وتابعت الصحيفة أن إيران تبدو في وضع مماثل. وتقول: "وإذا لم تكن هناك معارك ظاهرة للعيان، فإنّ عدم كفاءة المؤسسات والصراع السياسي الحاد والضغط الاقتصادي المخيف والضربات المروّعة في الجسم الاجتماعي للإيرانيين، وفقدان الموارد والثروة وفقدان البنية التحتية والنظم البيئية طويلة الأمد للهضبة الإيرانية، وعمليّات الاختلاس الكبيرة ونهب الخزينة، ناهيك عن السجن لأسباب وبدون أسباب مبررة، وانعدام الثقة بشكل عام والألم الذي يتبعه ألم، كل ذلك تسبب في مشاركة الإيرانيين جيرانهم بالمعاناة وعلى كافة الأصعدة، جميعهم يئسوا من المستقبل؛ كل هذا يعني أن الشرق الأوسط ليس سعيداً".
وأضافت الصحيفة: "يبدو أن إحدى الطرق القليلة المتبقّية للتغلب على الأزمات التي تغلغلت في جميع أركان الحياة هي (وقف دائرة العنف) التي باتت تُعتبر مسألة ضرورية، وبعبارة أخرى، لم يعد الحديث عن ضرورة وقف دائرة العنف مسألة اجتماعية وحسب، بل أصبح مسألة مُلحّة للغاية، وأحد الأمور التي لا بد منها".
إن مجموعة العوامل المذكورة أعلاه فيما يتعلق بإيران، إذا كان من الممكن ربطها بمتغيرات خارجية أخرى مثل الجوار مع طالبان وداعش، وخاصة داعش خراسان، هي صورة واضحة لسبب الحاجة إلى وقف دائرة العنف، وهذا الأمر مُتاح، كما تقول الصحيفة.
وأردفت "إذا كانت المؤسسات في الهيكل الحاكم ولأيِّ سببٍ من الأسباب تسببت بيأس الناس من صناديق الانتخابات أو الوجود في المعركة الانتخابية، وإذا كانت كل جهود هذه المؤسسات تنصبّ على تقسيم المجتمع من الداخل ومن الخارج؛ فإنّ السفينة التي يركبها الجميع تغرق، اليوم لا فرق بين من يوافقون ومن يختلفون، الأغلبية والأقلية، المؤمنون وغير المؤمنين، الأكراد، الأتراك، العرب، البلوش، اللور، اللاك والفرس، اليوم السلامة الجغرافية لإيران على المحكّ".
وهذا يعني -بحسب الصحيفة- أن كلّ شعوب إيران في الجغرافية الإيرانية يجب أن تتّحد وتبحث عن حل لهذا المأزق، وهذا لن يحدث إلا إذا توقفت دائرة العنف الصارخ بين الجماعات المختلفة في إيران، دائرة العنف هذه كانت دائماً دائرة غير مسؤولة وقوة منفلتة العقال، لذلك لا توجد طريقة لوقفها وتقليلها إلّا بمرونة جوهر السلطة الصلب بمواجهة المجتمع.
وختمت الصحيفة بالقول، إنّ دورة العنف الموجودة يجب أن توقفها المؤسسات الحاكمة من خلال استجابتها إلى المطالب الأساسية للشعب، وهنا يُمكن أن يَظهر نوع من المصالحة الوطنية في البنية الاجتماعية لإيران، هذا هو السبيل الوحيد لعبور هذه الأزمة الكبرى على الأرض.
التعليقات (4)