قائد انقلاب الانفصال في حوار مثير: أربعة تسببوا بدمار سوريا

قائد انقلاب الانفصال في حوار مثير: أربعة تسببوا بدمار سوريا
فاجأ العقيد عبد الكريم النحلاوي، الذي قاد انقلاب 28 أيلول عام 1961 قبل ستين عاما، والذي أودى بالوحدة بين مصر وسوريا.. فاجأ السوريين بحوار صحفي مثير من مقر إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية، أدلى به لصحيفة (العربي الجديد) عبّر فيه عن وجهة نظره تجاه ما جرى في سوريا خلال الستة عقود الأخيرة، متهما أربعة أشخاص بالتسبب بتدمير سوريا. 

أبناء المدن سُرّحوا من الجيش طائفيا

وكشف العقيد الدمشقي البالغ من العمر (94) عاماً، في الحوار الذي أجراه للصحيفة المذكورة (عبدالله الغضوي، محمد حاج بكري)  أكذوبة أن أبناء المدن لم يكن يتطوعون في الجيش وأنهم تركوا الجيش للأقليات، حين قال ردا على سؤال الصحيفة:  (لماذا كان اعتماد "انقلاب 28 سبتمبر" على الضباط الدمشقيين؟) بوصف الضباط الدمشقيين بأنهم كانوا الأغلبية في الجيش في تلك الفترة. وقال في معرض إجابته: 

" أريد أن أوضح أمراً في غاية الأهمية، أن الضباط الدمشقيين، أو "الشوام" كما يسمَّون أحياناً، هم الأقل انتساباً للأحزاب من بقية الضباط، وهم الأغلبية في الجيش في تلك الفترة. وبالتالي، كان الاعتماد عليهم أكثر أهميةً لجهة إبعاد السياسة عن الجيش". 

وأضاف في موضع آخر من الحوار:

" يمكن القول إن الضباط الدمشقيين كانوا بين 35 و40 في المئة في الجيش، وأقل من هذا في المخابرات. وقد شهدت الستينيات تراجعاً واضحاً في أعدادهم، والسبب أنهم لا ينتسبون للأحزاب، وكان يتم الضغط عليهم وملاحقتهم لإخراجهم من الجيش من أجل تسييسه، وهذا ما حدث لاحقاً".

كذلك برّأ العقيد النحلاوي تجار دمشق من تهمة أنهم كانوا وراء الانقلاب الذي أودى بالوحدة قائلا: 

" هذه كلها تأويلات لا وجود لها في تلك الحقبة في سوريا. لم يكن لهم دور، ولم يكن لدينا أي صلة بهم. بل أزيد على ذلك أنني وضعت بعض السياسيين في السجن، عندما أعلنوا عن إلغاء القرارات التأمينية، فكيف يكون ذلك، ونحن على علاقة بالنخبة التجارية؟ هذا ليس صحيحاً إطلاقاً".

وعن تطييف الجيش السوري، قال العقيد النحلاوي ردا على سؤال: (هل كان هناك مزاج طائفي في الجيش السوري في الستينيات؟) موضحا أنه: 

"لم يكن هذا الأمر في بداية تأسيس الجيش. وسوريا أصلاً لم تشهد حالة طائفية، لكن الأمر حقيقة بدأ بشكل واضح بعد 1963، أي بعد وصول البعثيين إلى الحكم".

أربعة كانوا السبب بدمار سوريا!

و رأى العقيد النحلاوي أن تسلل العلويين للجيش كان سببا في دمار سوريا، أما عن الشخصيات الأربع التي رأى أنها كانت السبب في تدمير سوريا (أي تمكين العلويين من السيطرة على الجيش) فيقول حسب رأيه: 

" هناك أربعة أشخاص تسبّبوا بدمار سوريا: أكرم الحوراني، أمين الحافظ، عبد الغني قنوت، مصطفى حمدون. أعتقد أنهم أرادوا أن يتحكّموا بالجيش عن طريق تسهيل دخول العلويين إليه. وكانت لدى الضباط العلويين رغبة في أن تكون لهم كلمة، ساعدهم في ذلك أكرم الحوراني بالدرجة الأولى، وأمين الحافظ بالدرجة الثانية. كانت هناك مجموعة منهم في فترة الوحدة في مصر، شكّلوا خلية من أجل فصل الوحدة وأخذ الحكم واستلامه".

حافظ الأسد والمخابرات البريطانية

وردا على سؤال: (هل تعتقد أن حافظ الأسد كان على علاقة مع المخابرات البريطانية، وكيف تمكّن من السيطرة على الجيش بعد عدة انقلابات؟)  قال العقيد النحلاوي: 

" كل ما يمكن قوله في هذا الأمر أن حافظ الأسد سافر إلى لندن مع مجموعة من الضباط في منتصف عام 1960، (1)  واختفى من 48 إلى 72 ساعة، تم إعلام القيادة بالأمر في ذلك الوقت. وبقيت هذه الساعات مخفية ومجهولة من حياة الأسد. وقد تمكن من السيطرة على الجيش لغياب النخبة السياسية الوطنية، وتفريغ الجيش من ضباطه الوطنيين، وعدم تغليب المصلحة الوطنية. هذه الأمور مكّنته من السيطرة على الحكم".

وعن الواقع السوري الحالي رأى العقيد النحلاوي أخيرا: 

"تحتاج سوريا إلى رجل وطني قوي ومستقل، قادر على جمع كل السوريين، شخصية غير مرتبطة بالدول الخارجية، تحقق فعلاً مطالب الشعب السوري، وطنية وليست طائفية. في حال توفرت هذه الشخصية، يمكن إنقاذ سوريا، لكن البلاد في وضع صعب جداً، وهي أصعب مرحلة في حياة سوريا الحديثة".

هامش لأورينت نت: 

(1) الموثق تاريخياً، وحسب وثائق الخارجية البريطانية، أن حافظ الأسد سافر إلى لندن في منتصف عام 1965 وليس عام 1960 كما جاء في نص الحوار، وكان وقتها قائداً لسلاح الطيران. ولا ندري إذا كان الخطأ في التاريخ هو من العقيد النحلاوي أم من الصحفي الذي دوّن الحوار.

التعليقات (2)

    أعلامي سوري کوردي في برلین

    ·منذ سنتين 7 أشهر
    حافظ أسد مثل بقیة رؤوساء أنقلابات عسکریة (بکر/صدام، قذافي، صالح، سوهارتو، پینوچیت، ....) أستلموا الحکم المطلق بفضل یهود عالم لینهوا فترة الحرب الباردة لصالح الغرب (الیهودي) ... بشار أسد هو أیضاً من تعیین وحمایة بریطانیا العظمی یهودیاً للیوم ..!!

    حمصية حرة

    ·منذ سنة 10 أشهر
    منذ الاستقلال عاشت سورية فترة برجوازية سيطرة فيها العائلات الثرية على الحكم. عبد الكريم النحلاوي وقلة قليلة مثله من العائلات المتوسطة التي دخلت الجيش بهدف الراتب والمكانة الاجتماعية والوظيفية هم من يستحقون الاحترام. ماأريد قوله هو أن المناطقية والتفاوت الطبقي بين السوريين هو سبب وصول عائلة الأسد إلى السلطة. بالعامية شوفوا ابن الضيعة ابن الفلاح كيف حكمكم نصف قرن بينما ابن المدينة البرجوازي مفكر فيلتو سوريا وهي ملك له
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات