من زينب إلى مريم.. هكذا يُغير نصر الله بوصلته

من زينب إلى مريم.. هكذا يُغير نصر الله بوصلته
بات زعيم عصابة حزب الله الإرهابية يُنافس في ظهوره الإعلامي المطربات والراقصات في بلاده وحتى في كافة البلاد العربية، علّه يستطيع بذلك الظهور تغطية سوءته التي انكشفت منذ ولوغه بدماء السوريين منذ عقد من الزمان، واليوم بدأ يُبرر ذلك التدخل بأنّه كان حمايةً لمسحيي الشرق من هجمات الإسلاميين الذين شاركهم نصر الله نفسه تلك الحرب في البلقان.

من زينب إلى مريم

من حماية زينب وشقيقاتها وحفيداتها ومراقدهن إلى حماية مريم وأحفادها؛ هكذا انتقل نصر الله بخطابه، في محاولةٍ منه لاستمالة مسيحيي لبنان بعد أحداث الطيونة التي اقتحم خلالها عناصر حزب الله المُدججين بالأسلحة مناطق المسيحيين في بيروت، ليحمل خطابه مساء أمس الكثير من التهديد والوعيد لحزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع، يقول نصر الله مهدداً: "البرنامج الحقيقي للقوات اللبنانية هو الحرب الأهلية التي ستؤدي إلى تغيير ديمغرافي"، وذلك يُبشر نصر الله مسيحيي لبنان بأنّ الحرب الأهلية قادمة على الأبواب وأنّ مصيرهم التهجير، لتكون لبنان شيعيّة خالصة لنصر الله ومن خلفه الخامنئي.

ويقول الإرهابي الدولي حسن نصر الله إنّ حزب القوات اللبنانية هو الذي "أمّن الغطاء لـ "النُّصرة" والتكفيريين في لبنان وسوريا"، وأنّه "يمكنكم سؤال المناطق المسيحية في سوريا عن كيفية تصرف حزب الله لحماية المسيحيين"، ولماذا نسأل وعناصرك ذاتهم تفاخروا بأفعالهم ونشروا كيف أنّهم لن يُبقوا "سُنيّاً" واحداً في سوريا، وسيُلاحقونهم إلى "مكة المُكرّمة" لينتزعوها منهم.

أما بخصوص المسيحيين، فلنا بالرّاهبات اللواتي اختطفتهن جبهة النصرة وبادلتهنّ بمعتقلات من سجون أسد، خير دليل واللاتي أكّدن أنّهنّ تلقين أفضل معاملة من خاطفيهم، وأنّهم أي الخاطفون كانوا طيبين معهنّ، على الرّغم من أنّ الخاطفين لم يُمثّلوا الثورة السورية يوماً، بل مشروعهم مُختلف عن مشروع السوريين، وأحد من الثوار لم يقبل بفعلهم ذلك، والجميع يعلم جيداً من أطلقهم من السجون ليعيثوا خراباً في الثورة السورية، لكن وفي ذات الميزان؛ هل يمكن أن نسأل زعيم العصابة عن حال المعتقلين السوريين في سجون أسد، رُبّما في صور قيصر الإجابة عن ذلك السؤال.

يُصرُّ نصر الله على تكذيب العالم أجمع ويؤكد مساء أمس أنّ عناصر عصابته الذين كانوا يتجولون في منطقتي عين الرمانة وفرن الشباك المسيحيّتين، مُدججين بسلاح ليس أقلّه قواذف الـ (RPG) كانوا مُتظاهرين سلميين، وكأنّ الجميع عُميت أبصارهم ولم يُشاهدوا ما حدث على الهواء مُباشرة، ولنصر الله في مقتل "سيكو" البرهان الأكبر على سلميّة مُتظاهريه.

كذّاب أشر

لا يخجل زعيم عصابة حزب الله من الكذب جهاراً نهاراً وعلى رؤوس الأشهاد، يتحدث وكأنّ الأحداث جرت في كربلاء قبل 1400 عام، وأن لا شهود على ما يقول، غير أنّ الحقيقة التي لم تعد تخفى على طفل هي أنّ اللبنانيين جميعهم يعلمون أنّ عصابة نصر الله لم تُقِم يوماً وزناً للجيش اللبناني، وأنّها دائماً فعلت ما تُريد دون إذنٍ أو حتى مشورة، غير أنّها وفي كلِّ مأزق تخرج لتُحرج ذلك الجيش المغلوب على أمره وتضعه بوجه العاصفة.

آخر عواصف ميليشيا حزب الله هي أحداث الطيونة التي حاول خلالها الحزب تكرير 7 أيار، غير أن اللبنانيّين كانوا له هذه المرّة بالمرصاد، ليخرج بعدها نصر الله ويقول إنّ عصابته سلّمت رقبتها ودماءها إلى الجيش والدولة اللبنانيّة، وكأنه لم يكن وجود للدولة والجيش اللبناني عندما قرر وتدخل نصر الله في سوريا واليمن والبحرين والكويت والسعودية.

ويُضيف زعيم العصابة "يجب أن ننقل الواقع والحقائق، بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، منعنا دخول أي مسلح من حركة أمل وحزب الله إلى مناطق المسيحيين"، ماذا كان يفعل السيكو وغيره المئات من المُسلحين في عين الرمانة فرن الشباك؟ أكثر من ذلك؛ وبما أنّه يقول منذ الانسحاب الإسرائيلي منع دخول أيّ مُسلح، السؤال لماذا يوجد مُسلحون، لماذا مازلت تحتفظ بالسلاح والعناصر، ما فائدة الجيش اللبناني الذي تضعه بعين العاصفة دائماً بعد كل مُصيبةٍ تجلبها على لبنان واللبنانيين؟.

ومهدداً اللبنانيين بمسيحييهم وسنّتهم ودروزهم بأنّه يمتلك مئة ألف مقاتل جاهزين لخوض أيِّ معركة يُقررها زعيم تلك الميليشيا، مُتوعداً أيّ مكونٍ لبناني يُطالب بالحرية أو الديمقراطية يقول نصر الله موجهاً كلامه لسمير جعجع "خُذ علماً بأنّ الهيكل العسكري يضم 100 ألف مقاتل"، فهل بعد هذا التهديد من كلام عن حربٍ أهليّة تُجهزها تلك الميليشيا في لبنان مُستقوية بسلاحها غير الشرعي.

إذن؛ بعد مُتابعة حديث نصر الله يمكن الخروج بنتيجتين لا أكثر، الأولى أن انسوا ما جرى في تفجير مرفأ بيروت، فقد تجاوزنا هذه المرحلة واليوم هناك ستّة قتلى من ميليشيا حزب الله وأمل ويجب أن تتحوّل التحقيقات لأجل هذا الأمر، وفي الحقيقة لم تخرج مظاهرات ميليشيا حزب الله وأمل إلّا لإحداث هذه الحالة من التوتر وتقديم القرابين السبعة لحرف الأنظار عن كارثة المرفأ والتركيز على ما جرى لعناصرها القتلى.

أما النتيجة الثانية من ذلك الخطاب فهي أن نصر الله يقول للبنانيين أنا ربكم الأعلى وإيّاي فارهبون، فلا صوت يعلو فوق صوت ميليشياته، ولا سلاح في لبنان إلّا سلاحه، ومن يُخالف ذلك فالمئة ألف عنصر جاهزون لإطلاق الحرب الأهلية والانقضاض على أيِّ مكوِّن في أيِّ وقت يُحدده زعيم تلك العصابة.

التعليقات (2)

    ِAsyrian

    ·منذ سنتين 7 أشهر
    لن تتم ازاحة حزب الزبالة اللبناني وزعيمه كلب اسرائيل حسن زميرة الا عندما ترفع أمه اسرائيل يدها عنه وعن حزبه وطائفته (المؤيدين للحزب) الذيين حموا أمهم اسرائيل هم وايران طوال عقود من الزمن.. لن تجد اسرائيل كلاب حراسة اوفياء كحزب الزبالة ومحمور القمامة

    ناصر

    ·منذ سنتين 7 أشهر
    أكثر الناس حقارة هو الخونة الذين يبيعون شرف ودينهم. وأكثر حقارة من هؤلاء هم المشرفون على موقع اورينت وكتبت ومموليه
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات