولايريد غير سلامته ومصلحته الجبان.

    سعيد شلبي

    ·منذ سنة 6 أشهر
    إيران وروسيا دولتا الإجرام في العالم وهما مع النظام الطائفي البغيض في سوريا يمثلون الإرهاب العالمي وكذلك الإدارة الأمريكية التي تتفرج على مايحدث من قتل ودمار تمثل أم الإرهاب بالعالم وهي التي تمارس الحرب علينا بطريقة غير مباشرة
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات