البضائع الإيرانية تعرّي هيئة تحرير الشام: حلال من إيران وحرام على المناطق المحررة

البضائع الإيرانية تعرّي هيئة تحرير الشام: حلال من إيران وحرام على المناطق المحررة

ماتزال البضائع الإيرانية تغزو الأسواق وتنافس الكثير من البضائع الأجنبية الأخرى في الشمال السوري (المحرر)، في وقت تمنع "الحكومات" المسيطرة على تلك المناطق تبادل أو "تهريب" المواد والبضائع الأساسية بين إدلب وريف حلب، المحسوبتين على المعارضة السوررية 
 

منشورات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية أكدت أن البضائع الإيرانية مازالت تغزو أسواق إدلب، ولاسيما الغذائية والخضار ومواد بناء وغيرها، بينما تشدد "هيئة تحرير الشام" القبضة الأمنية على المعابر مع مناطق سيطرة الجيش الوطني بريف حلب لمنع تهريب المواد من قبل المواطنين.
 

وبحسب ما رصد مراسل أورينت مناف الهاشم، فإن البضائع الإيرانية الموجودة في أسواق الشمال السوري، إدلب وريفي حلب، تشمل المواد الغذائية مثل الزيوت النبانية والخضار والحليب ومشتقاته وكذلك حليب الأطفال والتمور والبقوليات، إضافة لمواد البناء مثل السيراميك والغرانيت والحديد الصلب والأدوات الكهربائية وقشور الفستق الخاصة بالتدفئة.
 

وتؤكد جميع المصادر المحلية أن تلك البضائع تدخل برعاية كبار التجار ضمن صفات الاستيراد "الحكومية" من المعابر الرسمية، كمعبر باب الهوى في إدلب، الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام (الجولاني) ومعابر السلامة والراعي وجرابلس بريف حلب الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري".
 

جريمة التهريب من ريف حلب

في المقابل، تمنع هيئة "تحرير الشام" التابعة للجولاني استيراد المواد أو حتى إدخالها بكميات قليلة على مستوى السكان من مناطق ريف حلب الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني، والمحسوبة أساساً على المعارضة السورية، بل إنها، أي الهيئة، تشدد الخناق على معابر المنطقة (المحررة) منعاً لمرور بضعة كيلوغرامات من السكر أو المحروقات أو الخضار المخصص للاستهلاك الفردي.
 

وقبل أسابيع، أطلق عناصر "تحرير الشام" الرصاص تجاه (فاطمة عبد الرحمن الحميد) "28 عاماً" (أم لأربعة أطفال) من سكان مخيمات أطمة الحدودية، أثناء نقلها مادة المازوت للتدفئة المنزلية من منطقة دير بلوط بريف حلب، ما أدى لمقتلها بعد أيام على إصابتها بطلق ناري استقرّ في رأسها.

وتمثلت أسباب إطلاق النار تجاه المرأة "الأرملة" كونها كانت تحاول تهريب بضعة ليترات من مادة المازوت من مناطق ريف حلب إلى خيمتها في مخيم أطمة بريف إدلب، حيث تمنع الهيئة إدخال أي مواد غذائية أو خدمية من ريف حلب إلى إدلب، وتعدّها جريمة "تهريب".
 

ودفعت الحادثة أهالي المخيمات في أطمة لمهاجمة حواجز "تحرير الشام" وأحرقوا خلال الهجوم عدداً من الكرفانات والدراجات النارية، لكن جريمة “الهيئة” تكررت خلال الفترة الماضية بالترصّد والتشديد تجاه الأهالي الذين يحاولون تهريب بضائع بين المنطقتين، لاختلاف الأسعار بشكل لافت، ولا سيما المحروقات والسكر والخضار، حيث يعدّ جلب أو استيراد البضائع بشكل فردي من ريف حلب إلى إدلب جريمة تستحق القتل أو السجن، بينما استيراد المواد الإيرانية إلى الشمال السوري، هو أمر "حلال" ولا ضير فيه" من وجهة نظر الجولاني والجيش الوطني.
 

إيران حاضرة ببضائعها

ويفضّل تجار الشمال السوري البضائع الإيرانية كونها تعد أرخص من غيرها من المواد والبضائع الأجنبية الأخرى، التركية والأوروبية، وهي بجودة منخفضة عن منافسيها في الوقت ذاته، ويقول أحد تجار إدلب في حديث لأورينت نت، "أعمل في مجال المناقصات بالتعاون مع المنظمات الإنسانية، فعند أخذ عروض أسعار لمواد بناء وإكساء من سراميك ومغاسل وغيرها من مستلزمات البناء، تجد المواد الإيرانية متوفرة لمختلف احتياجات المنطقة وبأسعار أرخص من غيرها من مواد بناء أو مواد صحية أو غذائية وغيرها.
 

يضرب التاجر مثالا على ذلك بقوله: "على سبيل المثال السيراميك الإيراني أرخص من الصيني والتركي بـ 60 سنت للمتر الواحد"، مشيراً إلى أن المستوردين من تجار الشمال "يجلبون البضائع الأرخص والتي تزيد من أرباحهم بغض النظر عن بلد المنشأ"، مؤكداً أن تلك المواد تدخل من تركيا عن طريق معابر باب الهوى بشمال إدلب ومعابر السلامة والراعي وجرابلس  في شمال حلب .
 

تاجر آخر يؤكد خلال حديثه لأورينت نت، أن البضائع الإيرانية تدخل من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا عن طريق تجار مقربين من هيئة تحرير الشام، وذلك رغم إصدار "حكومة الجولاني" (الإنقاذ) في مطلع عام 2018 قراراً بمنع استيراد البضائع الروسية والإيرانية نتيجة مطالبات شعبية بذلك.
 

وكذلك تلقى البضائع الإيرانية رواجاً وتفضيلاً من قبل السكان كونها بأسعار أرخص عن مثيلاتها من المواد الأجنبية الأخرى، بحسب (أبو حسين) وهو أحد سكان إدلب الذي أكد لأورينت توفر تلك البضائع وخاصة مواد البناء في أسواق المنطقة، وضرب لنا مثالاً بأن "صديقي منذ أيام عدة قام بإكساء أرضية منزله شمال إدلب بالسراميك الإيراني وهو أرخص من غيره ولكن بجودة منخفضة عن باقي أنواع السراميك".

كما يعدّ قشر الفستق الذي يستخدم في التدفئة، أحد أهم المواد التي يتم استيردها من التجار الإيرانيين إلى الشمال السوري، لا سيما أن غالبية سكان المنطقة اعتمدوا العام الحالي على قشر الفستق من أجل التدفئة وتم استيراد كميات كبيرة منه بسبب تدني درجات الحرارة وطول فصل الشتاء لهذا العام.
 

التعليقات (1)

    أبوعمر

    ·منذ سنتين شهر
    تحرير الشام والنصرة ونظام المجرم بشار وداعش كلها نفس القذارة والإجرام .
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات