بعد إثارة الجدل.. ماذا نتج عن المؤتمر التشاوري السوري-الأمريكي وما هو هدفه الرئيسي؟

بعد إثارة الجدل.. ماذا نتج عن المؤتمر التشاوري السوري-الأمريكي وما هو هدفه الرئيسي؟

يشعر القائمون على "اللقاء التشاوري السوري-الأمريكي" بحالة من الارتياح بعد تحقيق النتائج الأساسية المرسومة له، رغم الجدل الذي ساد الأوساط السورية المعارضة في أمريكا والاتهامات التي وجهت للجنة المنظمة، بعد توجيهها الدعوة لشخصيات ممثلة عن الإدارة الذاتية ومجلس قوات سوريا الديمقراطية "مسد" وشخصيات لا يعرف لها مواقف سياسية واضحة.

وأفضت أعمال اللقاء الذي عقد تحت عنوان " الحرية والعدالة والكرامة" في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 29/ تشرين الأول المنقضي، بالعديد من الأفكار والتوصيات التي طرحت خلال الجلسات التشاورية التي قسمت إلى أربع مجموعات، أبرزها التوصل إلى مخطط تنظيمي لتنفيذ القرار الدولي 2254، وفتح قنوات حوارية بين مكونات المجتمع السوري في الداخل والجالية السورية في أمريكا، والعمل على تشكيل فريق سوري مؤثر، وتنسيق موقفه في إطار سياسي واحد.

وبحسب اللجنة المنظمة للقاء، فقد بلغ مجموع الحضور في القاعة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي 70 شخصاً، إضافة إلى 30 ضيفاً، ممثلين عن طيف واسع من مكونات الجالية السورية، وأعضاء سابقين في مؤسسات المعارضة الرسمية، وسفراء ووزراء سابقين، وعاملين في مراكز أبحاث، وشخصيات عن منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى أكاديميين من مختلف الاختصاصات.

وكانت اللجنة التنظيمية للّقاء قد دعت السوريين والسوريات المقيمين في الولايات المتحدة إلى حضور اللقاء التشاوري بهدف "إيجاد تصور وطني للحل السوري"، وكتابة مسودات وطروحات يمكن البناء عليها خلال الاجتماعات المقبلة، تكون مرجعاً لتحركات الجالية تجاه المسؤولين الأمريكين المكلفين بالملف السوري.

مشاركة واسعة

ويعتبر القائمون على اللقاء أن ما يميزه عن غيره، ابتعاده عن فرض الأفكار المسبقة، ومنح الفرصة للجميع من أجل طرح آرائهم ومناقشتها بعقل سياسي يرتكز على المنهج العلمي، ومحاولة التواصل بين جميع المكونات للبحث عن مخارج سياسية وتنظيمية، خاصة وأن الشخصيات المشاركة "مؤثرة" ولها ثقلها وحضورها السياسي والاجتماعي.

وبدا لافتاً وجود ممثلين عن الجالية اليهودية السورية في أمريكا، وممثلين عن قوات "قسد" ومجلس سوريا الديمقراطية "مسد"، إضافة إلى ممثلين عن مجلس العشائر السورية في أمريكا.

بالمقابل فإن المشككين باللقاء رأوا أنه يهدف إلى حصر تمثيل الجالية السورية في أمريكا بأشخاص وتيارات محددة، والعمل على ضم مكونات بعيدة عن الواقع السوري ولا تحمل أي مواقف سياسية اتجاه نظام بشار أسد.

لكن عضو اللجنة التنظيمية للقاء التشاوري "أيمن عبد النور" أكد على أن اللقاء لا يهدف إلى خطف تمثيل الجالية السورية في أمريكا، إنما تقريب وجهات النظر بين السوريين من مختلف المكونات، وعدم إزاحة أي طرف من المشهد السوري، والعمل على طرح مختلف الآراء بهدف الوصول إلى حل مدروس للواقع السوري.

ويقول في تصريح لـ"أورينت نت": تمت دعوة الجالية اليهودية المعارضة في نيويورك، والمكون الكردي بكل تصنيفاته السياسية، إضافة إلى مجالس العشائر السورية التي تمتلك ثقل وحضور كبير في أمريكا، وجميع هؤلاء معنيين بإيجاد تصور للحل السوري، باعتبارهم جزء من المجتمع.

إضافة إلى التركيز على وجود ممثلين من جميع الاختصاصات للوصول إلى خطة عامة لإدارة البلاد، ترتكز على حضور مختلف مكونات المجتمع، فإن عبد النور يشير إلى: "أن الحضور كان شاملاً إلى حد كبير وتنوع بين سياسيين من وزراء وسفراء سابقين، ومديري مراكز دراسات وأطباء، واقتصاديين عملوا في البنك الدولي،  ورجال أعمال وخبراء من مختلف التخصصات، إضافة إلى حضور فنانين مثل مالك جندلي وغيرهم".

انفتاح على الجميع

بدوره أشار عضو اللجنة المنظمة "زاهر بعدراني" ورئيس تيار المستقبل السوري في أمريكا، إلى أن أهم ما خلص إليه اللقاء هو "ضرورة الانفتاح على الجميع، والتعاون مع كافة المكونات السورية دون فيتو مسبق، مع العمل الجاد والصادق على فتح بواباتٍ وقنوات تواصل بين الكل، وطمأنة الجميع أننا لسنا بصدد أخذ دور أحد أو تحجّيم أحد أو تحيّده، بل لمدّ اليد لكل متعاونٍ يجمعنا معه الهدف المشترك".

ويقول في تصريح لـ"أورينت نت": اللقاء تحدد بناء على أساس تشاوري تشاركي، بحيثُ يخضع لمجريات العصف الذهني وليدِ قاعة اللقاء، ومن خلال الخطوط العريضة التي عُنوِنَت بها الطاولات وتوزّعَ الحضور عليها. حيث حاولنا أن نواكب الأحداث الأخيرة التي طرأت على الملف السوري، أو ذات التأثير المباشر عليه دولياً وإقليمياً ومحلياً، وبناءً عليهِ تم تحديد الإطار العام للحديث والمتحدّثين وفتح باب النقاش على كل ما ورد دون قيود.

ويضيف: إن غاية ما نطمح إليه الآن هو الترابط بيننا كسوريين أمريكيين، وتبني فكرة المصالحة مع الذات ومع الآخر، ورأب الصدع الحاصل لدينا مع محاولة بناء جسور على المشتركات وتأجيل النقاط الخلافية لتكون محلاً للتدارس بيننا في اللقاءات القادمة، من خلال سقف التشاور وترجيح المصلحة العامة على أي مصالح خاصة وضيقة.

خطة لتنفيذ القرار 2254 

واعتبر بعدراني أن "الهدف الرئيس يتمثل بوضع لَبِنَةٍ عامّة يمكن البناء عليها مستقبلاً بين المشاركين أولاً، والعمل على صياغة تصوّر ما يُحدد إطار تحركنا باتجاه الإدارة الأمريكية، بعد تحديد الجهة الرسمية المناسبة لتلقّي توصياتنا، وتبنّي طرحنا أو العمل معنا كفريق لتذليل العقبات المتراكمة، ودفع مسار 2254 كحلٍّ تمّ إقراره وباتت الحاجة ماسّة لتنفيذهِ من جهة، مع قطع الطريق على باقي المسارات التي تهدف لحرف البوصلة السورية عن الهدف الرئيس لثورة الشعب السوري.

أمر يتفق معه فيه أيمن عبد النور، وهو رئيس منظمة "مسيحيين سوريين من أجل السلام"، الذي أوضح أن التوجه للإدارة الأمريكية والفاعلين بالملف السوري، والضغط لتنفيذ القرار الدولي 2254 يحتاج إلى جهود الجميع، ولا يمكن للقاء أن يقدم على هذه الخطوة دون مشاركة الجالية السورية في أمريكا.

ويقول: الهدف الأسمى هو وضع مخطط تنفيذي مقترن بجدول زمني لتنفيذ القرار 2254 يحدد من خلاله مطالبنا حول آلية تحرك الدول الفاعلة، ومنها الإدارة الأمريكية بطبيعة الحال، والطرق الناجعة للضغط على نظام الأسد، إضافة إلى وضع مخطط تنظيمي للمناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام والخطوات التي يتوجب عليها اتخاذها من قبل القوى المسيطرة عليها لتنفيذ القرار، وتكون مقترنة بخطوات ومدة زمنية محددة.

ويؤكد على أن اللقاء لا يهدف إلى تمثيل الجالية السورية في أمريكا، وبالتالي فهو غير قادر على وضع مخططات تنفيذية لهذا المشروع دون تعاون ومشاركة جميع أفراد الجالية والمنظمات السورية في أمريكا.

ومن المفترض أن تقر اللجنة المنظمة للقاء جملة من التوصيات، من خلال إعداد مذكرة عامة للقاء التشاوري، سيتم نشرها لاحقاً بعد إرسالها للشخصيات التي حضرت اللقاء من أجل التدارس والإقرار، بهدف الخروج من الأزمات السياسية والإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها السوريون، والوقوف عند سلبيات وإيجابيات الواقع السوري ومحاولة إيقاف الانتهاكات.

التعليقات (1)

    قفطان عزالدين

    ·منذ سنة 6 أشهر
    نعم لتطبيق المقررات الدولية سيما القرار //٢٢٥٤// وتحديد جدول زمني للمرحلة الإنتقالية وتراتبيت المراحل أورلاندو
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات