نفى الجانب الأردني الأنباء المتداولة حول إنشاء منطقة آمنة بدعم عربي ودولي على حدود المملكة مع سوريا، في ظل خطر إيراني متزايد على الحدود الأردنية بدعم مباشر من ميليشيات أسد وإيران (الفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني)ـ
ونقلت وكالة "عمون" الأردنية عن مصدر مسؤول لم تسمه، اليوم الخميس، نفيه “بصورة قاطعة” لما تردّد من أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلّق بإنشاء منطقة آمنة على الحدود السورية الأردنية.
وأوضح المصدر أنه "لم يُطرح أي شيء من هذا القبيل على الإطلاق"، مؤكداً أن بلاده لا تفكّر بإنشاء المنطقة الآمنة، كما روّجت بعض المصادر الإعلامية السورية خلال اليومين الماضيين.
وكان موقع "تجمّع أحرار حوران" المحلي نقل قبل يومين عن المحامي السوري المعارض (سليمان القرفان) قوله إن إنشاء منطقة آمنة على امتداد الحدود السورية الأردنية وبعمق يصل إلى أكثر من 35 كيلومتراً، "بات وشيكاً أكثر من أي وقت مضى".
وذكر القرفان أن اجتماعاً جرى قبل شهر في دولة الإمارات وحضره 10 قادة من فصائل المعارضة وبينهم (القيادي السابق كنان العيد الذي اغتيل قبل أيام)، حيث جرى خلال الاجتماع مناقشة خطورة الوجود الإيراني على الجانب الأردني، ولذلك "فقد تقرّر إنشاء المنطقة الآمنة بموافقة الإمارات والسعودية والأردن ومصر، ومباركة أمريكية – إسرائيلية، لوضع حد للنفوذ الإيراني في الجنوب السوري"، بحسب تعبيره.
وبدأ الحديث عن نية الأردن إنشاء منطقة آمنة على حدوده مع سوريا، منذ إعلان النفير العسكري على الحدود الأردنية للتصدي للخطر الإيراني وخاصة شبكات تهريب المخدرات والأسلحة باتجاه الأراضي الأردنية بدعم مباشر من نظام أسد وميليشياته المنتشرة جنوب سوريا.
المساعدة الأمريكية
واستبعد الدبلوماسي السوري المعارض بسام بربندي فكرة المنطقة العازلة، وقال في حديث سابق مع أورينت إن مطالب الأردن تركزت على طلب المساعدة الأمريكية من أجل ضبط الحدود مع سوريا.
وأضاف: “فكرة المنطقة الآمنة في الجنوب هي فكرة قديمة، لكن النموذج الذي قدّمته فصائل الجنوب سابقاً لا يشجّع عمّان ولا واشنطن على إقامتها، لذلك أعتقد أن الملك عبد الله طلب من إدارة بايدن مبدئياً تقديم مساعدات تقنية واستخباراتية من أجل احتواء خطر الميليشيات الطائفية والمشروع الإيراني الذي يبدو واضحاً أنه بدأ يركّز على اختراق الأردن وعلى مختلف الصعد، بما في ذلك نشر التشيّع، بالإضافة طبعاً إلى تهريب المخدرات والسلاح، واستخدام المملكة، إلى جانب كل ما سبق كممر جديد نحو دول الخليج العربي، وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية”.
وكان الملك عبد الله الثاني دعا الشهر الماضي إلى تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي “الناتو”، تشترك فيه ما وصفها بـ”الدول التي تمتلك نفس التفكير”. مشدداً على أنه سيدعم هذا التحالف.
وأشار عبد الله الثاني إلى أن انتشار الميليشيات الشيعية على حدود بلاده أصبح يشكّل خطراً على أمنها القومي لانشغالها بتهريب المخدرات والأسلحة، لافتاً إلى أن هناك إشاراتٍ لعودة تنظيم داعش إلى المنطقة مجدداً.
ولفت الملك الأردني إلى أن رؤية مثل هذا التحالف العسكري “يجب أن تكون واضحة جداً، ودوره يجب أن يكون محدداً بشكل جيد، وإلا فسيكون مُربِكاً للجميع”.
كما حذر العاهل الأردني في وقت سابق من “تصعيد المشاكل” على حدود بلاده مع سوريا بسبب زيادة النفوذ الإيراني وتراجع الوجود الروسي، في ظل خطر غير مسبوق تشهده الحدود الأردنية مع سوريا بسبب عمليات تهريب المخدرات المتكررة، والتي أدّت عدة مرات لاشتباكات بين حرس حدود الأردن والمهرّبين، قُتل على إثرها عدد من عناصر حرس الحدود الأردني.
التعليقات (2)