وزير أوقاف النظام يبرر إلغاء منصب المفتي بحدث تاريخي فَيُدين حافظ وبشار

وزير أوقاف النظام يبرر إلغاء منصب المفتي بحدث تاريخي فَيُدين حافظ وبشار
عاد وزير أوقاف حكومة أسد، المدعو محمد عبد الستار السيد بمغالطات دينية وتاريخية جديدة، من شأنها تحريف الحق وتطويع الدين الإسلامي لمصلحة عصبة أسد وحلفائه الغارقين بدماء السوريين، عبر تزوير الحقائق التاريخية وتحريف الآيات والسندات الفقهية لمصلحة المشروع الإيراني القاتم في سوريا.

منصب المفتي أحدثه الاحتلال العثماني

وحول إلغاء منصب المفتي في سوريا، وإحالة مهامه إلى المجلس الفقهي المنشأ حديثاً بغايات وأجندات "طائفية"، قال الوزير السيد في لقاء مع قناة "الفضائية" التابعة لنظام أسد، "نحن أمام موضوع الفتوى هل أتحدث عن موضوع الفتوى أم عن المنصب يجب أن أحدد .. الناحية الشرعية تهتم بالجوهر أي الفتوى وتحقيقها ولا تهتم بالمنصب لأن منصب المفتي أحدثه الاحتلال العثماني التركي عندما دخل السلطان سليم إلى هذه البلاد، أي هذا المنصب أحدث سياسياً ولم يكن موجوداً في كل تاريخ وعهود الإسلام لأنه مناف لمقاس التشريع وحقيقته”.

وأضاف وزير أسد: “عندما تكون أمام هذا الواقع وبعد هذه الحرب الإرهابية وبعد أن كانت الفتاوى التكفيرية هي سبب استغل واستخدم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وأعداء البلاد الذين أخذوا هذه الفتاوى وأصبحت ما يسمى (داعش وجبهة النصرة والإخوان) وغيرهم .. أمام هذا المنطق.. نعود إلى الأصل ولا نأخذ الفرع.. لا نأخذ ما أمر به السلطان العثماني وإنما نأخذ ما أمر به الإسلام… الإسلام قال (وأمرهم شورى بينهم.. وشاورهم في الأمر) وبالتالي تم بإلغاء المنصب تصحيح خطأ تاريخي استمر أكثر من 600 عام أو أكثر من قبل العثمانيين".

لكن المجلس الإسلامي السوري رد على مغالطات السيد، وقال المتحدث باسم المجلس، مطيع البطين في حديث لأورينت نت: إن "وزير النظام تكلم عن الفرق بين المنصب والجوهر، والحقيقة مسألة الإفتاء لم تكن منصباً إلا عند هذا النظام، الإفتاء هو مقام ومكانة ورمز، وليس التوصيف المستخدم لدى السيد بأنه منصب، تماما كما كان النظام يقوم بتعيين رجل يوافق له على كل القرارات التي تخدم إجرامه لقتل السوريين، أي موظف كعناصر المخابرات وغيرهم، وهو حال المفتي حسون وأمثاله، كأي موظف مـأمور".

وأضاف البطين: "كلام وزير النظام حول أن منصب الإفتاء أحدثه العثمانيون ولم يكن قبلهم، فهنا يقع الوزير في تناقض كبير.. لماذا أقر النظام هذا المنصب طيلة عشرات السنين وبقي منذ عهد حافظ الأسد وحتى ابنه بشار.. فهو وقع في تناقض وهو يتلاعب بالعبارات لتضييع المرجعية السورية، وتضييع مقام الإفتاء الذي يعبر بشكل كبير من ناحية دينية عن هوية البلاد".

ويرى المتحدث باسم المجلس أن "أخطر من وظف الفتوى" هو المفتي أحمد بدر الدين حسون ووزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد، حين وظفوا الفتوى لقتل أكثر من مليون سوري وتهجير ملايين آخرين واعتقال وتعذيب مئات الآلاف في أقبية المخابرات، ويقول: "هذه هي الفتوى الخطيرة وهذا هو الإرهاب الحقيقي وهذا هو توظيف الدين من أجل الطائفية والإجرام، وهذا أخطر توظيف".

تدليس وتزوير

وفيما يخص ادعاء وزير أوقاف أسد حول أن منصب الإفتاء "استحدثه السلطان مراد خلال الحكم العثماني لبلاد الشام قبل مئات السنين"، فإن المجلس الإسلامي السوري وكذلك جميع المراجع الإسلامية العربية بما فيها رابطة علماء بلاد الشام ودار الإفتاء المصرية (الأزهر)، يؤكدون بالدلائل والسندات الشرعية أن الإفتاء كان منذ عهد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ، واستمر الأمر في عهد الخلافة الراشدة والعصور الأموية والعباسية عبر كبار العلماء والأئمة، لكن السلاطين العثمانيين أحدثوا منصباً لهذا المقام ضمن دوائر الدولة ولتسهيل عمله على الناس، وليس كما يدعى وزير أوقاف أسد وبقية علماء الطغاة.

وفي هذا الشأن يقول عمار طاووز، عضو هيئة الشورى في رابطة علماء المسلمين: إن "أول من أفتى هو رسول الله لصحابته، ثم الصحابة بعد ذلك، وعندما دخلوا بلاد الشام وفتحوها كانت الناس تذهب إليهم وتسألهم، ثم بعد ذلك تبعهم التابعون، و تكوّن شيء يسمى فقهاء بلاد الشام وكان الناس يأتون إليهم ليستفيدوا من فتواهم، إلى أن كانت فترة الدولة العثمانية، وأُحدث منصب جديد في الدولة تحت مسمى (مشيخة الإسلام)، وشيخ الإسلام أنيطت به الفتوى، وهو منصب فوق السلطان، بل كان شيخ الإسلام يستطيع بمشيخته أن يعزل السلطان وليس العكس، فهذا منصب له اعتباره وله قوته وبقية الولايات ترتبط بمشيخة الإسلام في ذلك".

بيان الأزهر 

ومما جاء في بيان دار الإفتاء المصرية (الأزهر) إن "أول من قام بهذا المنصب الشريف (الإفتاء) سيدُ المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، عبد الله ورسوله، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، فكان يُفتي عن الله بوحيه المبين، فكانت فتاويه -صلى الله عليه وسلم- جوامعَ الأحكام، ومشتملةً على فصل الخطاب، وهي في وجوب اتباعها وتحكيمها والتحاكم إليها ثانية الكتاب، وليس لأحد من المسلمين العدولُ عنها ما وجد إليها سبيلًا ، وقد أمر الله عباده بالرد إليها، حيث يقول: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}..<سورة النساء: 59>.. {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}..<سورة المائدة: 4>. وقوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ}..<سورة البقرة: 219>، وقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ}..<سورة البقرة: 222>. إلى غير ذلك من الآيات".

إلغاء الإفتاء لمصلحة الولي الإيراني

وكان نظام الأسد أصدر منتصف الشهر الماضي، مرسوماً ألغى بموجبه منصب المفتي العام للجمهورية العربية السورية واستبدله بالمجلس العلمي الفقهي الذي يضمُّ أعضاءً من كافة الطوائف، في خطوة من شأنها طمس مقام الإفتاء الذي اختص به أهل السنّة والجماعة أنفسهم على مدار عقود، ليكون ذلك إيذاناً بمرحلة جديدة تحيّد دور السنّة وتفتح الأبواب لبقية الطوائف التي تشكل مجتمعة أقلية في سوريا، لتشارك في الإفتاء، وتتحول الطائفة السنيّة من أمة إلى مجرد طائفة أخرى من ضمن الطوائف الموجودة في البلاد.

ويضم المجلس الفقهي الموكل بالافتاء، 44 عضواً في تمثيله، بين سبعة إلى عشرة ممثلين منهم تعود للمرجعيّات الشيعية، وذلك دون النظر إلى باقي الطوائف في سوريا، وعلى هذا الأساس إذا تمثّلت باقي الطوائف بثلاثة أعضاء فقط عن كل طائفة (الإسماعيلية، والعلوية والموحدون الدروز والمرشدية) سيكون مجموع أعضائهم مجتمعين أكثر من ثلث المجلس، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف نسبتهم في الواقع.

ولطالما استخدم أسد رجالات الدين في منصب الإفتاء ووزارة الأوقاف كأدوات في حربه الطائفية والإجرامية تجاه السوريين على مدى العقود الماضية ولاسيما العشر السنوات الأخيرة، حين كانت تلك المناصب غطاء دينياً لأسد ونظامه لقتل الشعب السوري والفتك به بكافة الوسائل، لكن التحول الجديد والأخطر حالياً يتماشى مع ضرورات المرحلة الجديدة، ألا وهي التغلغل الإيراني في مفاصل البلاد عقائدياً وسياسياً، لتكون العمائم الشيعية التابعة للولي الإيراني هي المتحكمة تماماً بهوية سوريا الدينية والسياسية.

ولا غرابة في وقوف هؤلاء من رجالات الدين، كأحمد حسون ومحمد عبد الستار السيد، في صفوف نظام أسد والتغطية على جرائمه، لأنهم كانوا منذ صناعتهم في أقبية المخابرات جزءًا أساسياً من كيان النظام وإجرامه وبصبغة دينية تساهم في تضليل الناس وحرفهم عن المسار الصحيح، وإقناعهم بأن بشار أسد لا يشبه فرعون الذي قال الله فيه: "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِى ٱلْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْىِۦ نِسَآءَهُمْ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ".

v9kWi1pAgN4

التعليقات (4)

    أبو عادل

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    عديمي الشرف والضمير هؤلاء الانجاس الخونة مرتزقة أسد وأعوانه ومدلسيه ومجرميه.

    ابن الوليد

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    الغاء المنصب المفتي وانشاء ما يسمى بالمجلس الفقهي هو لتغيير دين الدولة السورية للدين الرافضي المجوسي فقط لا غير وبدايته من عضوين فقط من الرافضة ومع الايام يتحول المجلس كله الى الدين الرافضي المجوسي ، لعنة الله على الروافض المجوس وعلى النصيرية الخنازير

    هادي

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    لقد سقط القناع والغي مقام المفتي الذي كان يستخدم لتغطية اجرام النصيري والنصارى ضد اهل السنة.. حسنا فعل وابعد صوتا نشاذا يحسب على اهل السنةزورا..

    ولك هالوزير للاوقاف ثروة للحيوانات

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    اقترح انه بعد ان يفطس ان يتم تحنيطه لانه ثروة للاهبل وحيواناته، او لو مافي مصاري يحطوا بالبراد مع الاهبل لانو مستقبلهم بالجنة، وابليس زعلان لاننون مازارو، دمر الاهبل سوريا لانه اجدب .
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات