6 كيانات جديدة ترث "وتد".. أزمة وقود خانقة بإدلب ومصادر أورينت تكشف الأسباب

6 كيانات جديدة ترث "وتد".. أزمة وقود خانقة بإدلب ومصادر أورينت تكشف الأسباب

لا تزال أزمة المحروقات تلقي بظلالها الثقيلة على أهالي منطقة إدلب مع اقتراب فصل الشتاء وسط تغيرات جذرية في هيكيلية الشركات المستوردة للمشتقات النفطية في المنطقة ووعود بإنهاء الأزمة بأسرع وقت.

وخلال الأيام القليلة الماضية، قفزت أسعار البنزين والغاز بشكل كبير، في السوق السوداء مع انقطاع شبه كامل في المحطات ومراكز التوزيع المعتمدة التي تشهد ازدحاماً غير مسبوق، حيث وصل سعر اللتر الواحد من البنزين لـ (30) ليرة تركية، وكيلو الغاز بالمفرق لـ (45) ليرة تركية، وهو رقم كبير لا يستطيع الناس تحمل أعبائه اليومية في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار التي تعاني منها المنطقة بالأساس.

على عكس إدلب، فمناطق شمال حلب التي تسيطر عليها فصائل الجيش الوطني لا تعاني من أزمة في المحروقات، فالمازوت والبنزين والغاز متوفر بكثرة، إلا أن سعر أسطوانة الغاز ارتفع ليصل لـ 300 ليرة تركية بوزن (24 كيلوغراماً ) نتيجة نشاط عمليات تهريبها إلى إدلب وذلك بحسب السيد إبراهيم محمد، أحد سكان مدينة إعزاز شمال حلب.

ما سبب الأزمة؟

عن أسباب الأزمة الأخيرة، أوضح مصدر مقرب من شركة وتد لأورينت نت أن المخابرات التركية هي من طلب من الشركات التركية التوقف عن تزويد شركة وتد التي كانت تحتكر استيراد المحروقات والغاز لمناطق سيطرة الجولاني.

ورجّح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن القرار التركي جاء خشيةً من فرض عقوبات دولية على أنقرة بتهمة توريد النفط إلى "تحرير الشام" المصنفة على قوائم الارهاب، خصوصاً بعد هجوم ميليشيا الجولاني على عفرين وتعبير الخارجية الأمريكية عن استيائها الصريح من ذلك الهجوم وسط تقاير تحدثت عن تهديد واشنطن لأنقرة ما لم تنسحب ميليشيا الجولاني من عفرين.  

مصدر آخر أكد في حديثه لأورينت، أن أزمة الوقود تزامنت كذلك مع إنهاء شركة وتد عملها بشكل مفاجئ وغير مبرر، دون وجود شركة بديلة لاستيراد النفط بشكل فوري ولاسيما في ظل عدم وجود مخزون إستراتيجي في المستودعات لتوزيعه ريثما يتم منح تراخيص لشركات جديدة.

وبحسب المصدر، تعرضت شركة وتد لخسارة كبيرة تقدَر بملايين الدولارات، بسبب الفساد حيث ثبت وجود نقص كبير بالكميات المستوردة مقارنةً بالكميات الموجودة في العقود وهو ما أدى لتفاقم أزمة الوقود.

6 شركات جديدة

تلك المعضلة دفعت ما تُسمى حكومة الإنقاذ  للترخيص بشكل مستعجل لشركات جديدة والسماح لها باستيراد المحروقات رغم عدم استكمال أوراقها ولاسيما في ظل ازدياد الغضب الشعبي.

مصدر خاص مقرب من شركة وتد (رفض الإفصاح عن اسمه لدواعٍ أمنية) لأورينت، قال إن المديرية العامة للمشتقات النفطية وافقت على ترخيص ست شركات عاملة في المشتقات النفطية وهي العربية، السلام، الرحمة، الاتحاد، العالمية، إضافة إلى شركة طيبة التي أعلنت الاستحواذ على شركة وتد 

وبحسب المصدر، فإن معظم أصحاب تلك الشركات يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالهيئة، فشركة طيبة يرأسها "حمود الأحمد" من قرية القريتين من حمص ومعروف بـ (أبو أحمد طيبة)، ويدير الشركات الأخرى عدة أشخاص مقربين من قادة هيئة تحرير الشام، ومنهم السفراني وأبو شحود الحريتاني والتقال وناصر رعد، وبالمجمل جميعهم يعملون تحت إشراف أبو عبد الرحمن زربة مدير وتد وأبو أحمد زكور أمير الجناح الاقتصادي في هيئة تحرير الشام .

ويضيف المصدر،أن هذه الشركات كان لديها محطات فلترة وتجلب المازوت من منطقة ترحين شرق حلب وتقوم بعملية فلترته لصالح شركة وتد، وقد بدأت العمل باستيراد المشتقات حتى قبيل استكمال الترخيص في محاولة لإنهاء الأزمة التي تعيشها المنطقة بأسرع وقت. 

وبالفعل، أدخلت هذه الشركات عدة صهاريج من معبر باب الهوى، كما ستختص شركتا طيبة والعالمية (الشهباء سابقاً) باستيراد الغاز، في حين يستمر" ناصر رعد " وهو مقرب من أبو عبد الرحمن زربة باستجرار المازوت المحسّن من مناطق شمال حلب.

ومنذ أكثر من أسبوع تشهد منطقة إدلب غضباً شعبياً نتيجة استمرار أزمة المحروقات، فمعظم أهالي إدلب يعتمدون على المحروقات التي توزعها المحطات ومراكز التوزيع المعتمدة من شركة وتد سابقاً، ما ينذر بأزمة إنسانية خانقة.

يشار إلى أن ميليشيا الجولاني تمنع الأهالي من إدخال المحروقات بكافة أشكالها من مناطق سيطرة الجيش الوطني رغم أنها أرخص من ناحية الأسعار.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات