البلاد فارغة.. لا أحد هنا!

البلاد فارغة.. لا أحد هنا!

طالما نحن إرهابيون، فلماذا لا نخلع عن وجوهنا ملامح الحَمَل الضحية، ونتدرب على أن نكون ذئاباً ولو لمرة واحدة، وأخيرة كي ننجو من هذا المصير!.
لن تقنعهم مسوح القداسة، ولا طيبتنا التي تبلغ حد الهبل والسذاجة، ولن يردعهم عن سحقنا كل هذا التماهي في عشق السلام والتسامح والانصياع!
الذين يُقتلون في بلدنا اليوم هم نحن.
جثثنا هي المرمية هناك لا تجد من يهيلُ عليها حفنة تراب.


إنهم يحاصرون آخر ما تبقى من كرامة العرب ونخوتهم ويطلقون عليها النار، وصراخ الجماهير في التظاهرات الفقيرة مجرد استغاثة لن يستجيب لها أحد.
فلا أحد هنا.. كلّ هذه البلاد فارغة من الرجالات.. كل هذه العواصم خالية من الجيوش. العالم العربي كله شيطان أخرس.. الشعوب مجرد حنجرة ولافتات.. والحكومات تختبىء تحت عروشها محاصرة بالعار،.. كم من القرون سنحتاج كي نخفّف عنا وطأة هذا العار؟!


يا خجلَ التاريخ، كيف سنكتبُ على صفحاته لأجيالنا القادمة سيرة البطولات!
شهداء سورية على مرّ أحد عشر عاماً منا براء، نحن لا نستحق الانتماء إلى نسل الواقفين بصدورهم العارية أمام الموت!..
من أين نأتي بكلّ هذه الجرأة لنحدّق في مرايانا. ما أبشعنا ونحن مجرد متفرّجين!
ما أكثر تفاهتنا حين نعلّق آمالنا على مشاجب المأجورين!


لا تنتظروا موقفاً من قطيع وطني أو عربي تحرّكه عصا أميركا والأنظمة المباعة لها، كيفما تشاء فالقوات المسلحة العربية لا تحرس حدود الكرامة،.. إنها تحرس عروش السلاطين لا أكثر ولا أقل!.. والبنادق العربية ضيّعت الطريق إلى القدس منذ وقف حاملوها أمام بيوتكم لمحاصرة أحلامكم بالحرية!..
وطالما نحن إرهابيون في نظر الجميع، طالما الضحية هو الجلاد،.. والجرح النازف هو القذيفة،.. فإما أن تتحولوا إلى قذائف تفجّر في طريقها كل شيء،.. أو تعودوا إلى أسرتكم كي تحلموا بأنهار العسل والنبيذ!..


الشعوب التي لم تحرّر نفسها من الخوف،.. لن تساعد أيّ شعب على الوصول إلى حريته،.. فانزلوا عن أكتاف أهل سورية ، دعوهم يموتون بهدوء،.. صراخكم يقضّ مضاجع الشهداء، ولا يقدم لهم إلا الخيبة تلوَ الخيبة والعار تلو العار.
إنقاذ سورية، وهذا الكلام للذين في الداخل والخارج على حد سواء،  لا يكون على أبواب السفارات والأمم المتحدة ومكاتب الأسكوا..
إنقاذها الحقيقي أن تحملوا أكفانكم وتخترقوا الحصار والصمت.
إذا كنتم رجالاً حقاً لن توقف إرادتكم أسلاك شائكة وحدود!
 

التعليقات (3)

    كريم

    ·منذ سنتين شهر
    محزن جدآ

    ٍSomeone

    ·منذ سنتين شهر
    نعم و ألف نعم... يجب الآن أن نعلنها ثورة عارمة على الطغيان و الاحتلال لأننا وحدنا من سيحرر بلادنا أما العالم فهو متفرج فقط و لايهمه من يموت أو من يسجن أو من يُعذب أو من تُغتصب من أبناء الشعب السوري المسكين . العالم يريد لنا الموت لأننا مسلمون .. العالم منافق بامتياز و حرب بوتن على أوكرانيا أثبتت نفاق العالم فنحن المسلمون مواطنون من أدنى الدرجات و العالم يحتقرنا و يريد موتنا بأي طريقة سواء بالكيميائي أو بالبراميل المتفجرة أو بقصف الطيران..

    HOPE

    ·منذ سنتين شهر
    مؤسف جدا ... ولكن يبقى الامل .
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات