كشف وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، تفاصيل جديدة تعلن لأول مرة حول عملية قتل قائد ميليشيا فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وقال بومبيو في مقابلة مع قناة "العربية"، إنه سمع تحذيرات مفادها أنه إذا قُتِل الجنرال قاسم سليماني فإن ذلك سيؤدي إلى حرب، وهي التحذيرات نفسها التي سمعتها الإدارة الأمريكية حين قررت الانسحاب من الاتفاق النووي، وأيضاً حين نقلت سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
مخطط لقتل 500 أمريكي
وأكد بومبيو أن أمريكا قامت بقتل قاسم سليماني لأنها على أهبة الاستعداد لحماية شعبها، ولأن سليماني كان منخرطاً في مخطط لقتل 500 مواطن أمريكي، وقد تمكنت الإدارة الأمريكية من الإطاحة بذلك المخطط.
وأردف بومبيو أن أمريكا عملت على حماية أصولها في العراق ومواطنيها في سوريا وفي كافة أرجاء العالم منذ فترة طويلة جداً.
ولفت إلى أن واشنطن كانت تراقب تحركات فيلق القدس، وكانت تعمل على مشروع قتل سليماني بشكل مستمر حتى تسنّت لها الفرصة لإيقاف هجوم وشيك على الموارد والأصول والمواطنين، فأصدر الرئيس الأمريكي القرار بالقضاء على سليماني.
وبالرغم من مضي أكثر من سنتين على مقتل سليماني بضربة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي، إلا أنه منذ ذلك الوقت وحتى الآن بقيت تفاصيل الحادثة مُبهمة، إلا أن معلومات جديدة كَشفت مؤخراً أن 3 فرق أمريكية كانت موجودة في العراق آنذاك، راقبت المكان من مواقع مخفية في مطار بغداد بانتظار استهداف سليماني.
تنكّروا بزيّ عمال الصيانة
ولفت تقرير نشره موقع "ياهو نيوز" إلى أن عناصر من تلك الفرق كانوا متنكّرين بزيّ عمال صيانة، في حين اختبأ آخرون في مبانٍ قديمة أو مركبات على جانب الطريق.
كما كشفت المعلومات أن بغداد شهدت في ذلك اليوم ليلة باردة ملبَّدة بالغيوم، وتم إغلاق الجانب الجنوبي الشرقي من المطار في غضون مهلة قصيرة لإجراء تدريب عسكري أو هكذا أُبلغت الحكومة العراقية.
في حين تمركزت فرق القناصة الثلاث على بعد 600 إلى 900 ياردة من منطقة الاستهداف على طريق الوصول من المطار، وكان لأحد القناصين منظار رصد مزوَّد بكاميرا تم بثّها مباشرة إلى السفارة الأمريكية في بغداد، حيث كان يتمركز قائد قوة دلتا الأرضية مع طاقم دعم.
تحديد الهدف
وكانت الطائرة التي تُقلّ سليماني قَدِمت من دمشق ليل 3 كانون الثاني 2020 متأخرة عدة ساعات عن الموعد المحدد، ثم حلّقت 3 طائرات أمريكية بدون طيار في سماء المنطقة.
وأثناء تحرك الطائرة بعيداً عن المدرج باتجاه الجزء المغلق من المطار، قام أحد العناصر الأكراد المتنكّرين بزي طاقم أرضي بتوجيه الطائرة إلى التوقف على المدرج.
وعندما نزل الهدف من الطائرة كان العناصر الأكراد الذين تظاهروا بأنهم مسؤولو الأمتعة حاضرين للتعرف إليه فوراً.
ووصل سليماني إلى مطار بغداد الدولي، واستقل مع من معه مركبتين، وانطلقوا بينما كان القناصون بانتظارهم.
بعدها، انسحبت السيارتان، إحداهما تقل سليماني إلى الشارع لمغادرة المطار، وبينما حلقت الطائرات المسيّرة الثلاث، اثنتان منها مسلحتان بصواريخ هيلفاير، كانت أسلحة القناصة جاهزة مصوّبة باتجاه الهدف.
كلب إيران المدلّل
ويعد سليماني من أبرز القادة العسكريين ومهندس سياسة إيران "العسكرية" خارج البلاد، وشكل مقتله ضربة كبيرة جداً اعتبرها مراقبون جرحاً لا يُداوى.
وشغل سليماني الذي أمر بالعديد من المجازر بحق المسلمين السنّة في سوريا والعراق، منصب قائد ميليشيا “فيلق القدس”، إضافة إلى نشاطه مع ميليشيات حزب الله في لبنان و"فاطميون" و"زينبيون" وغيرها.
التعليقات (4)