شهود يكشفون لأورينت عمليات نقل مئات المعتقلين من صيدنايا وفرع فلسطين في شهر واحد

شهود يكشفون لأورينت عمليات نقل مئات المعتقلين من صيدنايا وفرع فلسطين في شهر واحد

بالتزامن مع التقارير التي تحدثت عما يخفيه (سجن صيدنايا) ذاك المكان الذي أُزهقت فيه أرواح عشرات آلاف السوريين، الذين وُضعوا بحسب التقارير الأخيرة ضمن (غرف مليئة بالملح) لحفظ أجسادهم ريثما يتم رميهم في مقابر جماعية، كشف معتقلون عن قيام أجهزة أسد الأمنية بالأشهر الأولى من العام الحالي بنقل قسم من معتقلي صيدنايا وفلسطين إلى أفرع أمنية أخرى، حيث تمت تصفية بعضهم وإطلاق سراح القليل منهم بموجب العفو الأخير الذي صدر في نيسان وشمل عدداً قليلاً جداً من المعتقلين.

الفرز قبل النقل

يقول (مصطفى اليوسف) وهو معتقل سابق ينحدر من حي كرم القاطرجي بحلب لـ أورينت نت: "أنا أحد الذين تم نقلهم من سجن صيدنايا، قبل عملية النقل بأيام بدؤوا بتغيير الزنزانات، لقد تم وضعي في زنزانة جديدة مع 53 شخصاً آخرين، وتارة بالهمس وتارة بالإشارة عرفت أن غالبية من هم معي يواجهون نفس التهم (إيواء مسلحين وتقديم العون للجماعات الإرهابية والمشاركة في أعمال إرهابية)، وللعلم أنا أحد الذين اضطروا للنزوح إلى حلب الغربية منذ عام 2016، وهو العام الذي سقطت فيه حلب الشرقية".

وتابع: "تم اعتقالي سنة 2017 من قبل ميليشيا الأمن الجوي برفقة جاري (عبد المولى طرقجي)، حيث كنا نقطن مع 3 عائلات أخرى في مستودع على طريق المطار، وبعدها بأشهر تم نقلنا إلى سجن صيدنايا بدمشق، حيث بقيت هناك حتى العاشر من شهر شباط الفائت، وقد تم نقلي بعدها إلى سجن آخر مغمض العينين مكبل اليدين، تبيّن لاحقاً أنه فرع المخابرات الجوية التابع لمطار المزة أو كما يُعرف باسم (سجن مطار المزة العسكري)".

400 شخص إلى مطار المزة

وفقاً لـ "اليوسف"، فإن الدفعة التي كان ضمنها والتي تم نقلها إلى مطار المزة العسكري تضمنت نحو 400 شخص، وقد أكد (اليوسف) أنه وخلال فرزهم على المهاجع تمكّن من استراق النظر قائلاً: "استرقت النظر لثوانٍ لقد رأيت حشوداً غفيرة من المعتقلين لا أدري عددهم بالضبط، ولكن تقديرياً هم في حدود الـ 400، وهذا الرقم مرتبط أيضاً بالحافلات التي نقلونا بها، كان هناك حوالي 15 حافلة وقد رأيتها أيضاً بنفس الطريقة التي رأيت بها المعتقلين، سيما وأنهم أجلسونا في الباحة الرئيسية بداية.

أسماء محددة

يروي (عبد المولى طرقجي) وهو جار اليوسف واعتُقل معه وأُرسل معه إلى نفس الوجهة في حديث لـ أورينت نت: "كنت في مهجع آخر غير الذي كان فيه (اليوسف)، وقد حدث ما رواه بالضبط، دخلوا إلى زنزانتنا ليلة الثامن من شباط الفائت، وبدؤوا ينادون بأرقام من كانوا معنا، فالأسماء في الداخل معدومة، وكل سجين يحمل رقماً ينادونه به، لقد اقتادوا 18 من مهجعنا الذي يضم نحو 40 شخصاً.

وتابع: "نفذوا ذات العملية في جميع المهاجع وحتى الزنزانات الانفرادية التي كان بها أحد من تم نقلهم إلى مهجعنا بعد ذلك، على مدار يومين كنا نسمعهم ينادون (الرقم كذا طلاع لعندي)، سمعنا الكثير والكثير من الأرقام، أعتقد أن الذين نقلوهم بلغ ثُلث الموجودين".

وجهة أخرى

وخلال حديث (طرقجي) عن عمليات نقل السجناء، أورد اسم أحد أقاربه وهو (سليم الكجك)، مشيراً إلى أن قريبه كان معتقلاً في فرع فلسطين وأمضى هناك نحو عام، ثم خرج كما خرج (هو وجاره) بموجب (العفو المزعوم) أواخر شهر نيسان الماضي.

وتواصل موقع أورينت نت مع (الكجك)، والذي أكد في حديثه أن عمليات النقل شملت فرع فلسطين أيضاً، وقد كان هو من بين مئات المعتقلين الذين تم نقلهم من فرع فلسطين إلى وجهة أخرى، تبيّن فيما بعد أنها الفرع 220 (فرع الأمن العسكري/فرع سعسع)، وقد ذكر خلال حديثه تفاصيل مشابهة لما أورده (طرقجي) عن عمليات نقل السجناء في سجن صيدنايا، إلا أن الفارق الوحيد هو الوجهة التي تم نقل المعتقلين إليها.

وعن العدد التقريبي للذين تم نقلهم من فرع فلسطين، نفى (الكجك) معرفته بأية تفاصيل حول ذلك معبراً بقوله: "أن تتمكن من معرفة أي شيء هو بمثابة انتحار، كانوا قد قيدوا أيدينا إلى الخلف ووضعوا رؤوسنا فوق مساند مقاعد الحافلات، وأية محاولة لرفع الرأس ينتظرها ركلة من بسطار أحد الحراس أو جلدة من كابل كهربائي كالتي تلقيتها قبل وصولنا بقليل فقط لأنني سعلت".

وكان موقع أورينت قد نقل عن وكالة الأنباء الفرنسية، شهادات حول استخدام ميليشيا أسد في سجن صيدنايا طريقةً خاصة من أجل حفظ جثث المعتقلين القتلى وإبطاء عملية تحللها أثناء عملية تجميعها قبل أن يتم التخلص منها، وذلك عبر وضعهم في غرف تحوي أكواماً من الملح، قبل أن يتم التوجه بهم إلى المقابر الجماعية في منطقة (نجها)، بغض النظر عن أفران حرق الجثث داخل الفرع.

التعليقات (1)

    يحدث في كل السجون

    ·منذ سنة 6 أشهر
    تم نقلهم تمهيدا للافراج بدون اخبار السجين حتى يكون في وضع من الخوف
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات