تجددت اليوم الثلاثاء في عدة مدن إيرانية حركة الاحتجاجات الشعبية، وجاب المتظاهرون شوارع مدينة ماهاباد (شمال غرب) مرددين هتافات "لا نريد الجمهورية الإسلامية"، في حين أضرموا النيران في مكتب ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في مدينة فولاد شهر (غرب)، بحسب ما نشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومنذ نحو 4 أسابيع تشهد مختلف المدن الإيرانية احتجاجات شعبية مستمرة ضد حكومة نظام الملالي وميليشيا الحرس الثوري التي اندلعت إثر مقتل الفتاة مهسا أميني على يد ما يسمى شرطة الأخلاق، وسط تجاوب قطاعات حيوية مع المتظاهرين ودعوات لتجمعات حاشدة غداً الأربعاء.
ونشر المعارض الإيراني محمد مجيد الأحوازي عبر حسابه في موقع "تويتر"، اليوم تسجيلات مصورة للمتظاهرين وهم يحرقون مبنى الهلال الأحمر في مدينة كرمان وسط البلاد، بسبب استخدام سياراته من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية لاعتقال المتظاهرين.
عاجل : حرق مبنى الهلال الأحمر في كرمان بسبب استخدام سيارات الهلال الأحمر من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية لاعتقال المتظاهرين الإيرانيين.#سنندج
— محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) October 11, 2022
#مهسا_امینی
#MahsaAmini pic.twitter.com/6arlyVtBhK
عاجل : اندلاع الاحتجاجات بمدينة مهاباد وشعارهم : لا نريد لا نريد الجمهورية الإسلامية.
— محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) October 11, 2022
#سنندج
#مهسا_امینی
#MahsaAmini pic.twitter.com/Mm31PuGM5m
إضراب عمال النفط
وفي سياق دعم الحركة الاحتجاجية، بدأت بعض القطعات الحيوية بالانضمام إلى صفوف المحتجين، إذ أعلن عمال النفط في مصفاة عبادان جنوب البلاد إضرابهم عن العمل، وذلك بعد يوم واحد من إضراب عمال النفط في مصفاة عسلوية ورأس الميناء في مدينة بوشهر (جنوب).
يأتي ذلك وسط تكثيف قوات أمن الملالي والحرس الثوري حملتها لقمع الاحتجاجات، إذ ذكرت جماعة "هنغاو" لحقوق الإنسان عن وجود مكثف لقوات الأمن في مدن سنندج وساقز وديفانداره (شمال).
ونقلت رويترز عن المنظمة الحقوقية أن خمسة أشخاص على الأقل قُتلوا وأصيب أكثر من 150 في الاحتجاجات منذ يوم السبت الماضي.
دعوات جديدة للتظاهر
ودعت مجموعة من عمال النفط وجماعة "شباب أحياء طهران" -التي بدأت بتشكيل لجان شبابية في أحياء مختلف المدن الإيرانية- لتنظيم تجمعات وإضرابات حاشدة على مستوى البلاد يوم غد الأربعاء.
وذكر موقع "إيران إنترناشونال"، أن مجلس تنظيم احتجاجات عمال النفط، أعلن في بيان أن عدداً من الزملاء اقترحوا تنظيم تجمع، يوم غد، في مفترق طرق عسلويه، وقالوا إنهم سيستمرون في الاحتجاج حتى إطلاق سراح المعتقلين، وأكد المجلس مواصلة الاحتجاجات مع أبناء الوطن كله كل يوم، على حد تعبير البيان.
من جانبها، أكدت مجموعة من طلاب جامعة "تربيت مدرس" في بيان الوقوف إلى جانب الاحتجاجات وعدم العودة إلى الفصول الدراسية مع استمرار القمع الواسع والقتل الوحشي لزملائهم على يد قوى الأمن.
وقالت "إن رد النظام، حتى على طلاب المدارس، هو القمع والترهيب والاعتقال، الرد الذي قد يصعب على المجتمع الدولي تصديقه، لكن ذاكرتنا التاريخية تحمل أيضاً عبء الثمانينيات وسجن الأطفال والمراهقين.. ليوم لسنا في الثمانينيات، اليوم- نحن الشعب- نراقبكم".
وفي وقت سابق، دعا خامنئي، بشكل غير مباشر إلى قمع واسع النطاق للمعارضة بأسلوب الثمانينيات، وقال إن "إله الثمانينيات هو نفس إله هذا العام".
مزاعم إيرانية: أمريكا المتسبب بمقتل مهسا أميني
واليوم أيضاً وخلال مؤتمر صحفي أسبوعي، زعم المتحدث باسم حكومة الملالي علي بهادري جهرمي، أن الرئيس إبراهيم رئيسي أوصى بتوفير مساحة للتعبير عن الاحتجاجات العامة، وإنشاء دور حوار حر في جميع الجامعات.
وبشكل غير مباشر اتهم الغرب وأمريكا بالتسبب بموت مهسا أميني، حين قال جهرمي إن دواء مهسا أميني كان قد تم استيراده بصعوبة بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن جهرمي قوله :" كان من الصعب في كثير من الأحيان استيراد المواد الخام بسبب العقوبات الأمريكية، فلا يمكن الحصول على دعم في مجال تقديم الأدوية، يمنعون دخول الدواء بإجراءات مناهضة لحقوق الإنسان، لكنهم بعد ذلك يزعمون الدعم وهذا الادعاء سخيف".
وتأتي تصريحات جهرمي في سياق محاولات سلطات الملالي بالتنصل من مسؤولية قتل مهسا أميني بعزوه لمرض الفتاة السابق، وليس نتيجة التعذيب والضرب الذي تعرضت له.
غير أن والد الفتاة القتيلة كان قد كذّب التقرير الرسمي، مؤكداً رؤيته لنزيف الدماء من أذني ابنته ومؤخر رقبتها، في إشارة إلى تعرضها لضرب شديد على الرأس.
التعليقات (3)