صور صادمة.. بشار الأسد وحافظ حاضران في مناهج التعليم بالشمال السوري

صور صادمة.. بشار الأسد وحافظ حاضران في مناهج التعليم بالشمال السوري
تداول ناشطون صوراً جديدة لأخطاء "كارثية" في مناهج التعليم في المناطق المحررة، وخاصة بريف حلب شمال سوريا، وتتضمن أقوالاً وعبارات لرأس نظام الأسد، ما يكشف حجم الفوضى الإدارية في تلك المناطق الخاضعة "بشكل صوري" لسيطرة الحكومة السورية المؤقتة.

وتضمنت تلك الصور المسربة على مواقع التواصل الاجتماعي بعض صفحات الكتب الدراسية من مناهج التعليم الأساسي المتداول بين طلاب الشمال السوري، ومازال فيها درس وفقرات قديمة من مناهج نظام أسد وبالتحديد الدرس الذي وردت فيه فقرة: "صدرت توجيهات من السيد الرئيس بشار الأسد باتخاذ الجهات المتخصصة الإجراءات اللازمة لإدخال منتجات المواطنين السوريين من التفاح في الجولان السوري المحتل إلى الأسواق السورية".

ويكشف ذلك الخطأ "الكارثي" فوضوية العمل الإداري بمناطق الشمال ولا سيما بريفي حلب الشرقي والشمالي، الخاضعين لسيطرة الحكومة المؤقتة، والتي تعد المسؤولة الأولى عن تلك الأخطاء والفضائح رغم محاولات التنصل من المسؤولية، خاصة أنها سارعت لإخفاء الخطأ من موقعها الإلكتروني بطمس العبارات المحددة باللون الأسود، وهو ما رصدته أورينت بحفظ تلك الصور قبل وبعد تعديلها.

وأكد أحد المدرسين في منطقة عفرين لمراسل أورينت نت (مناف هاشم) أن تلك العبارات المتبقية من مناهج نظام أسد، موجودة بالفعل في مناهج (الكتب لجميع المراحل الدراسية 2018) التابعة لوزارة التربية بالحكومة المؤقتة، وعلى موقعهم الإلكتروني ضمن نظام "درايف" (الصفحة 95) من الكتاب المدرسي. 

من المسؤول؟

مسؤول رفيع في الحكومة المؤقتة (رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية) اعتبر في حديثه لأورينت نت: أن المسؤول عن الفوضى التعليمية هو عدم وجود مرجعية واضحة تتحمل المسؤولية، مشيراً إلى أن التعليم في الشمال لا يخضع للحكومة السورية المؤقتة، بل مرتبط بمديريات التربية التابعة للمجالس المحلية التي تحكم المدن والمناطق بشكل مستقل.

 وأوضح المسؤول والذي شغل منصب وزير سابق: "الحكومة لا يوجد لديها أي ملف على أرض الواقع، للأسف ظاهرة (الأبو عمشة) موجودة في كل قطاعات الحياة، ولكن هناك أسوأ من قضية أبو عمشة، لمّا مدير التربية يعتبر حالو أكبر من رئيس الحكومة، والتشتيت والفوضى أدى لانهيار المؤسسة التعليمية، والمنظمات الداعمة تعمل بشكل منفرد ودون الرجوع إلى الحكومة، كما إن المنظمات ترفض بشكل قاطع التنسيق مع الحكومة، إضافة لتفرد كامل في عمل القطاعات إن كان على مستوى الشرطة أو التعليم أو غيرها في ريف حلب"

كما يؤكد المصدر أن رئيس الحكومة المؤقتة شكل في الفترة الماضية لجنة الرقابة لدراسة المناهج كافة من خلال لجنة مركزية تنبثق عنها لجان فرعية بهدف مراقبة المناهج وتنقيحها بشكل جيد ولتفادي الوقوع بأخطاء "كارثية" جديدة، خاصة بعد فضيحة "الرسومات المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم" والتي وردت في المناهج التعليمية أواخر الشهر الماضي وأثارت موجة غضب واسعة في الشمال السوري، ودفعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاستنكار الأمر وتوعّد المسؤولين عن تلك الأخطاء بالمحاسبة.

المعلمون ينفون

من جهتها، (نقابة المعلمين الأحرار) المُشكّلة حديثاً في ريف حلب، نفت في بيان لها مسؤوليتها عن الأخطاء المنهجية الأخيرة والمتكررة في الكتب الدراسية، وحملت مديرية التربية في المنطقة المسؤولة الكاملة عن تلك الأخطاء "التي تزامنت مع الحراك التظاهري للمعملين في ريف حلب ولا سيما في مدينة الباب للمطالبة بتحسين رواتب المعلمين.

وقال البيان: "طالبنا منذ خمس سنوات بوضع لجنة تدقيق للمناهج بل طالبنا بتغيير بعضها ولم نجد آذانا صاغية وأغلب الأخطاء التي اكتشفت عن طريق المعلمين، والمعلم لا يستطيع كشف الخطأ حتى يصل للدرس الذي يحضره لتلاميذه والصفحة التي ذكر فيها اسم المجرم 95، ومعلوم لدى الجميع أن أغلب المعلمين لم يصلوا إلى نصف المقرر وبعد الفضيحة الثانية لمديرية التربية بالنسبة للمناهج ترسل الآن مديرية التربية إيعازاً للمعلمين بتدقيق المناهج وإرسال الملاحظات خلال أسبوع".

حافظ أسد في الكتب الثورية؟

وفي سياق متصل، نشر الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة أخرى لإحدى صفحات المناهج التعليمية في الشمال السوري، ويظهر فيها صورة لمظاهرة ثورية يرفع خلالها علم الثورة السورية، وفوقها عبارة (الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر) وهي مقولة تعود لحافظ أسد، رأس النظام السابق.

لكن المعنيين في إدلب وريف حلب، أكدوا في حديثهم لأورينت أن تلك الصور "مفبركة" وغير صحيحة واتهموا "جيش النظام الإلكتروني" بفبركتها وترويجها وقال مسؤول الطباعة والمناهج بمديرية التربية المستقلة في إدلب، أنور السعيد لأورينت نت: إن "هذا الدرس موجود في الصف الرابع كتاب الاجتماعيات الصفحة (127) ولكن هو درس منقح في المناهج، وموجود في الدرس آية قرآنية ونشيد الثورة السورية وبعض الأسئلة الخاصة بالثورة"، وهو ما أرفقه بصورة واقعية للدرس المقصود من المنهاج المتداول حاليا في إدلب، ويؤكد أن تلك الأخطاء غير موجودة في المنهاج الحالي.

الصورة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي والصورة الحقيقية لذات الصفحة من المنهاج التعليمي في إدلب:

حكومة غير حاكمة

وسبق أن كشفت أورينت في تحقيقات خاصة أجرتها في وقت سابق، أن وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة باتت ومنذ وقت طويل خارج المعادلة بشكل شبه كامل فيما يخص إدارة القطاعات الخدمية في هذه المناطق، بما في ذلك قطاع التعليم، ولذلك لا تستطيع التدخل من أجل المساهمة في إيجاد حلول لهذه المشكلة.

وقال أحد المسؤولين في الوزارة والمديريات التابعة لها، (ورفض التحدث باسمه الصريح بسبب حساسية الموضوع والإحراج الشديد الذي يسببه للحكومة والوزارة) "منذ البداية تم التنبيه إلى أن هيمنة المجالس على ملف التعليم سيؤدي لمشاكل ونتائج خطيرة بسبب إقصاء الكوادر والخبرات، والعمل بدون ضوابط"، وهذا ما حصل بالفعل، حيث ظهرت مشكلة المناهج ومشكلة الامتحانات ومشكلة الشهادات وبعدها مشكلة المعلمين والرواتب، وهذه لن تكون الأخيرة إذا لم يتم وضع حد لما يجري، ولدينا الخبرة اللازمة للقيام بذلك، ويكفي أن يكون للتعليم إدارة مركزية واحدة ليتحقق أول شرط من شروط المعالجة".

فضائح متكررة

وتكررت في الآونة الأخيرة الأخطاء والفضائح الخاصة بمناهج التعليم ولا سيما قضية كتاب "السيرة النبوية" الذي تم توزيعه في شمال شرق حلب مؤخراً، وتضمن رسوماً تعبيرية مثيرة للجدل، وأثار هجوماً واسعاً تجاه "مركز استشراف للأبحاث" المسؤول عن تلك الرسوم، مقابل تقليل أهمية الأمر من معظم مسؤولي الحكومة المؤقتة، على المستويين الأمني والإداري.

لكن ذلك الأمر، دفع بالسلطات التركية وعلى رأسها الرئيس رجب طيب أردوغان، لاستنكار الخطأ وفتح تحقيق واسع بحق المسؤولين عن طباعة تلك الرسومات، باعتبارها مسيئة للإسلام ونبيه، وتعبر أيضاً عن الفوضى الإدارية للمؤسسات المسؤولة عن قطاع التعليم في الشمال السوري.

وتعد المناهج المعتمدة في مناطق سيطرة المعارضة، مناهج النظام المقررة قبل عام ٢٠١٤ بعد تنقيحها من كل ما يرمز للبعث وآل أسد، باستثناء ثلاث مواد تم تعليق العمل بها بطلب تركي، وهي التربية الإسلامية والتاريخ والجغرافيا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات