كيف قضى النظام على حلم الشباب بارتياد الجامعات في مناطقه؟

كيف قضى النظام على حلم الشباب بارتياد الجامعات في مناطقه؟
يعاني طلاب الجامعات في مناطق سيطرة النظام من ارتفاع كبير بتكاليف الدراسة الجامعية، حيث بات ارتياد الشباب للجامعات يشكل عبئاً كبيراً على ذويهم، وسط عجز حكومة أسد عن تأمين أبسط احتياجات هؤلاء الطلاب.

وتتركز معاناة الطلاب مع ارتفاع أسعار المحاضرات الجامعية المطبوعة، حيث يصل سعر طباعة الورقة الواحدة إلى 75 ليرة سورية، فيما يحتاج الطالب شهرياً بشكل وسطي إلى 35 ألف ليرة تكلفةً لمحاضراته، إضافة إلى تكاليف تتعلق بالفرع الذي يدرسه، حيث يحتاج طلاب الهندسة إلى أدوات هندسية إضافية يقدّر سعر القطعة الواحدة منها بـ 3000 ليرة على الأقل، بينما يحتاج طلاب طب الأسنان إلى مبالغ خيالية تقدر بـ 500 ألف ليرة ثمناً لمواد دراستهم العملية خلال العام.

وقال الطالب "محمد عارف" الذي يدرس في كلية الهندسة المدنية بمدينة حماة لأورينت نت، إن الكلية التي يدرس بها فرضت على طلاب السنة الثانية في مقرر المساحة1 شراء "بخاخات دهان" ومسامير فولاذ لاستخدامها ضمن أعمال المساحة، والتي من المفترض أن تقوم الجامعة بتوفيرها للطلاب.

في حين تحدث عدد كبير من الطلاب عن معاناتهم من المواصلات والنقل، حيث يتطلب الأمر الانتظار لساعة على الأقل كي يتمكنوا من ركوب "الميكرو باص" ذهاباً إلى الكلية أو للعودة منها.

وكانت صفحة جامعة دمشق نشرت مؤخراً قراراً صادراً عن وزارة التعليم العالي تعدّل بموجبه الرسوم الجامعية التي يتم تحصيلها من الطلاب، وبالتالي بات على الطلاب المسجَّلين بدءاً من العام الدراسي الحالي تسديد مبالغ طائلة تحت بند رسم الخدمات الجامعية كل حسب اختصاصه.

جمع الأموال

بدوره، يرى أحد الطلاب "فضل عدم ذكر اسمه" أن عدم اهتمام إدارات النظام بالجامعات السورية، سببه أن مسؤولي أسد منشغلون بجمع الأموال والاختلاس من أجل تأمين متطلبات أولادهم الذين يدرسون بأرقى الجامعات خارج سوريا أو في الجامعات الخاصة داخل البلاد. 

من جهته، أشار الطالب "علي المحمد" لأورينت إلى أن رئاسة الجامعة في حماة وكوادرها ومدرِّسيها مهمتهم الوحيدة هي ملاحقة كلام الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي ومعاقبتهم بإنذار أول وإذا تكرر الانذار فقد يتم فصل الطالب في حال اعتراضه على أداء الجامعة.

وأكد أن الفساد منتشر في الجامعة حيث يتم بيع المواد، كما يدفع بعض الطلاب مبالغ مالية طائلة مقابل حصولهم على أسئلة الامتحان من الدكتور الجامعي مباشرة.

وأوضح أن انتشار هذه الظاهرة بين الطلاب سببه الرئيس أن الطالب الجامعي تحوّل همّه من تلقّي العلم إلى هدف وحيد هو تخطّي سنواته الدراسية والنجاح بأي وسيلة كي يسافر خارج سوريا.

لا شك أن الواقع التعليمي المزري ساهم بتدنٍّ كبير بالمستوى العلمي للجامعات التابعة للنظام، وهو ما أدى إلى تراجع تصنيف جامعات سوريا (دمشق، البعث، تشرين، حلب، حماة، الفرات) على مستوى العالم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات