لقي طارق زيني رئيس نادي تشرين لكرة القدم مصرعه في حادثة سير بعد أن أرهب بتشبيحه باقي الأندية الرياضية على مدى السنوات الأربع الماضية متسغلاً صلاته الأمنية لفرض النادي المنتمي للاذقية بطلاً للدوري مراراً وبالإكراه.
وأفادت شبكات محلية مساء أمس بموت زيني بحادث سير وصفته بالأليم على طريق حمص دمشق أثناء سفره ليرافق النادي في أول مباراة له بالدوري.
وخلافاً للمعتاد، أبدت وكالة سانا التابعة اهتماماً كبيراً بخبر وفاته وأفردت تغطية لمراسم تشييعه ونشرت صوراً لها واصفة رحيله بالمصاب والخسارة الكبيرة للرياضة السورية.
كما نشرت معظم الأندية الرياضية بمناطق أسد منشورات تنعى فيها “زيني”، وكذلك الأمر بالنسبة للاتحاد الرياضي الذي قرر تأجيل انطلاقة الدوري على خلفية مصرع زيني.
محاباة وتشبيح
غير أن ذلك الحزن الذي حاولت إبداءه العديد من الأندية عبر صفحاتها الرسمية لا يعكس واقعاً بل يناقض مكنونات ما تحمله صدور جماهيرها لما عُرف عن زيني من تشبيح وسطوة في ردهات المؤسسات الرياضية.
وخلال الأعوام الأربعة الماضية، استغل زيني تلك العلاقات من أجل احتكار لقب الدوري لصالح نادي تشرين الذي يمثل موالي اللاذقية المعقل التشبيحي الأبرز لميليشيا أسد ومسقط رأس بشار الأسد.
زيني الذي ظهر في إحدى الصور إلى جانب حافظ بن بشار الأسد وباسل بن آصف شوكت، اعتاد على إخضاع اتحاد الكرة وباقي الأندية لرغباته عبر صلاته الأمنية وبات وجود أعتى ضباط أسد بالمدرجات أمراً عادياً ولاسيما اللواء جمال يونس رئيس اللجنة الأمنية في حمص ودير الزور.
أنور عبد الحي يتعذر والطليعة يفجر الفضيحة
سلطات مكّنت زيني من التلاعب بباقي الأندية بل وحتى إهانتها على الملأ، ولعل أبرز مثال على ذلك كان حينما أرغم زيني رئيس نادي الوحدة أنور عبد الحي على الاعتذار بعد فضحه طائفية وحال الرياضة بمناطق أسد إثر نوبة غضب انتابته بعد احتساب ركلتي جزاء لتشرين ضد فريقه في مسابقة الدوري.
وحينها تطرّق عبد الحي إلى تحيّز الحكام لصالح أندية جبلة وتشرين قائلاً في تسجيل مصور: "باللاذقية صفرولهم يلي بدهم ياه وبجبلة صفرولهم يلي بدهم ياه.. بس بالشام كمان بدهم يندعس علينا"، معترفاً بأن تشرين عرض على النادي صفقة تتمثل بأن يقبل الوحدة بالخسارة في الدوري مقابل أن يخسر تشرين أمامه في مباراة كأس الجمهورية.
وتحت ضغط زيني وأتباعه، لم يجد عبد الحي أمامه إلا التراجع للوراء وتبرير تصريحاته السابقة، مدّعياً أنه لم يكن يقصد اللاذقية وجبلة بعينهما بل قصد أن فريقه تعرّض لظلمٍ تحكيميّ في مختلف الملاعب والظروف.
وفي فضيحة أخرى، كشف مدير نادي الطليعة لكرة القدم، فضل النايف، في نيسان الماضي أن مديري أندية الدوري اجتمعوا وقرروا منح اللقب لنادي تشرين، مشيراً إلى أن الحكم رفض منح ناديه ركلتي جزاء في مباراته ضد تشرين ومؤكداً أنه أدرك بأن نتيجة المباراة محسومة لصالح تشرين منذ تعيين الحكم المتحيز.
وعلى مدى المواسم الثلاثة الماضية، احتكر نادي تشرين بطولة الدوري مستغلاً سطوته الأمنية باعتباره أبرز النوادي المحسوبة على الطائفة العلوية والمدعومة من عائلة أسد بشكل مباشر.
وينشط في دوري كرة القدم ثلاثة أندية من اللاذقية هي تشرين، وجبلة الذي يتلقى دعماً أمنياً كذلك من حافظ مخلوف، إضافة إلى نادي حطين المنبوذ الذي يشجّعه سُنّة المحافظة فقط.
ومنذ وصول عائلة الأسد إلى السلطة، عمدت الأجهزة الأمنية إلى فرض هيمنتها على مفاصل الرياضة السورية وتسييسها، ما انعكس سلباً على النتائج على كافة الأصعدة.
التعليقات (7)