من مسلخ صيدنايا إلى علاي.. قسد تقلد أسد بفنون التعذيب وشهادات ناجين توثق الجرائم

من مسلخ صيدنايا إلى علاي.. قسد تقلد أسد بفنون التعذيب وشهادات ناجين توثق الجرائم

تحولت سجون ميليشيا "قسد" إلى مسالخ بشرية لا تختلفُ كثيراً عن سجون ميليشيا "أسد" من حيث أعداد الوفيات وأساليب التعذيب، حيث يتم فيها ارتكاب انتهاكات متعددة وخطيرة ضد المدنيين بشكل مستمر، فيما وثّقت أورينت شهادات لناجين من معتقلات الميليشيا. 


قتلى تحت التعذيب

وكان آخر تلك الوفيات الشاب "جاسم علي الخلاف" البالغ من العمر (26) عاماً، وهو من أبناء بلدة الجرذي شرق دير الزور، والذي قضى تحت التعذيب في سجن «علاي» التابع لميليشيا «قسد» في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، وذلك بتاريخ 12 مارس الجاري. 

وحسب ما قال أقارب الشاب فإنه توفي نتيجة تعرضه لتعذيب شديد داخل السجن، حيث تعرض للصعق بالكهرباء ما أدى لتشوهات في جسده، على الرغم من أنه مدني وليس له علاقة بأي فصيل أو جهة سياسية.


وكان "الخلاف" قد تم اعتقاله منذ مدة من قبل القوات الأمنية التابعة لميليشيا «قسد» أثناء حملة اعتقالات في بلدته، في حين سلّمت الميليشيا قبلها بأيام جثة الشاب "مصطفى عمر الحمدو" البالغ من العمر (38) عاماً لأقاربه في قرية «الشيخ حسن» بريف الرقة.


وكان "الحمدو" قد قضى تحت التعذيب في سجن "علاي" ‎بالقامشلي حسب ما أفاد به ناشطون، وهو معتقل منذ 6 سنوات بتهمة الإرهاب، ‏وقد حُكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات، وتم دفنه في قرية الشيخ حسن، وهو ينحدر من قرية ‎"حمدو" بريف الرقة الشمالي التابعة لـ"تل أبيض". 

كما إن حادثة وفاة الحمدو تأتي بعد  15يوماً فقط من وفاة الشاب "يوسف الراشد" من أبناء محافظة دير الزور في سجون الميليشيا بالحسكة.


والتقت "أورينت نت" بأحد أقارب الراشد وهو "علاء محمد" الذي شرح ظروف اعتقال قريبه من قبل قوات الميليشيا، إذ قال إن "يوسف" تم اعتقاله مع العشرات من النازحين في الحسكة، واقتياده لجهة مجهولة، وذلك إبان أحداث سجن غويران الشهيرة، في 24 كانون الثاني الماضي، لافتاً إلى أنه بعد مرور عدة أيام تم إخباره أن صحته تدهورت في السجن بالحسكة.


وأضاف محمد أنه ‏تم الإفراج عن قريبه ونقل للمستشفى، حيث توفي بعد يومين فقط،  جراء تعرضه للتعذيب الشديد، إذ كانت علامات التعذيب بادية على جسده.


سياسة ترهيب ممنهجة


وكان المرصد الأورومتوسطي قد أعرب في بيان بتاريخ 8 آذار الجاري عن قلقه العميق إزاء وفاة محتجزين اثنين خلال أقل من شهر، واحد في سجون قسد بسبب التعذيب القاسي على يد الميليشيا، وتطرق المرصد لملابسات وفاة الشابين مصطفى الحمدو، ويوسف الراشد، مشيراً إلى أنّ حالات التعذيب داخل سجون "قسد" ليست ممارسة معزولة أو سلوكاً فردياً، ولكنّها على ما يبدو سياسة ممنهجة لإلحاق الأذى الجسدي والنفسي بالمحتجزين، وترهيب النشطاء والمعارضين السياسيين.

وتمتلك ميليشيا «قسد» في مناطق سيطرتها عدة سجون رئيسية ومعتقلات وعن الموضوع يقول (ر.أ) وهو عنصر سابق في "الأسايش" في تصريح لـ"أورينت": إن "أسوأ السجون سمعة في مناطق سيطرة ميليشيا قسد في الحسكة هو سجن عَلاي الواقع في مدينة القامشلي يليه سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة والذي شهد الأحداث الشهيرة مؤخراً بداية العام الجاري"، مضيفا "هناك سجن الشدادي والذي يتكون من عدة أقسام، إضافة لسجن المساكن الــ 200 في منطقة الجبسة".


وأوضح أنه "يوجد داخل هذه السجون عناصر من تنظيم داعش، إضافة لمدنيين تم اتهامهم بالإرهاب، حيث يقضون محكومياتهم فيها، وهذه جميعها سجون رسمية وتخضع لإشراف التحالف الدولي وقوات قسد، وتجري فيها ممارسات تعذيب منتظمة". 

معتقلات وسجون تعذيب

وحول انتشار معتقلات الميليشيا بيّن المصدر أنها تتوزع في الرقة ومنبج وعين العرب ودير الزور، وأشهرها وأسوؤها سمعة هو سجن عايد في الطبقة بريف الرقة، وهو من أسوأ سجون الإدارة الذاتية والذي لا يشبهه سوى سجن أبو غزالة الواقع بالطبقة كذلك.

ولفت إلى أن سجن «أبو غزالة» يعتبر من أقذر المُعتقلات التابعة لميليشيا قسد وأسوئها سمعة على الإطلاق، وسمي بسجن “أبو غزالة” نسبة للقيادي الذي يتولى الإشراف عليه ويلقب "أبو غزالة" ويضم السجن نحو 1000 سجين يخضعون لأساليب تعذيب قاسية جداً.


كما ذكر أنه يوجد أيضاً في الرقة سجن "الصوامع" حيث يضم قسماً خاصاً بالنساء تجري فيه ممارسات وحشية، وهناك أيضاً سجن "الشبيبة"، وسجن "سكة القطار - مكافحة إرهاب".

وفي مدينة منبج هناك أربع مُعتقلات رئيسية وسجنان هما المركزي والذي يقع على طريق جريبيس، حيث يضم متهمين بقضايا مدنية وإرهاب وتواصل وانتساب لفصائل المعارضة، إضافة لسجن المالية والذي يقع بجانب المركز الثقافي، كما يوجد في منبج عدة معتقلات صغيرة سرية تتم فيها أساليب تعذيب، في حين تضم دير الزور سجنين هما سجن الصور وسجن قاعدة حقل العمر، حسب المصدر. 

شهادات وثّقتها أورينت


وتمكنت أورينت من توثيق شهادات لعدد من المعتقلين السابقين في سجون ميليشيا قسد، حيث أدلوا بشهادتهم حول انتهاكات الميليشيا بحق المدنيين واستخدامها لأساليب تعذيب ممنهجة بحقهم.


وقال أحدهم ويدعى جلال، "تم اعتقالي من قبل قسد منذ عام ونصف والتهمة هي الاشتباه أنني داعشي، تم تسليمي لجهاز الأمن العام في ناحية الصور شمال دير الزور وهناك بدأت حفلة تعذيب قاسية بمجرد دخولي المعتقل، وكان المطلوب مني هو الاعتراف أنني داعشي‏".


وأضاف "بصراحة تهمة الدعشنة تُطلقها قسد على أي شخص يتم اعتقالهُ، ولا تختلف أساليب التعذيب عن سجون ميليشيا أسد وتنظيم داعش، فقد سبق أن اعتقلني التنظيم في العام 2015، في حين تختلف مدة الإيقاف حسب نوع القضية".


وتابع "تم احتجازي لمدة 20 يوماً كلها كانت تحقيق مع تعذيب قاسي، والمحققون كانوا جميعهم عساكر متمرسين بالتعذيب، الأكل في السجن شبه معدوم ،بعدها تم تحويلي لسجن الكسرة حيث قيادة الأمن العام هناك، وبدأ نفس الروتين والأسلوب لكن مع تعذيب أشد".


وواصل جلال قائلاً "يبقى الموقوف هناك مدة ثلاث شهور وأكثر، في حين أن من يمتلك واسطة عبر شخص متنفذ‏، أو شيخ عشيرة ويدفع المال يمكن أن يخرج، أما الأشخاص الذين لايملكون شيئاً من هذه الأمور يبقون سنوات في السجن ولا بواكي لهم". 


ويضيف جلال أن أساليب التعذيب متنوعة ولاتُحصى، ويتابع قائلاً: "يمكنني اختصارها بالتجويع لمدة 15 يوماً، كل يوم يتم إعطاء السجين كأس ماء واحد، هناك الصعق بالكهرباء مع الإخصاء، هناك كذلك طريقة يتم ربط الموقوف من يده اليُمنى وساقه اليُسرى وتعليقه ورفعه بالسقف لمُدة طويلة، كما يتم إنزال الموقوفين داخل وعاء كبير ويتم ضربهم على أطرافهم الظاهرة بشكل عنيف، والضرب يتم عبر أنبوب حديدي مغلف بالمطاط، هناك كذلك طريقة قاسية هي رفع الموقوف على عوارض حديدية خاصة ويبقى معلقاً في الهواء حتى تتمزق أكتافهُ، لا يمكنني حصر كل تلك الأساليب، إنها مروعة ولاتعد".
 

يذكر انتهاكات ميليشيا قسد المدعومة أمريكياً تتكرر في مناطق سيطرتها بدير الزور والحسكة والرقة وريف حلب، من خلال اعتقالات ومداهمات للمنازل والتعدي على المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال بتهم مختلفة.

التعليقات (1)

    مجهول

    ·منذ سنتين 3 أسابيع
    اتو كزابين نحنا مو هيك
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات