يقصر العمر وأخطر من تدخين السجائر.. مرض ينتشر في أوساط اللاجئين السوريين

يقصر العمر وأخطر من تدخين السجائر.. مرض ينتشر في أوساط اللاجئين السوريين
مع تفاقم الأوضاع في سوريا، بفعل إجرام نظام أسد وميليشياته، لجأ الملايين من السوريين إلى دول الجوار والدول الأوروبية، حاملين معهم همومهم وذكرياتهم التي باتت لا تفارقهم في دول المهجر، إلا أن تلك الدول لم تشكّل لهم ملاذاً آمناً بالكامل، حيث انتشر مرض خطير في أوساطهم مؤخراً يعدّ أكثر خطورة على الصحة من زيادة الوزن وتدخين السجائر.

واستطلعت "أورينت نت" آراء العديد من الشباب في بلدان اللجوء، حيث أشاروا إلى معاناة قطاع واسع منهم من أمراض ومشاكل نفسية مزمنة لم تقتصر على بُعدهم عن ديارهم أو لجوئهم إلى بلدان جديدة.

الوحدة والعزلة

تقول الاختصاصية النفسية زينب دورسون، في حديث مع "أورينت نت" إن "جزءاً كبيراً من اللاجئين السوريين في تركيا يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية تتمثل في اضطرابات ما بعد الصدمة ومشاعر الوحدة والعزلة".

والشعور بالوحدة هو حالة من الاحتياج إلى اتصال عميق وليس سطحياً، وهي حالة نفسية ليس لها علاقة بوجود الشخص وحيداً، حيث يوجد العديد من الناس ممن يعيشون وحدهم دون أن يشكُوا من شيء، في حين يشعر بالوحدة والعزلة الكثير منهم رغم وجود الكثير من الناس حولهم.

وتضيف دورسون التي تعمل في جمعية الطب النفسي بإسطنبول، أن العديد من السوريين يراجعون عيادات الجمعية للحصول على جلسات علاج نفسي، وذلك بقصد الكلام والتنفيس عن مشاعرهم، إلا أن ذلك يظل سريّاً بسبب خجلهم من ذلك.

تحدّيات كبيرة

في ألمانيا حيث يعيش أكثر من 800 ألف لاجئ سوري، ما زال الآلاف منهم يواجهون صعوبات الاندماج في المجتمع الألماني بفعل العديد من العوامل النفسية، أهمها شعورهم بالوحدة والعزلة الاجتماعية.

وفي فرانكفورت وسط غرب ألمانيا، يروي الشاب قتيبة الحسين، الذي يعمل في شركة ألمانية للتجارة عبر الإنترنت، لـ"أورينت نت" أنه منذ لجوئه إلى ألمانيا لم يستطع التغلب على حواجز اللغة والثقافة، وأنه لجأ مؤخراً بسبب ازدياد مشاعر الوحدة لديه إلى المشورة والعلاج.

ويضيف الحسين أن انشغال اللاجئين بالبيروقراطية فور وصولهم يؤخّر فترة ظهور أعراض أي مشاكل نفسية، ولكن الأعراض -التي تُعدّ الوحدة من أبرزها- بدأت مع الاستقرار تدريجياً في البلاد.

أما في لبنان، فيؤكد اللاجئ السوري أحمد الخلف وهو ينحدر من ريف حماة، أن المشاكل الاقتصادية وسوء الأحوال المعيشية، إضافة لتوزع باقي أفراد أسرته بين سوريا وتركيا، تسببت له بالوحدة، خاصة مع تنامي ظاهرة العنصرية ضد السوريين في لبنان.

ويضيف أن انعدام فرص العمل في لبنان ساهم في بقائه بالمنزل وتفاقم مشكلة الوحدة لديه، موضحاً أن إحدى المنظمات المعنية باللاجئين السوريين في لبنان، ساعدته مؤخراً على الحصول على جلسات استشارية ونفسية لتلقي العلاج.

أسباب الوحدة

بحسب العديد من الدراسات الطبّية، فإن هناك أسباباً رئيسية تتسبب بالوحدة، لعل أبرزها: الاغتراب، فوفقاً لمؤسسة مايند للصحة العقلية، يُعد الاغتراب من أهم أسباب الشعور بالوحدة، حيث يشعر الشخص بالوحدة رغم كونه محاطاً بالعديد من الناس.

ومن الأسباب أيضاً، الصدمات الناتجة عن الاعتداء الجنسي أو الجسدي أو العاطفي أو الفشل العملي، حيث يمكن أن تؤدي إلى انعدام الثقة بالناس وتجنّب العلاقات العميقة معهم، ثم الشعور بالوحدة.

وكذلك تفاقم مشاعر الإقصاء والحزن من شأنه أن يقلل القدرة على التواصل، ويعمّق حالة الوحدة، إضافة إلى غياب العلاقات الاجتماعية: فقد أكدت مؤسسة مايند للصحة العقلية أن ضرر غياب العلاقات الاجتماعية يعادل ضرر تدخين 15 سيجارة في اليوم.

الوحدة أخطر على الصحة من الوزن الزائد وتدخين السجائر

تتسبب مشاعر الوحدة بالعديد من المخاطر التي تهدد صحة الإنسان، وقد تصل في بعض الأحيان إلى الوفاة، ومن أبرز تلك المخاطر:

تقصّر العمر

 أجريت دراسة على 3.4 مليون شخص، وثبت أن الوحدة تزيد من مخاطر الوفاة المبكرة بنسبة 30%، وقالت د. جوليان هولت لونستاد، من جامعة بريغهام يونغ: "هناك أدلة قوية على أن الشعور بالوحدة يزيد بشكل كبير من خطر الوفيات المبكرة".

الإصابة بالخرَف في المستقبل

وجدت دراسة نُشرت في مجلة Alzheimer's and Dementia في عام 2021 أن الأشخاص الذين عانوا من الوحدة لفترات طويلة وتتراوح أعمارهم بين 45 و 64 عاماً، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرَف في وقت لاحق من حياتهم مقارنة بأقرانهم الذين لم يعانوا من الشعور بالوحدة. ومع ذلك، فقد وُجِد أن الشعور بالوحدة العابرة في منتصف العمر كان مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، وأن النتائج كانت متشابهة فيما يتعلق بخطر الإصابة بمرض الزهايمر.

الوحدة تضعف جهاز المناعة

وفق دراسة نشرت في عام 2015 في مجلة PNAS، فإنه يمكن للوحدة في الشيخوخة أن تضعف وظيفة الجهاز المناعي، وبالتالي تؤدي إلى زيادة مستويات الالتهاب وحتى الإصابة بالسرطان.

وخلص الباحثون إلى أن أولئك الذين عانوا من الشعور بالوحدة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

7 أشياء للتخلص من الوحدة

ينصح الخبراء والأطباء النفسيون بـ7 أشياء للتغلب على مشاعر الوحدة، وهي التالية:

 

1) التحدث إلى الأصدقاء والعائلة.

2) ممارسة الهوايات والاهتمامات المفضلة.

3) العمل التطوعي.

4) التخفيف من قضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي.

5) تغيير طريقة التفكير.

6) الاستمتاع بالوقت.

7) وجود حيوان أليف.

التعليقات (4)

    خالد

    ·منذ سنتين شهرين
    افضل وسائل التخلص من مشاعر الاكتئاب ، وجود حيوان اليف او غير اليف لافرق . واكثرها كئابة بعض النقاط الاخرى.

    احمد

    ·منذ سنتين شهرين
    قراءة القران

    سهى

    ·منذ سنتين شهرين
    عنجد وصلنا للوحده ولمرض نفسي ما بتوقع نحسن نتخلص منه

    ندى

    ·منذ سنتين شهرين
    الوحدة في المجتمعات العنصرية ، جيتو ومعتزل شخصي يجنبنا الاذى ، مع الاسف السوري فر من وضع غير امن ليجد نفسه ضمن مجتمع يقدم الامن للافراد الاخرين ولكن ليس للسوريين ، اللذين يعانون اضافة للغربة وتشتت الاسر يعانون من التنمر والقسوة ... فقط بسبب الجنسية السورية . اخيرا نقول الوحدة خير من جليس السوء .
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات