الجرعة الثالثة من لقاح كورونا.. لماذا مهمة وما أبرز توصيات الصحة العالمية؟

الجرعة الثالثة من لقاح كورونا.. لماذا مهمة وما أبرز توصيات الصحة العالمية؟
في الوقت الذي لايزال فيه مواطنو الدول الفقيرة يسعون للحصول على جرعة لقاح واحدة على الأقل تقيهم من الموت الذي يزور بلادهم يوميا، قررت الكثير من البلدان الأوروبية المضي قدما بحملات التلقيح بالجرعة التعزيزية الثالثة، خوفاً من متحورات فيروس كورونا وآخرها "أوميكرون" التي بدأت بالظهور.

 الجرعة الثالثة.. من يحق له تلقيها وماالتوصيات الصحية بشأنها؟

بعد ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا خاصة في البلدان الأوروبية وبين متلقي اللقاح حتى ، رأت بعض الدول بضرورة تدعيم مواطنيها بجرعة ثالثة ضد السلالات الجديدة من الفيروس، علها تخفف من الإصابات، وتحد من تدهور الوضع الصحي الذي ينعكس تلقائيا على الوضع الاقتصادي للبلدان. 

وبحسب وزارة الصحة الألمانية التي كانت أول من دعى المواطنين لتلقي الجرعة الثالثة، فإنه يمكن الحصول على اللقاح الثالث بعد ستة أشهر من تلقي اللقاح الكامل ولأي شخص تجاوز عمره 12 عاماً، منوهةً أن تلقي الجرعة قبل مرور الستة أشهر لا يقدم أي فائدة مناعية للشخص، لأنه بعد التلقيح الكامل تكون مناعة الجسم غالباً كافية لمواجهة الفيروس حسب النتائج.

وتلقى ما لا يقل عن 31 مليون شخص جرعة معززة في الولايات المتحدة، حيث أعطت السلطات الصحية الأمريكية الضوء الأخضر بالاستخدام الطارئ للقاحات شركتي "فايزر وموديرنا" ضد فيروس كورونا بهدف إعطاء جرعة ثالثة معززة لجميع البالغين الذين لقحوا بالكامل قبل ستة أشهر. وكانت الجرعة المعززة من هذين اللقاحين تقتصر سابقاً على فئات محددة، منها من تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.  

وبرأي حكومات هذه الدول، فإن الجرعة الثالثة قد تساعد في تعزيز المناعة ضد السلالات الجديدة من فيروس كورونا، مؤكدين أن العدالة ومشكلة توزيع اللقاحات على البلدان الفقيرة مشكلة أكبر بكثير من تلقي مواطنيها الجرعة الثالثة من عدمها.

رأي منظمة الصحة العالمية بالجرعة الثالثة 

دعت منظمة الصحة العالمية إلى التمهل في إدارة وإعطاء جرعة ثالثة من اللقاحات ضد كوفيد-19 أو مايعرف بالمعززات، لحين تمكن ما لا يقل عن 10 في المائة من سكان كل بلد في العالم من الحصول على التطعيم.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، تم إعطاء أكثر من أربعة مليارات جرعة من لقاح كوفيد على مستوى العالم. ذهب أكثر من 80 في المائة منها إلى البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط، على الرغم من أنها تمثل أقل من نصف عدد سكان العالم.

ورغم هذه الإحصائيات، تتجه بعض الدول الغنية لإعطاء الجرعة الثالثة (المعززة)، بينما لا يزال مئات الملايين من الناس ينتظرون الجرعة الأولى من لقاح كـوفيد-19.

وفي المؤتمر الصحفي الاعتيادي من جنيف، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "إنني أتفهم شواغل جميع الحكومات من أجل حماية شعوبها من متغير دلتا. ولكن لا يمكن قبول أن تقوم البلدان التي استخدمت بالفعل معظم الإمدادات العالمية من اللقاحات باستخدام المزيد منها، بينما يظل الأشخاص الأكثر ضعفا في العالم غير محميين."

وأضاف أن ما تدعو إليه المنظمة هو تضامن عالمي كامل على الأقل خلال الشهرين المقبلين، للالتفاف حول هدف اللحاق بركب بقية العالم فيما يتعلق بتغطية التحصين. مؤكداً أنه لا يمكن الخروج من الجائحة ما لم يخرج كل العالم منها معا. ومع الفروقات الكبيرة في تغطية اللقاحات فلن نتمكن ببساطة من تحقيق ذلك."

إيجابيات الحصول على جرعة ثالثة

أوصت مجموعة استشارية تابعة لمنظمة الصحة العالمية، الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بأخذ جرعة إضافية من لقاحات كوفيد-19 المعتمدة، وذلك لأن هؤلاء الأفراد أقل احتمالا للاستجابة بشكل كاف للتطعيم بعد سلسلة اللقاحات الأولية القياسية، وهم معرضون بشدة لخطر الإصابة بكـوفيد-19.

وأضاف الخبراء أن الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 عاما أو أكبر والذين تلقوا لقاحات Sinovac و Sinopharm يجب أن يحصلوا على جرعة ثالثة أيضا.

وقال الخبراء: "عند تنفيذ هذه التوصية، يجب أن تهدف البلدان في البداية إلى تعظيم التغطية بإعطاء جرعتين لهذه المجموعة السكانية، وبعد ذلك إعطاء الجرعة الثالثة، بدءا من الفئات العمرية الأكبر سنا".

وفقا لمعطيات بحثية، يبدو أن المناعة المتكونة باللقاحات تتراجع مع مرور الوقت؛ فوفقا لباحثين في بريطانيا، الحماية التي يوفرها تلقي جرعتين من لقاحات "فايزر-بيونتك" (Pfizer–BioNTech) و"أكسفورد-أسترازينيكا" (Oxford–AstraZeneca) تبدأ في التلاشي في غضون 6 أشهر، مما يشير إلى الحاجة لتلقي جرعات تنشيطية.

وخلص تحليل بيانات جمعتها شركة تطبيق "زوي كوفيد" إلى أن فاعلية لقاح فايزر انخفضت من 88% بعد شهر من تلقي الجرعة الثانية إلى 74% بعد 5 إلى 6 أشهر.

وبالنسبة للقاح أسترازينيكا انخفضت الفاعلية من 77% إلى 67% بعد 4 إلى 5 أشهر.

مع ظهور سلالات جديدة من كورونا مثل "دلتا" و"مو"، هناك خشية من أن تراجع المناعة مع الوقت سيقلل من فعالية اللقاح، ولذلك فإن الجرعة المعززة ربما تساعد على تحفيز المناعة ضد السلالات الجديدة.

مزيج من اللقاحات

توصي المراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية منها (CDC) بأن تتطابق الجرعات المعززة مع لقاحات "إم آر إن إيه" (mRNA) الأصلية التي تلقاها الأشخاص في وقت سابق من هذا العام، وفي حال لم يتم العثور على جرعة مطابقة من اللقاح، فسيكون من الممكن الحصول على لقاح من نوع آخر.

فسمحت الولايات المتحدة منذ نهاية تشرين الأول الماضي بأن تكون الجرعة المعزَزة "مزيجًا" من اللقاحات، لذلك يمكن للأمريكيين اختيار لقاح يختلف عن اللقاح الذي سبق لهم تلقيه.

وبحسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، كانت الآثار الجانبية بعد الجرعة الثالثة أقل شيوعًا إلى حد ما مما كانت عليه بعد الجرعة الثانية.

خطة منظمة الصحة العالمية للتطعيم 

EnxyyxXZa4o

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت عن خطة بقيمة 8 مليارات دولارات، هدفها القضاء على جائحة كوفيد-19، من خلال جعل اللقاحات في متناول الجميع، في كل مكان في العالم.

وتهدف استراتيجية التطعيم ضد كـوفيد-19 العالمية إلى تطعيم 40 في المائة من الناس في جميع البلدان، بحلول نهاية العام الحالي، وتطعيم 70 في المائة من سكان كل بلد في العالم، بحلول منتصف عام 2022.

وتدعو الاستراتيجية إلى اتباع نهج تطعيم كبار السن، والعاملين الصحيين، والفئات المعرضة للخطر، من جميع الأعمار، في كل بلد، يلي ذلك، تطعيم جميع البالغين في كل البلد، وأخيرا تطعيم المراهقين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات