وذكرت صحيفة "القبس" الكويتية، أن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي نقل رغبة فرنسية لفريق حكومته باستقالة قرداحي من منصبه وذلك "لتكون ورقة بيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حواره مع السعوديين بشأن الملف اللبناني والأزمة الأخيرة بين الطرفين.
وأوضحت الصحيفة أن ميقاتي "يكثف التواصل مع جورج قرداحي والقوى السياسية المعارضة لاستقالته"، وأن “اجتماعاً سيحصل ضمن الفريق، الذي ينتمي إليه قرداحي يبحث في إقناع الأخير بالاستقالة، قبيل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرياض في الأيام المقبلة، على أن يتم إخراج الاستقالة بشكل يحفظ ماء الوجه، لتكون استقالة قرداحي ورقة بيد ماكرون في حواره مع السعوديين في الملف اللبناني”.
قرداحي يتذلل
وفي تبدّل واضح بالمواقف، وجه قرداحي التهنئة لدولة الإمارات العربية المتحدة بعيدها الوطني في محاولة لاسترضائها بعد إساءته لها وللسعودية، وكتب تغريدات على حسابه في "تويتر" اليوم، وقال فيها: "أطيب تحية من القلب، إلى الامارات الحبيبة، قيادة وشعباً، بمناسبة عيدها الوطني الخمسين.. خمسون عاماً كأنها خمسون قرناً من الإنجاز والتطور والرقي والطموح".
وأضاف في تغريداته: "مسيرة، أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد، ورسّخ بنيانها أركان الدولة الذين جاؤوا بعده، ليجعلوا من بلادهم بلاد خير، وسلام وازدهار وتسامح، تشعّ أنوارها على العالم.. أحبتي في الإمارات، كل عام وأنتم بخير، ووطنكم بألف خير".
وكان قرداحي عبّر يوم أمس، عن "احتقاره" لمن يتهمونه بالعمالة لميليشيا حزب الله اللبناني، وأكد أنه "ليس وزيراً ولا عميلاً لحزب الله كما قال بعض السياسيين في لبنان"، وجدد في تصريحات لقناة "فرانس 24" عدم تمسكه بمنصبه واستعداده للاستقالة مقابل حل الأزمة اللبنانية الخليجية التي كان قرداحي سبب تفجرها وقال في هذا الصدد: "إذا كانت هناك دلائل على أن استقالتي ستؤدي إلى إعادة العلاقات مع دول الخليج فوراً، وإلى وقف الحملة المسعورة والمركزة على حكومة ميقاتي، فسأضع استقالتي فوراً على طاولة مجلس الوزراء حتى يبت هذه الاستقالة".
تصريحات محابية للسعودية
كما إن الحكومة اللبنانية تسعى بشتى الوسائل لإصلاح الأزمة مع دول الخليج العربي ولا سيما السعودية من خلال مواقف وتصريحات مكثفة كان آخرها إدانة الهجوم الأخير لميليشيا الحوثي في اليمن على الأراضي السعودية وقالت وزارة الخارجية اللبنانية يوم أمس، "ندين بشدة الهجوم الذي تعرضت له السعودية فجر اليوم ونؤكد وقوف لبنان الدائم حكومة وشعباً إلى جانب المملكة الشقيقة ضد كل ما يمس أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها".
وتفجّرت الأزمة الحالية بين لبنان ودول الخليج العربي، بسبب تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي التي أدلى بها ضمن برنامج "برلمان شعب"، خلال الفترة الماضية، وأعرب قرداحي من خلالها عن وقوفه وتضامنه مع ميليشيا الحوثي في اليمن، وقال إن "الحوثيين يدافعون عن أنفسهم.. في وجه اعتداء خارجي"، وإن "منازلهم وقراهم وجنازاتهم وأفراحهم تتعرض للقصف بطائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية".
ورفض الوزير الحالي والإعلامي المعروف التراجع عن تصريحاته التي اعتبرها "آراء شخصية"، وقال في تغريدة على حسابه في تويتر: "أنا لم أخطئ في حق أحد. ولم أتهجم على أحد. فلِمَ أعتذر؟".
مقاطعة مستمرة
ودفعت تلك التصريحات العدائية كلاً من السعودية والإمارات والبحرين والكويت واليمن لسحب سفرائهم من لبنان ومطالبة السفراء اللبنانيين بمغادرة أراضيهم، إلى جانب سلسلة إجراءات عقابية كان أبرزها وقف الواردات من لبنان إلى المملكة والبحرين، ووقف شركات الشحن والبريد على خط لبنان – السعودية، ولبنان – البحرين، ووقف منح تأشيرات الدخول للبنانيين إلى الكويت، ووقف الكويت جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، كما أضافت الخارجية الكويتية لبنان إلى قائمة الدول التي جمّدت تحويل التبرعات إليها.
ويتمسّك محور إيران (حزب الله وحركة أمل) بتصريحات قرداحي المنحاز تماماً لمشروع خامنئي في المنطقة العربية، ويرفضون بشكل قاطع إقالته أو دفعه للاستقالة، وهو أمر يعمّق الأزمة بين لبنان وأشقائه العرب باعتبار أن الخلاف العربي مع لبنان يدفعه بشكل أكبر تجاه إيران، خاصة أن الخلاف الحالي لا يقف عند تصريحات إعلامية أو سياسية بل يراه مراقبون جزءا من الصراع العربي الفارسي، وهو ما أكده رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في تعليقه على الأزمة الحالية مع السعودية.
التعليقات (5)