مخيم الركبان يستغيث.. ميليشيا الأسد تضيّق الحصار على آلاف النازحين

مخيم الركبان يستغيث.. ميليشيا الأسد تضيّق الحصار على آلاف النازحين

عادت ميليشيا أسد وحلفاؤها الإيرانيون لتشدّد الحصار المفروض منذ سنوات على مخيم الركبان بشكل خانق بهدف زيادة الضغوط على آلاف النازحين القاطنين بداخله، الأمر الذي يهدّد حياة هؤلاء النازحين، ولا سيما الأطفال والمرضى بسبب غياب أهم المواد الأساسية للحياة، وخاصة الطحين وحليب الأطفال.


ويقع مخيم الركبان بمنطقة الـ 55 في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية، ويتبع إدارياً لريفي دمشق وحمص. أنشى عام 2014 ويضم في الوقت الراهن أكثر من سبعة آلاف نازح غالبيتهم من مناطق تدمر وحمص وأريافها والرقة ودير الزور، فروا من بطش ميليشيا أسد وإيران خلال هجومها على مدنهم وأحيائهم.


ويعاني المخيم أوضاعاً إنسانية كارثية على المستوى الغذائي والطبي، بسبب الحصار الخانق المفروض منذ سنوات من ميليشيات أسد وإيران وروسيا من جهة، وإغلاق الحدود الحدود الأردنية أمامه من جهة أخرى، ضمن تآمر دولي يسعى لإجبار ساكنيه على العودة لمناطق سيطرة أسد، رغم المخاطر المحيطة بهم، في وقت تدعم فيه الأمم المتحدة سياسة نظام أسد بالضغط على النازحين، بدل إنقاذهم وتأمين حاجاتهم الضرورية وحمايتهم، وخاصة الأطفال والنساء، حيث كان المخيم يضم أكثر من 40 ألف نازح منذ إنشائه، لكن الحصار والضغوط التي مارستها ميليشيا أسد وحلفاؤها الروس والإيرانيون أجبرت معظم النازحين على مغادرته هرباً من الموت جوعاً.

 

حصار جديد
 

ومجدداً، عادت ميليشيا أسد لتشديد الحصار الخانق على المخيم خلال الأيام الماضية بمنع وصول المواد الغذائية والأدوية وحتى حليب الأطفال إلى المنطقة، الأمر الذي فاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية في المخيم، وسط مناشدات مكثّفة من النازحين لإنقاذهم وفكّ الحصار بأسرع وقت، في ظل غياب الرعاية الصحية في المنطقة.


ونتيجة تلك الإجراءات الانتقامية تجاه النازحين، فُقدت المواد الأساسية للعيش من داخل أسواق المخيم، كالمواد الغذائية (الطحين والبرغل والأرز وزيت القلي)، وكذلك ندرة الخضار وحليب الأطفال والغلاء الفاحش في أسعار المواد المتوفرة، حيث وصل سعر كيلو الطحين إلى 2500 ليرة، وكيلو الشعير إلى 2300 ليرة، والنخالة 2000 ليرة، والأعلاف (التبن) 1250 ليرة للكيلو الواحد، بينما وصل سعر الليتر الواحد من البنزين 8 آلاف ليرة، والمازوت 6 آلاف، بحسب مصادر محلية وناشطين.

ودفع ذلك النازحين للتظاهر تنديداً بالحصار الخانق ولمطالبة المجتمع الدولي وخاصة "التحالف الدولي" في منطقة التنف بالتحرك لأجلهم، حيث رفعوا لافتات تتحدث عن مأساتهم وتناشد المنظمات الدولية لمساعدتهم وتحديداً “الأمم المتحدة” التي تلعب دوراً سلبياً تجاه مأساة النازحين وتنحاز لجانب أسد وميليشياته في مخططها العدواني، وفق تسجيلات وصور نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
 

على شفا كارثة


وقال ناشطون من المخيم لأورينت نت، اليوم، إن ميليشيا أسد تسمح فقط بدخول الأعلاف والمازوت إلى المخيم، فيما منعت دخول المواد الغذائية والخضروات والمواد الأخرى كإجراء انتقامي من قاطني المنطقة، ما سبّب شلَلاً في أسواق المخيم بسبب خلوّها من أهم المواد الأساسية وارتفاع أسعار المتبقّي منها، ولا سيما الخضار والطحين وغيرها من المواد المعيشية.

 

وأضاف الناشطون أن فرن الخبز الوحيد في الركبان توقف عن العمل منذ خمسة أيام بسبب الحصار المفروض من ميليشيا أسد ونفاد مادة الطحين، ما دفع القائمين على الفرن لتجربة إنتاج "خبز النخالة" المصنوع من نخالة الطحين، ليكون ذلك الخبز بديلاً مؤقتاً عن خبز الطحين رغم سوء جودته وخواصه.


من جهة أخرى، نفت شبكة "الركبان" التي تغطّي أوضاع المنطقة، خروج عائلات من النازحين إلى مناطق سيطرة ميليشيا أسد كما يروّج إعلام الميليشيا، وأكدت الشبكة أن أكثر من سبعة آلاف شخص ما زالوا يعيشون ضمن المخيم المحاصر، فيما يستمر الحصار بيومه الخامس على التوالي دون وجود بوادر فعّالة لإنقاذ النازحين.

 

وخلال السنوات الماضية، ساهم الاحتلال الروسي بتفاقم الأزمة الإنسانية في مخيم الركبان من خلال ضغوط سياسية وعسكرية مارسها لتفريغ المخيم وإعادة نازحيه إلى حضن حليفه أسد، إضافة لدور الجانب الأردني في زيادة الحصار حين أغلق حدوده في وجه المخيم وكذلك أغلق النقطة الطبية الوحيدة في المنطقة، ما أدى لارتفاع معدلات الموت جوعاً ومرضاً في صفوف النازحين.

 


 

التعليقات (2)

    Adam

    ·منذ سنتين شهر
    Omar ALMOSAWI كل كلمة تقولها ستسأل عنها يوم القيامة. أنت ياعبد الباري عطوان لم تدرس الديانة الشيعية وأنت لست مهتما بالإسلام ولا بالتدين وقد بلغت من العمر عتيا. أنت تدافع عن بشار الأسد الذي سوى مخيم اليرموك ومدن أهل السنة بالأرض .أنت ياعبد الباري تدافع عن الطاغوت وتبرر أفعاله وقد أمرنا الله أن نكفر به.احجز مقعدك في جهنم خالدا فيها إن لم تتب وتستغفر ربك. هذه نصيحة ولاتأخذك العزة بالإثمjh

    Adam

    ·منذ سنتين شهر
    Omar ALMOSAWI كل كلمة تقولها ستسأل عنها يوم القيامة. أنت ياعبد الباري عطوان لم تدرس الديانة الشيعية وأنت لست مهتما بالإسلام ولا بالتدين وقد بلغت من العمر عتيا. أنت تدافع عن بشار الأسد الذي سوى مخيم اليرموك ومدن أهل السنة بالأرض .أنت ياعبد الباري تدافع عن الطاغوت وتبرر أفعاله وقد أمرنا الله أن نكفر به.احجز مقعدك في جهنم خالدا فيها إن لم تتب وتستغفر ربك. هذه نصيحة ولاتأخذك العزة بالإثمjh
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات