ضابط يعلن انشقاقه "رمزياً" عن الجيش الوطني بسبب تعرضه لاعتداء وحشي من شبيحة الفصائل

ضابط يعلن انشقاقه "رمزياً" عن الجيش الوطني بسبب تعرضه لاعتداء وحشي من شبيحة الفصائل

"يا للعار يا للعار.. "شبّيحة صاروا ثوار".. هؤلاء فوق الثورة وفوق الجميع ولديهم حصانة ولا يستطيع أي أحد مهما كان محاسبتهم حتى لو كان من أوائل الثوار، أو من أوائل الضباط المنشقين الذين ضحوا بكل شيء من أجل كرامة شعبهم وحريته".

هذه كلمات توصّف حال المناطق "المحررة" بريف حلب، وتطورات التشبيح والفلتان الأمني الذي دفعت أحد الضباط في صفوف الجيش الوطني السوري الرائد (مصطفى عيسى) ليعلن انشقاقه (رمزياً) عن كافة المؤسسات الخلبية المحسوبة على الثورة على خلفية الاعتداء عليه بالضرب وإهانته من قبل شبيحة (أمنية كاوا) التابعين (للجبهة الشامية) أحد فصائل الجيش الوطني بريف حلب "المحرر".

وكتب العيسى على صفحته في "فيس بوك" على خلفية الاعتداء عليه وعدم محاسبة الشبيحة المعتدين بعد نحو أسبوعين على الجريمة: "رسالتي إلى وزير الدفاع وإلى رئيس إدارة الشرطة العسكرية وإلى قادة الفصائل كلها.. أعلن انشقاقي عن المؤسسات الخلّبية الوهمية للثورة التي تستقوي على الضعيف وتقف جنب الشبّيح، وانضمامي إلى شريعة الغاب وشريعة الذئاب التي تمشي عليها قيادات الفصائل، ولن أخضع لأي قانون بالشمال المحرر حتى تتم محاسبة الشبيحة الذين ارتكبوا هذا الجرم".

وأضاف الضابط: "لأتفاجأ بعد 13 يوماً أنهم كلهم عاجزون عن محاسبة هؤلاء الشبيحة.. لذلك لا يسعني إلا أن أقول لهم جمعيا سوف آخذ حقي بيدي وعن طريق أهل محافظتي كوني من إدلب ومن أول الثوار المنشقين، وأعلن عن انضمامي لقانون الغاب (القوي ياكل الضعيف) السائد عن القيادات في الشمال”، بحسب تعبيره.

كلمات الضابط لا تصف حالة الاعتداء عليه وحسب، وإنما توصّف الحال الذي وصلت إليه المناطق "المحررة" شمال حلب، حين بدأت بمشروع وطني يجسّد روح الثورة ومبادئها، وانتهت بواقع تشبيحي يعيد للأذهان واقع مخابرات أسد وشبّيحته التي كانت تدوس كرامة السوريين وتتجاوز كل القوانين وتأمن المحاسبة والمسائلة.

اعتداء على القيم والرتب

وقعت الجريمة في 8 من الشهر الحالي، من خلال خمسة أشخاص مسلّحين أحدهم ملثّم ويرتدي الزي العسكري وينتمون لعصابة (أمنية كاوا) التابعة (للجبهة الشامية) دخلوا في المساء إلى محل تجاري في منطقة عفرين بهدف السؤال عن أحد المطلوبين للقضاء، وهو ابن صاحب المحل وينتمي لصفوف الجيش الوطني أيضاً، بحسب ما روى والده (محمد علي أبو وحيد) على صفحته في فيس بوك.

ويقول أبو وحيد في منشوره إن العناصر دخلوا محلّه وسألوا عن صهره زوج ابنته، وقالوا له أنت معتقل، فرد عليهم الصهر بأنه عنصر في الجيش الوطني، وسألهم عن سبب الاعتقال، فكانت الإجابة أن عليه دفع مبلغ قدره (50 دولاراً)، وحينها تدخل الأب (أبو وحيد) وقال للعناصر "المشكلة بسيطة، خذوا مني المبلغ وسنذهب للمخفر بسيارتي لإقفال الضبط"، فقاطعه العنصر الملثّم قائلاً: "سنأخذه غصب عنكم".

في تلك اللحظة تدخل الضابط الرائد (مصطفى العيسى) والذي كان يجلس صدفة في المحل ذاته بقرب صديقة أبو وحيد وقال للشبّيحة إنه ضابط يتبع لفصيل (السلطان مراد) وأخرج لهم هويته العسكرية وقال إن المشكلة بسيطة لا تستدعي كل هذا العناد، ليقوم العنصر الملثم بالرد عليه مستهزئاً : "وإذا ضابط، بدي آخده يعني بدي آخده"، فقال له الضابط إن هذا الأمر ليس من اختصاصك وإنما من اختصاص الشرطة العسكرية واتصل بالشرطة العسكرية للحضور فزاد الأمر غضب العنصر الملثم وقال للضابط: "إذا بيجي الله بدي آخده، ورجع خطوتين للوراء وأطلق رصاص بندقيته بين أرجل الجميع وصار يشتم ويكفر". 

ويكمل أبو وحيد القصة ويقول: "نتفاجأ بثلاث سيارات تقف أمام المحل وينزل منها مسلحون لينهالوا بالضرب والشتم للجميع ويريدون اعتقالي مع الضابط، تجمعوا جميعاً فوق الضابط وفتحوا صندوق السيارة يريدون وضعه داخله وهم يقولون له ستعرف كيف إنك ضابط عندما ننزلك للقبو عنا، في تلك اللحظة وصلت دورية الشرطة العسكرية وحاولت تخليصنا من بين أيديهم فقاموا بضرب عناصر الدورية وأشهروا عليهم السلاح، في النهاية استطعنا أن نركب بسيارة الشرطة العسكرية والتي بدورها نقلتنا إلى المشفى لمعالجتنا، تم تنظيم ضبط بالحادثة ورفع دعوى ضد من يسمون أنفسهم (أمنية كاوا)".

زيارات صورية وحصانة للشبيحة

لكن القصة لم تنتهِ كما ينص القانون العسكري والمدني بإنصاف المعتدى عليهم من شبيحة محسوبين "ظلماً وبهتاناً" على ثورة السوريين، ومفروضين على المناطق المحررة، بل بقي الشبيحة متفلتين من العقاب وبحصانة وحماية من كبار القياديين في الجيش الوطني الذين اكتفوا بزيارات "صورية" للضابط العيسى الذي ما زال يتلقى العلاج في أحد مشافي المنطقة.

وفي الصدد كتب العيسى على صفحته في "فيس بوك" تعليقاً على مآلات القضية: "تتوالى الوعود بتسليمهم (شبيحة كاوا) للقضاء ومحاسبتهم على جريمتهم، وكانت كل هذه الوعود والتطمينات ما هي إلا كسباً للوقت وتمييع للقصة لتهدأ النفوس ومحاولة نسيان القصة بالترهيب تارة وبالترغيب تارة أخرى، لنتفاجأ اليوم بأنهم لا يستطيعون تسليم المطلوبين وأن هؤلاء لديهم حصانة وأنهم فوق الثورة وفوق الجميع ولا يستطيع أي أحد مهما كان محاسبتهم حتى لو كان من أوائل الثوار أو من أوائل الضباط المنشقين الذين ضحوا بكل شيء من أجل كرامة شعبهم وحريته ".

فيما أشار أصحاب القضية إلى أن العنصر الملثم وقبل الحادثة بعشرين يوماً "كان يعمل عتالاً بسوق الهال وأصبح ثائراً يرفع سلاحه بوجه الثوار الأوائل الذين دافعوا عن أهله وعرضه عندما كان يرضع من ثدي أمه"، بحسب (أبو وحيد) الذي ختم منشوره بعبارة: "أقولها وأكررها يا للعار يا للعار شبّيحة صاروا ثوار".

وكان مصطفى العيسى انشق عن ميليشيا أسد حين كان برتبة نقيب، انحيازاً لثورة السوريين ورفضاً لقتل الشعب السوري قبل عشرة أعوام، وشارك بمعارك واسعة ضد الميليشيات، ولا سيما معارك أحياء حلب الشرقية حتى نهاية عام 2016، وتعرض لإصابة حربية سابقة في المعارك، ويتبع حالياً لفصيل (السلطان مراد) التابع للجيش الوطني بريف حلب.

التعليقات (3)

    محمد شفيق

    ·منذ سنة 8 أشهر
    يجب محاسبة هذا العنصر الملثم المجرم واحالته للقضاء العادل لينال جزاؤه هو ومن معه ومن يشد على يديه

    ابوجهاد العظيم العرا

    ·منذ سنة 8 أشهر
    اخي كانو يشربوا حليب الخمسة والعار والخيانة وعمالة النظام هم ومن تمتد يده إلى كل ثائر شرف حتى ولو بي كلمة كلامك الذي نشرته والأحداث التي تحدثت عنها صحيحة ودقييقة وانا رئيته بي عيني في حلب

    عبد الله ابو طالب

    ·منذ سنة 8 أشهر
    أنا كنت شاهد على ما حصل وفعلا افعال تضاهي تشبيح عصابات الاسد لكن للاسف من رأى ليس كمن سمع فالضابط الذي تم الاعتداء عليه مصاب سابقا ويده اليمنى واليسرى شبه عاجزتين ولم يمنعهم هذا الامر من الاعتداء على الرجل
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات