أبرزهم أيمن زيدان.. فنانو نظام أسد بالعراق: تسوّل المال مقابل المواقف

أبرزهم أيمن زيدان.. فنانو نظام أسد بالعراق: تسوّل المال مقابل المواقف
يتداول الإعلام العراقي والسوشيال ميديا هناك عبارات المثقفين والشعراء والفنانين العرب، خصوصاً المصريين والسوريين، الذين يزورون بغداد لحضور أحداث يتم الترتيب لها مسبقاً في أماكن محصّنة ومغلقة، مثل معرض كتاب أو حفل غنائي أو ندوة أو أشياء من هذا القبيل، حيث يُتداول ذلك الكلام على أنه دليل على استعادة العراق مكانته (لا أحد يدري أي مكانة ونحن في مؤخّرة العالم)، ويثير كلامُ المأجورين من هؤلاء الشعراء والفنانين عاطفةَ العراقيين، وكأن العراق يصبح عظيماً حين يقول شخص ما إن العراق عظيم!.

السوشيال ميديا العراقية مؤخراً احتفت بزيارة الممثل أيمن زيدان، لحضور معرض العراق الدولي للكتاب، وقال زيدان في المعرض: "بغداد مدينة عظيمة"، فتأكد العراقيون أن بغداد مدينة عظيمة حقاً! هكذا وبجملة واحدة اختفت الأوساخ والتجاوزات والعشوائيات وسوء الخدمات والأسلاك الشائكة والجريمة والفقر والميليشيات. 

بغداد العظيمة: أسوأ مدينة للعيش!

بالنسبة إلى بغداد "العظيمة" التي يتحدث عنها الممثل السوري أيمن زيدان، تقول عنها وزارة التخطيط العراقية إن المساحة التي تشغلها الوحدات السكنية العشوائية فيها، تمثل 15 في المئة من مساحة المدينة، وهي أكثر مدينة عراقية تضم تجمعات عشوائية يسكنها مواطنون يعيشون تحت مستوى خط الفقر الذي قفز إلى أكثر من 40 في المئة خلال جائحة "كورونا". 

بغداد "العظيمة" ظلت ومنذ سنوات بعيدة، تحافظ على مكانتها كأسوأ مدينة للعيش في العالم، وفق مؤشر مؤسسة "ميرسر" العالمية، التي تعتمد في تصنيفها للمدن على: الرعاية الصحية والمرافق البيئية الطبيعية ومعدلات النمو والتعليم والجريمة والسكن.

هنالك أيضاً أكثر من 4000 عقار تابع للدولة، تسيطر عليها الميليشيات المسلحة في بغداد، هذا سوى أن تلك الميليشيات تسيطر على كل شبر في بغداد، وتستطيع أن تقتل وتختطف من تشاء.. إنها تقصف منزل رئيس الوزراء بطائرات مسيّرة مفخخة!

المدينة التي لم يتبقَّ منها سوى ألقابها القديمة، تستطيع وأنت تسير في شوارعها المشوّهة بالغبار والنفايات، أن تلاحظ فكرة الموت والعنف الراسخة في مخيّلة سكانها: صور القتلى على كل جدار وعمود إنارة، وصور رجال الدين الكبيرة تملأ مساحات شاسعة من فضاءات المدينة الكئيبة، مع عبارات حماسية فارغة لتوريط الناس العاديين في حروب ليست من شأنهم، وروائح الفقر والبؤس تفوح في الأزقّة الرديئة، والوجوه عابسة أبداً، واللغة الشائعة هناك هي لغة التذمر والشكوى من الأوضاع كلِّها، سياسيةً واجتماعيةً وأمنية.

لا أدري إن كانت بغداد تصلح أن نسمّيها مدينة حتى، وفقاً للمعايير العالمية الحضرية للمدن في العالم الحديث، هذا قبل التفكير بكونها عظيمةً أم لا !. 

يكرهون "حزب البعث" في العراق ويحبّونه في سوريا!

الصحفي العراقي ميزر كمال كتب في تقريرٍ له بموقع درج أنّ أيمن زيدان واحد من ممالقي النظام السوري البعثي الذي ومنذ 10 سنوات يقتل السوريين ويهجّرهم، ويدمّر المدن السورية، وحوَّل دمشق إلى سجن مخيف، يحتفي بأيمن زيدان العراقيون الذين يكرهون "حزب البعث"، ويعتقدون أن نظام صدام حسين مجرم، وارتكب مجازر بحق العراقيين (وهذا صحيح).. لكن ماذا عن نظام البعث الذي ارتكب مجازر أفظع وأبشع بحق السوريين؟ لماذا يؤكد بعض العراقيين في كل مناسبة أنهم في الجانب الخطأ فيما يتعلق بالمسائل الإنسانية؟ 

قبل الثورة السورية عام 2011 كانت الحكومة العراقية لا تكلّ من اتهام النظام السوري بتصدير الانتحاريين والمقاتلين إلى العراق، وكان التلفزيون الحكومي العراقي لا يتحرَّج أبداً من بثّ أي رأي يهاجم سوريا حكومةً وشعباً، فبشّار الأسد كان يُصوَّر آنذاك بأنّه يزيد، وأبوه معاوية، والشعب السوري كله هم آل يزيد!

لكن سرعان ما انقلبت الأمور بشكلٍ يدعو إلى التساؤل والاستغراب، فما إن انطلقت شرارة الثورة؛ حتى بدأ العراق حكومةً ومثقفين بالترويج لفكرة أنّ النظام السوري- العلوي، يدافع عن المقدسات الشيعية وانكساره يعني زوال تلك المراقد، ومن هنا جاءت فكرة وجوب دعمه وإرسال ميليشيات تُقاتل في صفِّه، وهذا ما حدث بالفعل، وكانت الميليشيات العراقية التي ذهبت للقتال في سوريا، الأكثر إرهاباً وعنفاً وقسوة من بين الميليشيات الأجنبية التي استعان بها النظام السوري لقمع الثورة.

خلال زيارتها بغداد، اصطحب عددٌ من شعراء العراق وبينهم شاعر يدعى حسين القاصد (شغل فيما بعد منصب مدير دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة) اصطحبوا الشاعرة السورية المؤيدة للنظام انتصار سليمان إلى شارع المتنبي المخصَّص لبيع الكتب، كانت علامات الفرح والارتياح باديةً على وجوه الجميع في الصور التي التُقطت لهم مع الشاعرة التي لوّحت بعلم النظام السوري وصورة بشار الأسد.

الشاعر حسين القاصد الذي يظهر مع انتصار سليمان في شارع المتنبي حوّل صفحته على "فيسبوك" إلى منصة لنشر أخبار مليشيات الحشد الشعبي والترويج لفكرِها، بالتأكيد فإن الشاعر حرٌّ بما يعتقد وله أن يكتب ما يشاء في المكان المخصَّص له، لكنّ هذا الأمر يحيلنا إلى تساؤلٍ أثاره الشاعر العراقي فوزي كريم عن الكيفية التي يبرع فيها شاعر ما في قصائده وهو ينطوي على عدائية وقسوة وينتظم بمؤسسة عدوانية.

يُشار إلى أنّ العديد من الممثلين السوريين كثيراً ما يترددون إلى العراق بهدف دعم أو إبداء التأييد للميليشيات الطائفية التي تحكم هناك، ومنهم الممثلة سلاف فواخرجي وأندريه سكاف والكثير غيرهما.

فنانو مصر: أي شيء مقابل المال

أما بالنسبة إلى الكتاب والصحفيين والفنانين المصريين فلا يختلف الأمر كثيراً عن حالة الممثل أيمن زيدان وبقية من يوصفون بأنهم "شبيحة" نظام الأسد، إنهم مأجورون، يطبّلون لمن يدفع لهم المال، سبق لهم أن فعلوا الأمر ذاته مع نظام صدام حسين.

نهاية عام 2000 زار فريق من الفنانين المصريين العراق، أبرزهم حينها الفنان محمد صبحي، والفنانة رغدة، رفقة عضو مجلس الشعب المصري عماد السعيد، وآنذاك جاء الفريق إلى بغداد لعرض مسرحية "ماما أمريكا" وُرتِّبَ للفنانين لقاء مع صدام حسين.

خلال اللقاء تملَّق الفنان محمد صبحي لصدام حسين بطريقة مبهرة، الكثير من التأكيدات على عشق المصريين لصدام وحاجتهم إليه ليقترب إليهم أكثر، وهذه الحاجة تظهر عند بائع الفول في الشارع وعضو مجلس الشعب الذي يفوز بالانتخابات بفضل دعايته الانتخابية لرفع الحصار عن العراق.

بالتأكيد لا أحد يشك بحبّ كثير من المصريين للعراق، لكن ليس كما حاول محمد صبحي أن يظهره لصدام حسين من أجل الحصول على "إكرامية" من الرئيس الذي كان يعتقد أنه بمنزلة هارون الرشيد.

الغريب في قصة محمد صبحي هو ما ينقله الدكتور علي عبد الأمير عجام في كتابه: "في مهب العراق" والذي يورد فيه مقالة كان قد نشرها في "الحياة" بتاريخ 6 كانون الثاني/ يناير 2001، وهو تاريخ ذكرى تأسيس الجيش العراقي.

يقول الدكتور علي عبد الأمير إن صدام حسين رفض أمنية محمد صبحي بأن يُفرض حصار على مصر "لكي تصبح منتجة أكثر مثلما يفعل العراقيون الآن" وقال له: أبعدكم الله عنه.

لا أدري كيف يتمنى شخص كل هذا الوضع الجنوني لنفسه وأهله، مقابل أن يُشعِر طاغية مثل صدام بالإطراء، ويأمر بإعطائه مقداراً معيناً من المال، كيف يملك فنان مثل محمد صبحي تلك الجرأة في قول ما قاله، عندما رأيت فيديو المقابلة، وهو متوفر على “يوتيوب”، تذكرت كل ذلك الجوع، والفقر، تذكرت قسوة الحياة حينها ونحن لا نملك ثمن وجبة العشاء.

في اللحظة التي كان يقول فيها محمد صبحي لصدام حسين إنه يتمنى الحصار على مصر لكي تصبح منتجة مثل العراق، كان 250 عراقياً يموتون يومياً بسبب الحصار، وأكثر من 131 ألف طفل عراقي متخلّف عن المدرسة بسبب الفقر.

بعد سقوط صدام حسين وقيام الجمهورية الطائفية في العراق، لم يكفَّ الفنانون المصريون عن إدهاشنا، وبدؤوا حملات تملق للميليشيات المسلحة، من أجل الحصول على المال (40 ألف دولار لكل فنان يلمّع صورة الحشد الشعبي) ويذهب مع المقاتلين إلى المناطق التي شهدت معارك، وكذلك في حفلات خاصة، ومن هؤلاء الفنانين: أحمد ماهر وحنان شوقي ووفاء الحكيم ومحمود الجندي، وكانوا يرتدون الزي العسكري للحشد الشعبي، وعن هذا قالت الفنانة حنان شوقي: "إن لبس زي الحشد الشعبي العراقي، شرف أفتخر به".

ويختم التقرير: نحن ندري أن تملّق الفنانين والمثقفين والكتّاب للديكتاتوريات هو نمط شائع في الأنظمة المستبدة، وهو قديم جداً، لكن هنالك حالات لهذا التملّق تستدعي التوقف والتعجب، كما هو الحال مع الفنان محمد صبحي، وعادل إمام وغيرهما الكثير من "المطبلين" للأنظمة العسكرية والديكتاتورية.

التعليقات (3)

    محمد مرتضى

    ·منذ سنتين 4 أشهر
    صدام ليس طاغية . انت مأجور و حثالة

    أبو هيثم

    ·منذ سنتين 4 أشهر
    أمثال هؤلاء المطبلون لا يجب إطلاق وصف فنان عليهم، لأنهم لا يمتلكون موهبة فنية تستحق الإعجاب، كل ممثل يقوم بدور يحبه وينتفع منه، والأمر كله ليس إلا للتكسب والتربح من الظهور بعدة وجوه غير حقيقية او بطولات خيالية لا يملكها حقيقة الممثل. الجمهور انخدع بشخصيات الكثير من الممثلين الذين تنامت شعبيتهم بالتقرب من قلوب المشاهدين، ولكن الواقع مخالف لما نكتشفه لاحقا وهو أن الممثل يقوم بالادوار المطلوبة منه.

    Ayman Jarida

    ·منذ سنتين 4 أشهر
    صدام حسين سافل مثل بشار
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات