ميليشيا الجولاني تعاقب صحفياً من أجل تقرير خدمي لقناة أورينت

ميليشيا الجولاني تعاقب صحفياً من أجل تقرير خدمي لقناة أورينت

تواصل حكومة ميليشيا الجولاني (الإنقاذ) انتهاكاتها اللاذعة تجاه الصحافة والصحافيين، خاصة ما يتعلق بقناة أورينت والمتعاملين معها في إدلب، بعد أسابيع على إيقاف الميليشيا عمل أورينت وكوادرها في الشمال السوري، رغم الإدانات المحلية والدولية للأسلوب القمعي الذي يبتعه الجولاني وحكومته.

وذكرت مصادر محلية لأورينت نت، أن ما تُعرف بـ "مديرية الإعلام" التابعة لحكومة الجولاني في إدلب، منعت الصحفي المحلي (عدنان فيصل الإمام) من العمل لمدة ثلاثة أشهر وسحبت منه البطاقة الصحفية.

وأضافت المصادر أن القرار التعسّفي لمسؤولي الحكومة، جاء على خلفية إعداد الصحفي عدنان الإمام تقريراً مرأيّاً لقناة أورينت يسلّط الضوء على الواقع الخدمي، وخاصة ارتفاع أسعار الحطب في إدلب.

ويعمل الصحفي المحلي "المستقل" عدنان فيصل الإمام، مع وسائل إعلام محلية ودولية عديدة من خلال تغطيات إخبارية في محافظة إدلب، يسّلط الضوء من خلال تلك التغطيات على الواقع المعيشي والخدمي ومطالب الناس وغيرها من المساحة الإعلامية المعروفة في عالم الصحافة والإعلام.

لكن حكومة الجولاني أكدت مراراً بقراراتها التعسفية خوفها ورعبها من الإعلام والصحافة من خلال غزوات أطلقتها لإسكات الأقلام الحرة ومنع التغطيات الصحفيّة بمناطق سيطرتها، في تكرار واضح للأساليب الطغيانية من سلطات الأمر الواقع على مناطق الشمال "المحرر"، وعلى نهج نظام أسد وميليشياته.

وكانت حكومة الجولاني أوقفت عمل قناة أورينت في الشمال السوري، في آب الماضي، من خلال وقف عمل مراسليها وتهديد المتعاونين معها بإجراءات عقابية تصل للسجن والغرامة وسحب الرخص الإعلامية، ما أثار موجة تعاطف محلية ودولية من إعلاميين وصحافيين وشبكات حقوقية عدّت ذلك الأمر عملاً انتقامياً من القناة التي فضحت جرائم وانتهاكات عناصر الميليشيا تجاه المدنيين.

وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود" (ومقرها باريس) في تغريدة على حسابها الرسمي في "تويتر" حينها، إن التنظيم الجهادي (هيئة تحرير الشام) المعروف اختصارا بـ " HTS" حظر عمل مراسلي قناة أورينت "بسبب مقالات تندد بممارسات عناصرها".

كما أدانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" ذلك الإجراء المتّخذ بحق القناة ومراسليها، وقالت في بيان لها: "نُدين كافة الانتهاكات التي تقع بحق الكوادر الإعلامية والمراكز الإعلامية، والتي تسعى نحو تكميم الأفواه وإيقاف نقل وقائع الأحداث الميدانية، ونُشدّد على ضرورة تعزيز حمايتهم؛ نظراً لدورهم الحيوي في نشر المعلومات، والسماح لهم بالعمل بحرية، والتوقف عن سياسة التهديد والملاحقة والحَجْب."

وطالبت الشبكة ميليشيا الجولاني (هيئة تحرير الشام) بـ "احترام حرية العمل الإعلامي المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والسماح بدخول كافة وسائل الإعلام، والتوقف عن التحكّم بعمل الصحفيين وفقاً لمدى موالاتهم للجهة المسيطرة، وإبطال جميع القرارات الأمنية التي تقمع حرية الرأي والتعبير."

وشمل التضامن سلسلة إدانات حقوقية وصحافية تؤكد وقوفها بجانب قناة أورينت بسبب منعها من العمل في الشمال السوري من قبل ميليشيا الجولاني (هيئة تحرير الشام) وبقية الفصائل المحلية (الجيش الوطني السوري)، وذلك بسبب تسليط القناة الضوء على انتهاكات الفصائل وفضح انحرافها عن المسار الثوري الذي بُذلت لأجله الدماء والأرواح، لاسيما وأن أورينت كانت ثورة إعلامية بحالها حين تبنت ثورة السوريين اليتيمة قبل عشرة أعوام.

ورغم الهجمة الشرسة وسيل الاتهامات الموجهة نحو القناة وكادرها من قبل أصحاب الأجندات المنحرفة عن المسار الثوري، فإن أورينت مازالت ثورية بمهنيتها وأقلامها وأجنداتها الثابتة وستبقى صوت الأحرار حتى النصر وتحقيق الأهداف، لكنها ترفض بكل تأكيد أي مجاملة أو مداهنة في ثوابت الثورة على حساب دماء السوريين مهما كان الثمن إيماناً ويقيناً بأنه "لا يصح إلا الصحيح".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات