كشف تقرير حقوقي كيف قام "بشار الأسد" وميليشياته بتضليل المجتمع الدولي خلال عقد من الزمان حول ما يجري في سوريا، مستخدماً في ذلك شخصيات عالمية وأفراداً ومؤسسات دولية وعلى رأسهم المغني البريطاني "رودجر ووترز" مؤسس فرقة "بينك فلويد Pink Floyd".
وفي دراسة جديدة أصدرها معهد “الحوار الإستراتيجي” (ISD) وحملة “من أجل سوريا” بيّن المركز كيف سعى الأسد لتضليل المجتمع الدولي حول الثورة في سوريا، وذلك عبر تحريف مباشر للحقائق وتشويهها وتكذيب المجازر والقصف بالكيماوي التي جرت في حلب وغوطة دمشق وإدلب، وغيرها من المناطق.
وأشار المعهد إلى أن "الأسد" يستخدم مجموعة من المضللين المدعومين من روسيا لتزييف الحقائق، الأمر الذي عرّض حياة الناس للخطر وعطّل المجتمع الدولي عن تحقيق أي تغييرات سياسية في سوريا، بحسب تعبيره.
أرقام صادمة
وأضاف المعهد أن الباحثين حددوا 28 فرداً ومنفذاً ومنظمة قاموا بنشر معلومات مضللة حول ما يحدث في سوريا دعماً للأسد، كما تمكنوا من تحديد 47 ألف تغريدة على تويتر و81 منشوراً على فيسبوك نشرت معلومات مضللة عن سوريا بين كانون الثاني 2015 وكانون الأول 2021، حيث تمت مشاركة هذا المحتوى مباشرة مع 3 ملايين شخص.
ولفت التقرير إلى أن 19 ألف منشور مضلل تم تداولها من قبل هؤلاء، في حين أعيد تغريده أكثر 670 ألف مرة، ما يشكل نوعاً جديداً من الحروب الإلكترونية أطلق عليها الباحثون اسم (الوهم الخطير الناتج عن تدفق المعلومات غير المفلترة).
مشاهير ومؤسسات تشبيحية
وأوضح المعهد أنه استخدم تطبيقي “براندواتش” و“كراود تانغل” لملاحقة الصحفيين والمنظمات والجهات التي روجت لدعاية المؤامرة الخاصة بميليشيا أسد، ومن بينهم الصحفية البريطانية "فانيسا بيلي" التي وصفت لقاءها بالأسد بأنه أكثر لحظات حياتها فخراً، وقامت بتضليل إعلامي داخل مجلس الأمن.
ومن الجهات التي كانت جزءاً من حملة التضليل الإعلامي التابع لأسد موقع “غراي زون” الذي يعمل للتقليل من شأن انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الأنظمة الديكتاتورية ومحاولة رفض وجود التطهير العرقي المثبت بالدلائل، كما حدث بالصين ضد شعب الإيغور في إقليم شينجيانغ.
ومن المشاهير المغني البريطاني رودجر ووترز مؤسس فرقة "بينك فلويد" الذي فاجأ الجميع بإحدى حفلاته عام 2018 لينفي فيها قيام الأسد بالهجوم الكيماوي على الغوطة الشرقية، وأن الأخبار عن ذلك مزيفة، إضافة إلى اعتباره “الخوذ البيضاء" منظمة وهمية موجودة فقط للترويج للجهاديين والإرهابيين على حد زعمه.
تشبيح وتهديد بالقتل
وذكر المعهد الحقوقي في تقريره أن ميليشيا أسد وحلفاءها يقومون بتهديد كل من يكشف أمرهم ويبين حقيقة ما يحدث في سوريا حيث تلقت الصحفية في “الغارديان” أوليفيا سولون تهديدات بالقتل لكتابتها عن التضليل التي تدعمه روسيا والذي يستهدف الخوذ البيضاء بالدرجة الأولى.
كما وصلت رسائل التهديد للمصور "محمود رسلان" من حلب والذي نالت صورة التقطها لإجرام أسد على مدينته شهرة كبيرة ما جعل الشبيحة يهددونه بقصف منزله.
تقاعس المجتمع الدولي
وأردف التقرير أن هذا التضليل المتعمد من قبل الأسد وحلفائه ساهم في تقاعس صنّاع القرار عن اتخاذ خطوات جدية بما يتعلق بسوريا ومنع الفظائع التي يرتكبها الأسد وميليشياته هناك، كما أدى بطبيعة الحال إلى سياسات معادية للاجئين السوريين في العالم وذلك من خلال المعلومات مغلوطة حول تحول البلاد إلى مكان آمن ما دفع دولا أوروبية لنبذ اللاجئين.
التعليقات (7)