كيف صاغت روسيا وإسرائيل شراكة غير متوقعة لتعويم بشار الأسد؟

كيف صاغت روسيا وإسرائيل شراكة غير متوقعة لتعويم بشار الأسد؟
قال الكاتب أليكس فيشمان في مقالٍ له بصحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية إنّه ومع سعي روسيا لتعزيز نظام أسد ووقف العزلة الدبلوماسية عنه الأمر الذي يضمن الوجود الروسي في المنطقة، ترى موسكو أن جهود إسرائيل لإحباط بقاء إيران في المنطقة يعود عليها بالفائدة. 

ففي الوقت الذي قيل فيه إنّ إسرائيل هاجمت منشأة لتخزين الأسلحة الإيرانية بالقرب من دمشق يوم السبت؛ قصفت طائرات مقاتلة روسية مواقع المعارضة السورية بالقرب من مدينة حلب، وحدثت هذه الإجراءات أيضاً بعد أسبوع واحد فقط من لقاء رئيس الوزراء نفتالي بينيت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي في أول لقاء رسمي بين الزعيمين.

ويضيف الكاتب؛ إذا لم يكن هذا هو تعريف التنسيق الاستراتيجي، فما هو إذن؟

وتابع: "على مدى الأشهر الماضية، وبحسب ما أفادت به قوات المعارضة السورية، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في سوريا، بينما شهد عام 2020 إطلاق حوالي 400 صاروخ من قبل إسرائيل على جارتها في الشمال الغربي، شهد العام الجاري زيادة بنسبة 25٪، ونحن لا نزال في شهر نوفمبر فقط".

ويؤكد الكاتب الإسرائيلي أنّ النشاط الإيراني في سوريا تغيّر إلى حدٍ كبير، بدأ الوجود الإجمالي لمستشاري إيران في سوريا في الانخفاض بالفعل في عام 2020، مع انخفاض عدد المقاتلين الإيرانيين بنحو 50٪، غير أنّ كمية ونوعية الأسلحة والإمدادات التي تشحنها طهران إلى نظام أسد زادت أيضاً.

وفي ظل هذه الأجواء؛ ظلت استراتيجية إسرائيل كما يقول الكاتب، هي إحباط جهود إيران لترسيخ نفسها في سوريا.

وأردف: "لكن عندما يزداد معدل وشراسة الهجمات، فإن إسرائيل تخاطر بأن تصبح هذه الحرب الباردة ساخنة، فلماذا تستمر إسرائيل في هذه الاستراتيجية، بل وتكثف نشاطها؟"، وأضاف: "التغيير الحقيقي خلال الأشهر الماضية لم يكن مع إسرائيل أو إيران، بل في السياسة الروسية تجاه سوريا".

وأشار فيشمان إلى أنّه ليس من قبيل المصادفة أن التقى بوتين مع بينيت نهاية الأسبوع الماضي، حيث أدركت موسكو أنه من أجل تعزيز نظام بشار أسد، وضمان استمرار سيطرتهم على المنطقة، يجب عليهم البدء في إخراج النظام من عزلته الدبلوماسية وتكثيف جهود إعادة التأهيل.

قبل أربعة أيام من وصول بينيت إلى سوتشي، يرى الكاتب أنّ الروس نظّموا أول اجتماع مباشر على الإطلاق بين النظام والمعارضة في سوريا، وذلك من أجل مناقشة الإصلاح المدعوم من الأمم المتحدة للدستور السوري.

وأشار الكاتب إلى أنّ لقاء وفد النظام بوفد المعارضة لم يتم بسبب كرم أخلاق النظام، ففي مقابل ذلك اللقاء وافقت دول الخليج كالإمارات والبحرين وعمان على إعادة فتح سفاراتها في سوريا، كما أعاد الأردن فتح معابره الحدودية الجنوب سوريا، كما إنّ حليفته الولايات المتحدة التي لا تزال تفرض عقوبات على الأسد وحكومته لم تعارض تلك الخطوة.

وأكد الكاتب أن موسكو تضغط على نظام أسد لتغيير سلوكه من أجل زيادة انفتاح البلاد على بقية العالم، مع إضعاف الوجود الإيراني في سوريا كجزء أساسي منه.

إذن والكلام للكاتب؛ هذا هو المكان الذي تشترك فيه روسيا وإسرائيل في هدف مشترك، هناك أيضاً تقارير تفيد بأن رئيس النظام سئم من تحالفه مع طهران، والذي يشعر أنه يعيق جهود إعادة التأهيل في سوريا.

 

وختم الكاتب الإسرائيلي أنّ إسرائيل لا تضغط على إيران وحسب، بل تضغط أيضاً على الأسد، لكي يفهم ما يجب أن تكون عليه خطوته التالية، هكذا تجد إسرائيل وروسيا نفسيهما في نفس الصفحة، على الأقل حتى يقرر الروس خلاف ذلك.

التعليقات (2)

    صادق محمد

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    انا لا اصدق ان ايران عدوة اسرائيل او امريكيا .. فأمريكيا احتلت العراق و سمحت لايران قيادة العراق الى يومنا هذا .. امريكيا حليفة السعودية لكنها تميل الى ايقاف الحرب ضده .. اما فيما يخص سوريا الحرب منذ البداية هدم سوريا و القضاء على القطيع السوري من كل مكون سوري .. حتى تبنى سوريا من جديد كما الامارات مقاهي و ملاهي و مراقص و معارص تدر الاموال الكثيرة و يبدو ان جميع الاطراف ضمنا النظام لم يصلوا الى الهدف المرجو .. مازال في سوريا بقيا من قطيع

    بوتين يهودي روسي متل اي اسراءيلي

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    امه يهودية هذا يكفي، واسراءيل اغلبهم ارتودوكس روس وحتى اغلب رؤساء اسراءيل روس، البهرزي اسقط تشاوشيسكو وتشارك مع كناءس الجبل المقدس وبنى اكبر شركة انتاج وتصنيع القمح وحتى البيرة والمبلغ ٤ مليارات فرنك سويسري وله كل سوق رومانيا وربع اليونان وفرنسا وقبرص والعراق مسؤولهم اسمه لوليس ولما تكلمت عن الاسد امامه طردني من منطقته كلها ولم اكن اعلم لماذا هذا الحب للبهرزي.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات