23 علويا فقط
وتسعى الحركة التي تضم (23 علويا فقط معظمهم في الخارج دون الإعلان عن أسمائهم حتى!) إلى بناء الدولة المدنية التي تحترم جميع الطوائف والقوميات وتعطيهم حقوقهم بالتساوي والعدل، وتطالب بعدم التعميم وتحميل الطائفية العلوية برمتها مسؤولية أفعال بعض المجرمين الذين يدّعون بأنهم علويون، كما نص البيان.
كما تطالب بهيئة حكم انتقالي بالتشارك مع جميع الأطياف والمكونات، كما طالبت بتغيير الدستور السوري ليتماشى مع العصر الحديث والتشديد على حصر ولاية رئيس الجمهورية بمرة واحدة لمدة 4 سنوات فقط، كما أعلنت الحركة أن سوريا دولة محتلة فاقدة للشرعية والسيادة حتى يتم خروج جميع القوى الأجنبية منها ويتم تطبيق المرحلة الانتقالية.
لماذا يخفون أسماءهم؟!
ويقول أحد أعضاء الحركة لأورينت نت طلب عدم الكشف عن هويته إن: "الحركة نتاج تنسيق دام قرابة السنة بين الأعضاء الموجودين في المدن الساحلية في سوريا والأعضاء في خارج سوريا، وسبب عدم كشف هوية الأعضاء هو للحفاظ على سلامة الأعضاء من بطش المخابرات، وعدم تعريض حياتهم للخطر، لأن معرفة أي اسم منهم سيتم معرفة الجميع حتى الذين في الداخل السوري، فالجميع يعلم مدى حساسية ملف العلويين بالنسبة للنظام، وقيامه باستخدام تلك الورقة على مدار السنوات الماضية. والحركة نتيجة الانتهاكات التي مورست ضد الشعب العلوي، لأن أكبر نسبة جرائم وانتهاكات هي في محافظة اللاذقية، والنسبة الأكبر من مقاتلي النظام هم من أبناء الطائفة العلوية، ويقتل في كل يوم منهم العشرات من أجل حماية مصالح عائلة الأسد. عدا عن انعدام الخدمات في المنطقة."
ويتابع: "نريد من خلال هذه الحركة توعية أبناء الطائفة العلوية بأنه يتم استغلالهم، وما زرعه النظام في عقولهم أنهم إن لم يساندوه فسيتم قتلهم من السُنة، هي أفكار طائفية يحاول الأسد من خلالها بث الفتنة لتحقيق مصالحه، والهدف من هذه الحركة هي تشجيع الطائفة العلوية في الساحل على الانتفاض في وجه النظام، وطرد أقربائه ومن منحهم السلطة المطلقة مثل منذر الأسد الذي يقوم بسرقة أبناء المنطقة وفرض إتاوات عليهم من المنطقة، كما تهدف الحركة إلى وقف التمدد الإيراني الذي عمل خلال السنوات الماضية على تشييع عدد كبير من أبناء المنطقة مستغلاً سوء الأوضاع الاقتصادية، وتشكيل فصيل مسلح للدفاع عن المنطقة وضبط أمنها الذي عجز النظام عن القيام به، ونسعى لعقد تحالفات مع الأحزاب والحركات الأخرى للوصول إلى حكم مشترك والتخلص من نظام بشار الأسد."
ويبدو أن جزءاً من العلويين بدأ يقتنع بعد كل هذه السنين، بأن النظام استغلهم لسنوات، وهذا ما بدا من خلال كلام علويين موالين، مثل زياد هواش أحد مشايخ الطائفة، الذي كتب بعد خطاب القسم الذي ألقاه بشار الأسد في حزيران الماضي، بثلاثة منشورات على فيسبوك تحدث فيها أن بشار الأسد هو من حوّل الطائفة أو أكثرها إلى مجرمين وهو من أفقرها وأهانها.
وأوضح أحد العلويين من مدينة اللاذقية لأورينت نت شريطة عدم الكشف عن هويته أنه: "رغم التعميم بأن العلويين من أوائل مؤيدي النظام وأنهم من أكثر المستفيدين منه، إلا أننا من أكثر الطوائف التي تم استغلالها واستضعافها، واقتصرت المكاسب على شريحة صغيرة جداً منهم، وهم من الدائرة الضيقة لعائلة الأسد، لكن بسبب القبضة الأمنية على المنطقة والعلويين بشكل خاص لم نكن قادرين على الانتفاضة أو الوقوف في وجهه، ويمكن أن يكون التشكيل الجديد فرصة لنزع عباءة الأسد التي ألبسناها إياه خلال السنوات الماضية."
وأضاف: "يعاني أبناء الطائفة العلوية في الساحل، كما يعاني الشعب السوري بأكمله من الفقر والجوع ونقص الإمكانات والموارد الغذائية وانعدام أدنى مقومات الحياة، كما سلط النظام بعض أقاربه على سكان المنطقة لفرض مزيد من القيود وتحويل حياتهم إلى جحيم، ولم يعد من الممكن الصبر أكثر من ذلك، والشارع العلوي محتقن وينتظر الفرصة التي تمكنه من التخلص من بطش النظام وظلمه."
احتقان قديم
وبحسب دراسة أعدها مركز جسور للدراسات في حزيران 2017، فمن الممكن أن يشهد الساحل احتجاجات تتوسع إذا قادت هذه الاحتجاجات وجهاء ومشايخ علويّين يتمتعون بالشهرة والثقة العامّة من أبناء الطائفة العلوية.
من جهته المحلل السياسي حسن نيفي أخبر أورينت نت أن: "السنوات الأخيرة شهدت حراكاً داخل صفوف الطائفة العلوية يسعى للخروج من عباءة آل الأسد والتبرؤ من الجرائم التي يرتكبها النظام بحق السوريين، ولكن هذا الحراك على الرغم من وجوده في الوسط العلوي فإنه بقي عديم الفاعلية، لافتقاره الإطار الذي يحوله إلى نشاط له آثار ملموسة على الأرض، أما ظهور حركة لها إطار تنظيمي كحراس العلويين، فهذا يدل على مقدار امتعاض الكثيرين في الوسط العلوي وسعيهم للتبرؤ من نظام الحكم الذي ربط مصيرهم بمصيره، ولا شك أنها محاولة تعبّر ربما عن رغبة الكثير من العلويين، ويتعلق نجاحها في مسعاها بمدى انتشارها في الوسط العلوي، وكذلك على ما تمتلكه من إمكانيات بشرية ومادية ليكون خطابها مسموعاً، وتكون قادرة على العمل على الأرض وعدم الاكتفاء بإصدار البيانات فحسب."
وأردف قائلا: "رغم وجود العبارات الخالية من الطائفية والانغلاق في بيان الحركة التأسيسي ورغم المطالبات السياسية المنطقية لها، إلا أن تسمية الحركة بالحراس يبدو أنها أتت من حركة حراس الأرز اللبنانية، كما أن الحركة انطلقت بعد عودة رفعت الأسد إلى سوريا، الذي أطلق على نفسه خلال السنوات الماضية حارس العلويين، والذي طالب بكانتون علوي في الساحل السوري. كما أن رفعت الأسد قال إنه سعى لتشكيل حزب معارض للنظام السوري وتوسيع قاعدة الحراك والمشاركة السياسية، لكن هل سيمتدّ الحزب إلى باقي المناطق، أم إنه سيقتصر على كانتون الساحل السوري. لأنه يبدو أنه شبيه بالأحزاب والحركات الأخرى الموجودة لدى الدروز والمسيحيين والشركس والأرمن والأكراد."
التعليقات (15)