بينهم سوريون.. عمدة إيطالي يعترف بإسهامات اللاجئين: لولاهم لاندثرت قريتنا (صور)

بينهم سوريون.. عمدة إيطالي يعترف بإسهامات اللاجئين: لولاهم لاندثرت قريتنا (صور)

تستعيد قرية كاميني الصغيرة بمقاطعة كالابري جنوب إيطاليا نشاطها وحيويتها مع قدوم مجموعة من اللاجئين إليها من بينهم سوريون، حيث باتت تعجّ بالحياة من جديد.

ويقول "بينو ألفارانو" عمدة القرية التي لم يتبقّ منها اليوم إلا نحو 800 شخص فقط إن تأثير المهاجرين على قريته إيجابي جداً بالرغم من أن الحياة أصبحت تبدو مختلفة عما كانت عليه في السابق، وفق ما نقل موقع "مهاجر نيوز".

ويضيف العمدة أنه في السابق كان جميع سكان القرية يتكلمون لغة واحدة إلا أن الأمور تغيرت الآن مع قدوم اللاجئين الذين يتحدثون لغات مختلفة، موضحاً أنه بالرغم من عدم تكلمه اللغة العربية إلا أنه يستطيع التواصل "بلغة الجسد" مع القادمين الجدد.

وحول الأثر الإيجابي للاجئين على القرية أشار العمدة إلى أن البعض يقول إنه يتم مساعدة اللاجئين أكثر من الإيطاليين إلا أن ذلك يرجع إلى أن العديد من الإيطاليين ببساطة لا يريدون الإسهام في بناء المجتمع، وفق تعبيره.

واستطرد: "على أي حال، لست قلقًا بشأن فكرة أن ثقافتنا قد تضيع.. هناك دائمًا عدد أكبر من الإيطاليين أكثر من اللاجئين، والشباب الذين يصلون يتعلمون عن ثقافتنا من خلال المدرسة. من يدري، ربما يومًا ما سيكون أحدهم العمدة الجديد ولعل اسمه يكون محمد، فما المشكلة في ذلك؟".

عمدة القرية

ووفق الموقع فإن قرية كاميني تسعى جاهدة لتحتفظ بمكانتها ضمن مجال السياحة منذ تسعينات القرن الماضي بعدما هجرها معظم سكانها ولم يبقَ منهم إلا نحو 800 شخص فقط، إلا أن قدوم اللاجئين ساهم في إحيائها حيث تم افتتاح مطعم وتوسيع المدرسة الابتدائية فيها وتركيب جهاز صراف آلي.

وتضم القرية وفق الموقع لاجئين من سوريا والمغرب وأفغانستان وليبيا وغيرها من الدول، ما جعل منها مقصداً للمنظمات التي أخذت تضخّ المال إليها، بعدما تم افتتاح تعاونية فيها لدعم اللاجئين، ولمنع الهجرة منها عبر خلق فرص عمل داخلها.

وعملت التعاونية على توظيف 18 لاجئاً للعمل ضمن العديد من الورشات بعضها متخصص بصناعة الخزفيات، وأخرى بالنجارة، فضلاً عن ورشات الملابس والفنون.

ويقول "روزاريو زورزولو" أحد سكان القرية الذي أسس التعاونية إن الوضع تغير منذ عام 2016 مع قدوم اللاجئين حيث حصلت البلدية على تعاقد مع السلطات لتنفيذ مشاريع تتعلق باللاجئين مقابل حصولها على 35 يورو يومياً عن كل مهاجر وذلك لتغطية نفقاته.

وأضاف "لقد خلقنا شكلاً من أشكال الاقتصاد الدائري، بما أن معظم الأشخاص الذين أقابلهم هنا موظفون لديّ".

سوريّة تتميز في القرية

وفي القرية تعيش السورية "أمل أحمد عقلة" التي تصف نفسها وفق ما نقل الموقع بأنها "أول عربية" في قرية كاميني، حيث وصلت أمل البالغة من العمر 43 عاماً وهي أم لخمسة أولاد في عام 2016 بعدما فرت من دمشق في عام 2013 وهربت إلى لبنان.

وبعد ثلاث سنوات أمضتها في المعاناة لأنها بقيت بلا عمل هناك، تمكنت أمل من الاستفادة من برنامج إعادة التوطين الذي تقدمه مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، لتبدأ حياة جديدة في إيطاليا وذلك بعدما خسرت شقيقها ووالدتها بالحرب في سوريا.

وتوضح أمل أنه عند قدومها إلى القرية كان الوضع صعباً في البداية، خاصة بسبب حاجز اللغة، إلا أنها تعلمت الأمور الأساسية باللغة الإيطالية إلى جانب طريقة الغزل على النول، فصارت تغزل السجاد والحقائب في ورشة صغيرة أقيمت في أحد أزقة القرية الضيقة، ليباع ما تنتجه في متجر مجاور للورشة.

وتحصل أمل على نحو 500 يورو بالشهر وذلك من خلال تعاونية كاميني، فإلى جانب استفادتها من المعونة التي تقدمها الدولة الإيطالية، تتلقى تعاونية كاميني تبرعات تصلها من منظمات عديدة.

ورغم أن أمل تشعر بالضيق أحيانا في تلك القرية الصغيرة، إلا أنها تؤكد بأن الناس هنا طيبون ويرحبون بنا، وعقليتهم تشبه عقلية العرب إذ تربطهم علاقة قوية بعائلاتهم ويعيش الكبار في السن مع أولادهم وأحفادهم.. كما إنني لا أشعر بالقلق على ابنتي حال خروجها في المساء داخل هذه القرية، بل أحس بالأمان هنا". 

السوريون في أوروبا

وكان نحو مليون سوري وصلوا إلى أوروبا الغربية في ذروة احتدام الصراع السوري وذلك بعد خوضهم طرقاً بحرية تكتنفها المخاطر، وقضائهم شهوراً أو حتى سنوات في مخيمات يتكدس اللاجئون فيها بأماكن ضيقة، وبعد دفعهم مبالغ طائلة للمهربين. 

وعلى الرغم من مرور أكثر من 11 عاماً على الحرب القائمة في سوريا، لا يزال معظم اللاجئين السوريين يفتقدون أمان العودة إلى بلادهم، ولا سيما أن النظام القمعي الذي فروا من بطشه في المقام الأول لا يزال جاثماً على عرش السلطة.

ويخشى معظم اللاجئين من تعرضهم للاضطهاد في حال عودتهم للمشاركة في الاحتجاجات، أو دعم مناهضي النظام، أو تركهم التجنيد الإجباري في الخدمة العسكرية، أو لمجرد ابتزازهم والحصول على رشوة.

التعليقات (1)

    سوري مُشرد

    ·منذ سنة 6 أشهر
    أي مكان يعيش فيه اللاجئ السوري المستقيم الشريف هو أفضل من العودة لسوريا ليكون تحت رحمة العصابة النصيرية الطائفية الحاكمة و أزلامها من قطاع الطرق و الُمبتزين و الُمشلحين و المُغتصبين .
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات