مقتل هولندي تحت التعذيب في سجون ميليشيا الأسد

مقتل هولندي تحت التعذيب في سجون ميليشيا الأسد

كشفت وسائل إعلام هولندية عن مقتل شخص هولندي بعد تعرضه لتعذيب وحشي في سجون ميليشيا أسد قبل سنوات، وذلك بعد تلفيق تهم عديدة له منذ دخوله سوريا، ولا سيما التجسس ودعم الإرهاب.


وفي تحقيق موسّع لـ "صحيفة (NRC) الهولندية" فإن ميليشيا أسد وجهت تهم "التجسس والاتصال بالإرهابيين" للمواطن الهولندي القادم من مدينة (أرنهيم) عند دخول سوريا قبل ثمانية أعوام، حيث تعرض للتعذيب الوحشي خلال اعتقاله في سجون الميليشيا وحتى مقتله فيها.
 

وفي التفاصيل كشف التحقيق  أن الشاب الهولندي اختفى في لبنان في أيار عام 2013، حيث اختطفته مجموعة تابعة لميليشيا "حزب الله" اللبناني ومن ثم سلّمته لحليفتها ميليشيا أسد في سوريا، وظهر بعد ذلك في زنزانة تابعة لأقبية مخابرات أسد، وتم سجنه لمدة أربع سنوات على الأقل، (بين عامي 2016 وحتى 2020)، تعرض خلالها لتعذيب وحشي بحسب شهادات زملائه السجناء.
 

وقال (خالد) للصحيفة الهولندية وهو أحد المعتقلين السابقين الذين كانوا رفقة الهولندي في سجون الميليشيا في سوريا: “لقد كان يصرخ بصوت عالٍ لدرجة أن الحراس كانوا يأمرون أحياناً بالتوقف عن التعذيب”، إضافة لشهادات تؤكد تعرّضه للتعذيب بشتى الوسائل وتعريته من ملابسه ووجود علامات التعذيب على جسده.


ونقلت الصحيفة عن (ضابط كبير) في القصر الجمهوري التابع لميليشيا أسد، أن حزب الله اللبناني سلّم الهولندي للميليشيا، ويضيف الضابط أن الشاب مات في الاعتقال نتيجة "نوبة قلبية" (المصطلح المعتاد الذي يستخدمه النظام للموت تحت التعذيب).
 

وكانت هولندا رفضت خيار التحرك لمساعدة مواطنها المعتقل لدى ميليشيا أسد من خلال السفارة الرومانية في دمشق بسبب قطع علاقاتها بشكل كامل مع حكومة ميليشيا أسد في عام 2012، فيما تشير التحقيقات إلى أن المواطن الهولندي كان على اتصال باللاجئين السوريين وقدم إلى سوريا وأنشأ "مؤسسة لجذب المتطرفين"، الأمر الذي لم تؤكده الصحيفة بشكل قاطع أو ربما هو إحدى التهم الموجهة من ميليشيا أسد للشاب الهولندي.
 

وتؤكد وسائل الإعلام الهولندية المسؤولة عن التحقيق أن تلك الجريمة يمكن أن تكون لها آثار قانونية، وتزيد من فرصة قيام النيانة العامة الهولندية بفتح تحقيق ضد ميليشيا أسد المسؤولة عن تعذيب المواطن الهولندي في سجونها، ضمن إجراءات قد تصل إلى "رفع قضية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي".

وخلال السنوات العشر الماضية، اعتقلت ميليشيا أسد عشرات الأجانب بينهم صحافيون وزجتهم في سجونها وعرضتهم للتعذيب الوحشي، بعد توجيه تهم التجسس والإرهاب وغيرها من التهم المرتبطة بالثورة السورية ومناصرتها أو توثيقها، لا سيما النشطاء الحقوقيون والإنسانيون الذين قدموا سوريا لمساعدة شعبها الذي تعرض لحرب وهجمات عسكرية من ميليشيا أسد، أبرز هؤلاء المعتقلين، الرحّالة الأمريكي (سام غوديون) الذي اعتقلته ميليشيا أسد أثناء جولة ترحالية في مدينة القامشلي عام 2019 ومن ثم أفرجت عنه بعد شهرين على اعتقاله بوساطة لبنانية قادتها ميليشيا حزب الله حينها.
 

ورغم جرائم ميليشيا أسد تجاه الأجانب على أراضيها وكيلها التهم المختلفة لهم، فإنها تعمد لإرسال مرتزقتها للقتال في صفوف الاحتلال الروسي في أوكرانيا تحت مزاعم مختلفة تتناقض تماماً مع إدعاءاته "الباطلة"، حيث تحرم التعاطف والتدخل الدولي مع الشعب السوري في وجه جرائمها، وتحلل في الوقت ذاته تدخل مرتزقتها في بلاد أجنبية أو دخول المرتزقة الإيرانية لمصلحتها في سوريا.
 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات