ذكريات: نحن وعصام الزعيم والخيبة المبكرة بالرئيس الشاب!

ذكريات: نحن وعصام الزعيم والخيبة المبكرة بالرئيس الشاب!

ينتمي عصام الزعيم بالأصل إلي الحزب الشيوعي السوري، وأول مرة ألتقي به كانت في ندوة البريسترويكا عربيا التي نظمتها مجلة النهج الناطقة باسم الأحزاب الشيوعية أنذاك، ولم أكن أدري يومها بأن عصام الزعيم هو الكاتب لؤي أدهم الذي يكتب بالنهج. ثم تحولت علاقتنا بعصام الزعيم علاقة صداقة وعلاقة حميمية، حيث كان لعصام صداقات مع صادق العظم وخضر زكريا ويوسف سلامة وعبد الرزاق عيد وجمال باروت. وكان عصام دائم الحضور في أيام أسابيعنا الثقافية. محاضراً ومناقشاً.


قال لنا عصام حين رضي أن يكون وزيراً للصناعة، بأنه يثق بهذا الشاب (يقصد بشار أسد)، وبأن بشار الأسد لديه مشروع للتجديد. ولقد بقيت علاقتنا به حميمة، ولكن صارت لقاءاتنا معه متباعدة بحكم عمله الوزاري.


ومن الذكريات الخاصة الطريفة مع عصام تلك الواقعة بين يوسف سلامة وأحمد برقاوي وبينه. حدثني يوسف بأن لدى عصام مشروعاً لسوريا 2028 تابعاً للأمم المتحدة وميزانيته ضخمة، وأضاف يوسف: ما رأيك أن نحدثه بالأمر، علّنا نعمل بهذا المشروع لنحسن وضعنا المادي، فمكافآت الأمم المتحدة جيدة إذ يمكن أن نتناول مستقبل الثقافة في سوريا مثلاً. ولأن خير البر عاجله، اتصلنا بعصام للقاء به وذهبنا، أنا ويوسف إلى وزارة الصناعة والتقينا به.


استقبلنا عصام الزعيم استقبالاً حميماً كعادته، وعبر عن فرحه بأن نكون معه في البرنامج هذا. وصور لنا المشروع، وأضاف بأننا أحرار في أن نضيف للمشروع أية اقتراحات نراها مناسبة. خرجنا من عند الوزير سعداء مسرورين بالحفاوة التي غمرنا بها. وفي اليوم التالي اتصل بي يوسف سلامة قائلاً:
" جاءني صقر بدرخان، وهو مدير مكتب عصام وصديقنا، وأبلغني رسالة من عصام الزعيم تقول: بلغ أحمد ويوسف أن لا مكان لهما في هذا المشروع ". كانت دهشتنا في البداية كبيرة. ولكن من الواضح بأن عصام قد أخذ رأي فرع من فروع المخابرات، التي لم توافق. وهكذا قال لي عصام بعد التخلي عن كل خدماته.


انقطعت الصلة بيننا وبين عصام، فلا هو تواصل معنا كعادته ولا نحن. حتى خروجه من الوزارة. وقد خرج من الوزارة فقير الحال لا بيت عنده للسكن، وطلبت السلطة منه إخلاء البيت الذي يقطنه الواقع في أوتوستراد المزه بوصفه وزيراً.


وقد أنقذه صديقه وصديقنا رئيس اليمن الجنوبي السابق (علي ناصر محمد)، وعينه مديراً للمركز العربي الدراسات الإستراتيجية  وأمّن له بيتاً للسكن داخل بناء المركز. التقيت بعصام في المركز ولم أكن أحمل ضغينة نحوه. وعادت العلاقة معه حميمية، لكن يوسف لم يتسامح معه وظل على قطيعة معه.


من الحوادث الطريفة أيضاً الحادثة الآتية..
كانت العلاقة بين صادق العظم والزعيم علاقة صداقة واحترام. وكثيراً ما كانت لقاءاتنا تتم بوجود صادق.
وكما أشرت سابقاً فإن عصام الزعيم كان ضيفاً على أسبوعنا الثقافي محاضراً ومناقشاً،وهو عقل اقتصادي كبير، وتجربة غنية. كان صادق رئيساً لإحدى الجلسات، وطلب عصام الكلام  تعليقاً، لكن صادق رفض منحه حق الكلام. في نهاية الجلسة خرجنا من بهو الكلية وكنت أنا وعصام وصادق معاً. صرخ عصام بصادق قائلاً: لماذا حرمتني من حق الكلام، هذا عيب! فرد صادق بعصبية: "هيك أحياناً نحن نتصرف في بيت العظم"، فرد عليه عصام: "لاتنس بأني أنا من بيت الزعيم". فأغلظتُ لهما بالكلام قائلاً: ماركسيان، واحد خريج فرنسا والآخر خريج أمريكا. واحد يشتغل بالاقتصاد والآخر بالفلسفة، وتتحدثان بمنطق أنا ابن العظم وأنا ابن الزعيم ههه. وذهبت قطيعة بين الاثنين.


شكا لي عصام خيبة أمله بـ "الرئيس الشاب" بعد خروجه من الوزارة، وأن توقعاته كلها كانت خاطئة، وأن هناك من لفق له اتهاماً بفساد مع شركة ألمانية وهو منها براء، والحق بأنه فعلاً براء من هذه التهمة. وقد زادت هذه التهمة الملفقة من تدهور حالته الصحية، حيث كان يعاني من الربو الحاد. وقد فارق الحياة وهو يخلد للنوم بعد محاضرة ألقاها في مدينة الرقة على ما أظن.

التعليقات (1)

    عبد الرحمن الابراهيم

    ·منذ سنتين شهر
    دعوته لمحاضرة بمركز ثقافي المعرة وحدثني في السهرة عن وزارته التي عجز فيها من تغيير رئيس مكتبه وطار هو وبقي رئيس مكتبه المخبر
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات