في رحيل سامي الرحمون.. ثائر ضحى بكل شيء وكسره غدر الأخ

في رحيل سامي الرحمون.. ثائر ضحى بكل شيء وكسره غدر الأخ
نعت الفصائل المحلية في الشمال السوري القيادي، سامي الرحمون، الملقب (أبو العلمين) والذي لمع نجمه منذ انخراطه بالثورة السورية عام 2011، إلى مشاركته بمعظم المعارك ضد ميليشيات أسد جنباً إلى جنب مع رموز "الجيش الحر"  (أبو الفرات وعبد القادر الصالح)، حيث ختم طريقه الثوري بجملة تضحيات وبطولات وسجل حافل، فيما بقي اسم شقيقه "عمر الرحمون" في قائمة العار والخيانة باعتباره "عراب التسويات" لمصلحة الاحتلال الروسي وحليفه أسد منذ سلمهم مفاتيح مدينة حلب.

انخرط سامي الرحمون في صفوف الحراك السلمي منذ اندلاع الثورة السورية في مسقط رأسه حلفايا شمال حماة عام 2011، وساهم بتشكيل "الجيش الحر" في تلك المنطقة بقيادته لأحد تشكيلاته المسمى (لواء أبو العلمين)، ومنذ ذلك الوقت نذر نفسه لقتال ميليشيا أسد في كل المناطق والبقع الجغرافية.

وخاض أبو العلمين عشرات المعارك ضد الميليشيا وخاصة معارك تحرير حلب، رفقة العقيد يوسف الجادر الملقب (أبو فرات) وعبد القادر الصالح (حجي مارع)، وأصيب في إحدى المعارك عام 2012، وأدى ذلك لخسارة يده نتيجة الإصابة، ورغم إصابته واصل القتال والمشاركة في الرباط والمعارك في الشمال السوري، إلى أن باغته مرض السرطان وبات يصارع المرض والأوجاع حتى مماته.

تعرض سامي الرحمون للاعتقال مرات عديدة على يد "جبهة النصرة" (هيئة تحرير الشام) في آب 2014، والتي أبقته في سجونها ستة أشهر، وعاودت اعتقاله في العام التالي من داخل معسكرات فصيله (أبو العلمين) في الشمال السوري، لتجبره "النصرة" فيما بعد على الانضمام إليها، وبقي قيادياً في صفوفها رغم تغيّر أسمائها وشعاراتها حتى وفاته، لكنه في الوقت ذاته آثر الابتعاد عن الصراعات الداخلية والخلافات العقائدية بين الفصائل، وبقي ولاؤه لثورة الشعب السوري بعيداً عن أجندات "ميليشيا الجولاني".

 

بين الشرف والعار

لكن أكثر الطعنات التي عاناها سامي الرحمون كانت مأساة خيانة شقيقه "عمر" الذي كان قيادياً لامعاً في صفوف المعارضة والجيش الحر برتبة "شيخ عمر" والذي كشف عن وجهه الحقيقي حين تعهد علناً بمساندة الاحتلال الروسي وميليشيا أسد باستعادة مدينة حلب، بما أنه يمتلك بعض النفوذ الفصائلي والكثير من الأوراق والأسرار الثورية.

وبالفعل، برز اسم عمر الرحمون شقيق سامي عقب توقيع اتفاق إجلاء المدنيين والفصائل من مدينة حلب نهاية عام 2016، حين ظهر اسمه كمفاوض ضمن ذلك الاتفاق باسم "الشيخ عمر"، ليبدأ بكشف جميع أوراقه واعتبار تسليم حلب بأنها "خدمة للمحاصرين في حلب وليست خدمة لنظام أسد".

وكان عمر الرحمون انخرط في صفوف الفصائل الثورية منذ انطلاقتها قبل عشرة أعوام، وعُرف بقربه من كبار الضباط المنشقين والثوريين ودوائر صنع قرار المعارضة، حتى خروجه من تركيا وانضمامه لميليشيا قسد بريف حلب، (جيش الثوار)،  لتكون المحطة التي سبقت ظهوره في العاصمة دمشق رفقة عدد من ضباط ميليشيا أسد.

عرف  (عمر) بمعاداته للفكر السلفي من خلال مدرسته الصوفية التي انطلق منها لتشكيل تجمعات وفصائل ثورية (أحرار الصوفية)، واعتمد سابقا على الزي الديني بتقديم نفسه بشخصية "الشيخ عمر"، لا سيما أنه حاصل على شهادة الماجستير في علوم الشريعة، وهي مرحلة استفاد منها كثيرا قبل أن يكشف عن وجهه الحقيقي المناصر لميليشيا أسد على حساب الثائرين.

في حزيران 2019، وجّه سامي الرحمون رسالة "نارية" لشقيقه عمر والذي وصفه بـ "كلب روسيا والنظام"، وقال في الرسالة المصورة: "من ريف حماة الشمالي، أيها الوغد، أيها الوضيع، لقد وصلت إلى منزلة لم يصلها أحد قبلك في الدناءة والنجاسة والخسّة والعمالة" مضيفاً في كلامه الموجه لشقيقه: "أصبحت كالديوث الذي يأتي بالغريب إلى عرضه وأهله، وأصبحت كالكلب المسعور الذي يركض أمام أسياده!".

jYSHM10bq8Y

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات