أجواء عيد الفطر تكسر برودة غربة السوريين في ألمانيا (صور)

أجواء عيد الفطر تكسر برودة غربة السوريين في ألمانيا (صور)

رغم بعد المسافات التي تفصل السوريين في ألمانيا عن وطنهم، ورغم السنوات التى قضوها مهجّرين، إلا أن تجمعات الإفطار فى رمضان وطقوس الشهر الكريم والتحضيرات التي تسبق الاحتفال بعيد الفطر تكسر من برودة وقسوة الحياة في بلدان المهجر، وتعيد للذاكرة طقوساً روحانية واجتماعية فريدة لطالما افتقدوها ويحتاجونها.

ويتحضّر خلدون للسفر من برلين إلى مدينة لايبزغ حيث تعيش أخته، ليكونا معاً خلال أيام عيد الفطر، ويقول لـ"أورينت نت": "المناسبات الدينية مثل شهر رمضان المبارك وعيد الفطر وعيد الأضحى، فرصة للتجمّع مع الأهل والأقارب والأصدقاء، نمط الحياة في ألمانيا مختلف عنه في بلدنا، وأنا لا أستطيع أن ألتقي مع بيت أختي إلا في هذه المناسبات".

يعمل خلدون في شركة "أمازون" للتجارة الإلكترونية، وبحكم عمله لساعات طويلة في توصيل الطلبات، يشعر بأن حياته الاجتماعية في ألمانيا شبه متلاشية، لذلك يجد في المناسبات والطقوس الدينية "علاجاً روحياً" كما يصف: "أحاول دائماً أن أرتّب إجازاتي السنوية مع المناسبات الدينية وأوزّعها أسبوعاً في رمضان وأسبوعاً لكل عيد".

ويختم خلدون: "بالتأكيد أجواء العيد تختلف هنا عنها في بلدنا، والأهم من ذلك أننا كسوريين لم نعد بالحالة النفسية والمزاج الطبيعي عما كنا عليه قبل عشر سنوات، الضغوط النفسية وظروف التهجير ومشاهد المجازر التي ارتكبها النظام بحقنا وآخرها مجزرة التضامن، تجعل من الأعياد مثلها مثل باقي الأيام لكن نحاول أن نجاهد أنفسنا ونخلق هذه المساحة من الأمل لنا ولأبنائنا".

وتحاول الجالية المسلمة في ألمانيا إحياء طقوس روحانية في رمضان وعيد الفطر، وهذا ما تتحضر له بلدية حي نويكولن وسط العاصمة برلين، لإقامة فعاليات مجتمعية في شارع العرب من خلال تنظيم إفطار جماعي في آخر يوم في رمضان. 

وفي عام 2021 ، أعلنت دراسة للمكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين، أن عدد المسلمين في البلد زاد على نحو ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وحسب الدراسة التي أعلن عنها المكتب في نورنبيرغ مع وزارة الداخلية الألمانية، يعيش نحو ستة ملايين مسلم في ألمانيا، وهو ما يعادل 6.4 في المئة إلى 6.7 في المئة من إجمالي السكان، ومقارنة بنتائج آخر دراسة أجريت عام 2015، زاد عدد المسلمين بنحو 900 ألف شخص.

 

وتهون الأرض إلا موضعاً

ينطبق بيت شعر أمير الشعراء أحمد شوقي القائل فيه: قد يهون العمر إلا ساعة وتهون الأرض إلا موضعا، على الشاب حسن، ولا سيما بعد أن باءت كل محاولاته للقاء أهله طيلة السنوات الثماني الماضية بالفشل. غادر سوريا نهاية 2014، وهذا العام عيد حسن عيدان حيث تمكن أهله من السفر إلى السعودية بعد أن تمت دعوتهم من ابنتهم المقيمة في مدينة أبها، كما تمكن حسن من استصدار تأشيرة لأداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان والتي تتيحها المملكة العربية السعودية كل عام.

ويقول حسن لـ"أورينت نت": "ينتابك شعور بأن تلتقي الأهل بعد كل هذه السنين الطويلة لا يمكن وصفه، وتعجز أي لغة أن تحيط به، طيلة السنوات الماضية لم أشعر أن هناك عيداً أو رمضان، لكن هذا العام هو رمضان وعيد لكل العمر، كنت أتمنى أن ألتقي عمي أبو عمار لكن النظام لم يمنحه تأشيرة للخروج من سوريا".

وأضاف حسن: "عيدنا الأكبر كسوريين يوم زوال النظام وتحقيق العدالة لكل أهالي الضحايا السوريين، وعزاؤنا الصادق لأهالي المكلومين من حي التضامن، فجرحهم جديد ونكأ جراح كل السوريين معه".  

ورسمياً، هنّأ كل من المستشار الألماني أولاف شولتس، ووزيرة الخارجية آنالينا بيربوك، المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك، وقال شولتس في تغريدة عبر موقع "تويتر": "أعزائي المسلمين مع بداية شهر الصيام أتمنى لكم فترة من التأمل والسعادة مع عائلاتكم، رمضان مبارك".

من جانبها، نشرت وزارة الخارجية الألمانية مقطعاً مصوّراً على "تويتر" لتهنئة الوزيرة بيربوك المسلمين بشهر رمضان.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات