مخيمات النازحين تغرق..الخوذ البيضاء تنشر إحصائية للمتضررين وتبدأ بالاستجابة

مخيمات النازحين تغرق..الخوذ البيضاء تنشر إحصائية للمتضررين وتبدأ بالاستجابة
يُعاني أكثر من 1.5 مليون مهجّر قسري، منذ الأمس من ظروف حياتيّة أقل ما يُقال فيها إنّها غير إنسانيّة، حيث خلفت الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدها شمال غرب سوريا الليلة قبل الماضية وصباح أمس الأحد 19 كانون الأول، أضراراً كبيرة في مخيمات المهجرين.

وقال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إنّ ما فاقم معاناة المدنيين ضعف البنية التحتية بالمخيمات أو غيابها، بالتوازي مع تردي أوضاعهم المعيشية وفقدانهم مقومات الحياة الأساسية.

وأكّد الدفاع المدني أنّ فرقه استجابت لـ 77 مخيماً في ريفي إدلب وحلب تضررت بفعل السيول والأمطار، وبلغ عدد الخيام التي تضررت بشكل كلي (تهدمت أو دخلتها المياه بالكامل) أكثر من 100 خيمة، وعدد الخيام التي تضررت بشكل جزئي (تسرب إليها الماء) أكثر من 550 خيمة، ويقدر عدد العائلات التي تضررت بشكل كبير بأكثر من 620 عائلة.

محاولات للاستجابة

وخلال استجابتهم للمخيمات المُتضررة؛ قام متطوعو الدفاع المدني السوري بفتح قنوات لتصريف المياه، إضافة لتنظيف مجاري القنوات الموجودة، وضخ المياه من بعض التجمعات التي يستحيل فتح قنوات بها لسحب المياه بعيداً عن الخيام، وجرف الوحل من طرقات مداخل بعض المخيمات لتسهيل حركة المدنيين، ومساعدة المدنيين للوصول إلى خيامهم وإخراج آلياتهم العالقة في الوحل.

وقبل بداية موسم الأمطار، أكّد الدفاع المدني أنّه كثف الدفاع المدني السوري عملياته في المخيمات، وذلك من خلال تجهيز أرضيات المخيمات وفرشها بالحصى، وفتح طرقات وإقامة قنوات تصريف في محيط عدد من المخيمات لا سيما التي تقع في الأودية أو ضمن مجاري السيول لمنع المياه من الوصول للمخيمات، كما نقلت الفرق عدداً من المخيمات العشوائية التي غرقت الشتاء الماضي مثل مخيم المطحنة بمحيط بلدة باتبو غرب حلب.

وأشار الدفاع المدني في بيانٍ له إلى أنّ كل الجهود التي تقوم بها مؤسسات الإغاثة والعمل الإنساني غير كافية بسبب حجم الكارثة التي يعيشها المهجرون قسراً في الشمال السوري، فقطع القماش لن تحميهم برد الشتاء وحر الصيف، ويبقى الحل لإنهاء مأساتهم هو بعودة كريمة دون وجود تهديد لحياتهم من نظام الأسد وحلفائه.

وطالب الدفاع المدني المجتمع الدولي بالضغط على نظام أسد وروسيا، وعدم الاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعض النتائج الكارثية للتهجير دون إنهاء المشكلة ومحاسبة النظام على جرائمه وإعادة المهجرين والنازحين.

لا حل دون عودة آمنة

بدوره رائد الصالح مدير الدفاع المدني السوري أكّد في حديث لأورينت نت أنّ الدفاع المدني لا يتلقى أيّ دعم من أي مؤسسة دولية، فعمله غير إغاثي، يقول الصالح: "نحن نطلق المناشدات حتى يتم تقديم الدعم عن طريق المؤسسات الإغاثية، نحن نقدم استجابة طارئة، كفتح المياه والنقل وإصلاح شبكات الكهرباء، إضافة لاستجابة نتيجة الفيضانات التي تحدث".

وأضاف الصالح: "حتى في حال وصول أيّ دعم إغاثي، نقوم بتوجيهه إلى مؤسسات إنسانيّة معنيّة بتوزيع المعونات الإنسانيّة، فعملنا لا ينضوي على تقديم المساعدات الإنسانية".

وأشار الصالح إلى أنّ الدفاع المدني بذاته لا يحتاج اليوم لتقديم أيّ مساعدات لتنفيذ أعمال الاستجابة، مُطالباً بتوجيه الدعم الإغاثي لمستحقيه، يقول الصالح: "ليس لدينا الكثير من المشاكل في تقديم الاستجابات الإنسانيّة، في المخيّمات وغيرها".

وأكّد أن المسؤولية الأساسية في الأوضاع الإنسانيّة السيئة في المخيّمات تقع على عاتق المؤسسات الدولية التي تقدم الدعم والتمويل لتلك المخيّمات، مشيراً إلى أنّ الاستجابة تحدث سنويّاً للمخيمات شمال غرب البلاد، لكن هل هذه الاستجابة ستغطي كافة الاحتياجات، والجواب بحسب الفارس بالطبع لا، فالحل لموضوع الخيام ليس تأمين الخيام أو الأغطية، الحل هو بالعودة الآمنة لساكني المخيّمات إلى منازلهم.

وفي كل شتاء تتكرر مأساة مئات آلاف المدنيين في مخيمات شمال غرب سوريا التي يعيش فيها أكثر من 1.5 مليون مهجر، بسبب طبيعة المنطقة التي بنيت بها المخيمات وغياب وسائل الوقاية لها من السيول كوجود سواتر ترابية أو قنوات تصريف وخاصة في المخيمات المبنية في الأودية، حيث تتعرض لأضرار كبيرة وتبقى آلاف العائلات بلا مأوى بسبب تهدم خيامها، أو محاصرتها بالمياه والوحل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات