نشطت حركة بيع وشراء العقارات في منطقة جنوب دمشق مؤخراً بعد صدور المخطط التنظيمي لمنطقة جوبر شرق العاصمة نتيجة مخاوف كبيرة من قبل السكان المحليين من مصادرة أملاكهم بالمخططات التنظيمية والعقارية التي تقدمها حكومة ميليشيا أسد وتقضم بموجبها قسم كبير من أملاك القاطنين والمهجرين قسراً كما فعلت سابقاً بأبناء حي القابون وجوبر، وغيرها من محيط العاصمة دمشق.
حركة بيع نشطة وأثمان زهيدة
وقال مصعب زيادة ناشط حقوقي من جنوب دمشق لموقع أورينت نت، إن ظاهرة بيع العقارات في بلدات جنوب دمشق يلدا وببيلا وعقربا وبيت سحم والزاهرة والتضامن والحجر الأسود ومخيم اليرموك والقدم ازدادت بشكل ملحوظ خلال شهر تموز الحالي، وذلك نتيجة مخاوف كبيرة من الأهالي من خروج قسم كبير من عقاراتهم بالمخططات التنظيمية التي تعد لها حكومة أسد بعد إصدار مخطط جوبر وما حولها.
وأضاف "زيادة " أن عملية شراء العقارات تتم عبر سماسرة محليين من آل البقاعي والطويل ودعبول وغيرهم لصالح رجال مرتبطين بالميليشيات الإيرانية، ويجري الحديث عن تحويل قسم كبير من هذه العقارات إلى فنادق وأوتيلات للزوار الشيعة الذين يقدمون لزيارة منطقة السيدة زينب المحاذية لبلدات جنوب دمشق والبيع يكون بربع قيمة العقار الحقيقي أو حتى 15 % فقط من قيمته.
وذكر مصعب أن الشرطة العسكرية الروسية موجودة فقط على حواجز ومداخل بلدات جنوب دمشق ولكن الميليشيات الشيعية وعناصر الفرقة الرابعة تتجول في داخل البلدات وتفرض نفوذها وهو ما يتيح ضغطاً كبيراً على الأهالي لبيع ممتلكاتهم والتوجه نحو مناطق أخرى بعيدة عن السيطرة الإيرانية.
تمدد إيراني عقاري بطابع ديني
وتحدث تقرير سابق لأورينت نت، أن مؤسسة لها طابع ديني تسعى للتمدد العقاري في محيط بلدة السيدة زينب وذلك عبر شراء عشرات المنازل والشقق السكنية من أصحابها بشكل مباشر في بيبيلا وذلك لتحويلها لشقق فندقية للزوار الشيعة، كما تم شراء مصانع أيضاً من بلدة عقربا المجاورة.
وذكر التقرير أن عمليات الشراء تتم عبر أحد السماسرة في بلدة يلدا وتم رصد مجموعة من النساء والرجال العراقيين واللبنانيين والإيرانيين يشترون مزارع وبيوت في المنطقة خلال الفترة الأخيرة، وذكر أن رجال أعمال إيرانيين تملكوا مزارع على واجهة طريق "بيبيلا- السيدة زينب" الرئيسي.
سلب أملاك المهجرين
وبسياق متصل أظهرت وثيقة حصلت عليها "أورينت نت" في الشهر الجاري أن ميليشيا أسد لم تقف عند التهديدات وسن القوانين والتشريعات بالنسبة لأملاك المهجرين قسراًَ، وإنما انتقلت لمرحلة تنفيذية تتمثل بوضع إشارة حجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة لمواطنين يقيمون في تركيا وأوروبا، وأوصلت رسالة تهديد مبطنة لأصحاب تلك الأملاك، في حال السؤال عن سبب الحجز، لا سيما وأن أغلب قرارات الحجز الصادرة مؤخراً تتضمن أسباباً غير منطقية مثل تهريب بضائع خلال عام 2020، علماً بأن أصحاب الأملاك تم تهجيرهم من سوريا خلال السنوات الأولى من الثورة.
مخطط ضواحي دمشق
ومع نهاية شهر حزيران المنصرم، أصدرت محافظة دمشق التابعة لميليشيا أسد ما سمته المخطط التنظيمي التفصيلي رقم 106 لتعديل الصفة العمرانية للمناطق العقارية التابعة في معظمها للغوطة الشرقية "جوبر، قابون، مسجد أقصاب، عربين، زملكا، عين ترما" من منطقة (ب) حماية و (س) زراعية داخلية و( ج ) توسع سكني إلى منطقة ( د) مناطق قيد التنظيم وفق إعلان المحافظة.
وبحسب ما نقلت وكالة أنباء نظام أسد "سانا" وقتها فإن هذا التعديل التنظيمي لمحافظة دمشق جاء وفق الحدود المبينة على المصور ومنهاج الوجائب ونظام البناء الملحقين به لمنطقة جوبر.
وقال مدير التنظيم والتخطيط العمراني في حكومة أسد المهندس حسن طرابلسي إنه تم الإعلان عن المخطط التنظيمي لحي جوبر وما حوله في بهو مبنى المحافظة، ويمكن لأصحاب العلاقة الاطلاع عليه وتقديم الاعتراضات لمدة ثلاثين يوماً وطلبات الاعتراضات ستحال إلى اللجنة الإقليمية لدراستها ومعالجة الاعتراضات المحقة وفقاً لأحكام المرسوم 5 لعام 1982 وتعديلاته ،وفق تعبيره.
التعليقات (1)